تعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات لأولياء التلاميذ تعبّر عن تذمّرهم وعن عجزهم عن مجاراة النسق المتصاعد لتكاليف الدراسة.

وعند لقائه بوزيرة التجارة وتنمية الصادرات، فضيلة الرابحي، بقصر قرطاج، أمس الأربعاء، دعا الرئيس قيس سعيد، إلى ضرورة توفير الأدوات المدرسية بأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين، وأن تكون الأدوات المدعومة ذات جودة مقبولة.

كما حثّ سعيّد، بالمناسبة، كافة الأطراف المتدخلة إلى عدم التسامح مع أي شخص أو جهة تسعى إلى استغلال هذه المناسبات وغيرها لمزيد الإثراء غير المشروع.

ارتفاع مستمر

واعتبر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني أنّ العودة المدرسية مكلفة وتثقل كاهل المواطن التونسي الذي لم يعد يتحمّل أعباءها في ظلّ تدهور المقدرة الشرائية.

وأشار إلى أنّ المسألة تتجاوز ظرفيّة العودة المدرسية فهي في ارتفاع مستمر على امتداد السنة الدراسية حيث أنّ الولي مطالب بتوفير الميدعة و"اللمجة" وثمن الدروس الخصوصية وغيرها من المصاريف، وفق قوله.

وأكّد الزهروني في تصريح صحفي، أنّ العائلات الفقيرة لم يعد بإمكانها مجاراة النسق المتواصل للمصاريف خاصّة وأنّ نسبة الجانب المدعّم الذي توفّره الدولة (كتب، كرّاسات) لا يتجاوز 40% من جملة الاقتناءات.

وأوضح أن التكلفة المشطّة لإعداد تلميذ واحد للدراسة ليست هي المشكل الأساسي، واعتبر أنّ تكافؤ الفرص أمام التلميذ التونسي في مختلف ولايات الجمهورية أمر قد نسف فـ"التعليم والنجاح أصبح لمن استطاع إليه سبيلاً ومجانيّة التعليم في تونس أصبحت من قبيل الوهم"، حسب تعبيره.

وعن الحلول لتجاوز الأزمة، قال رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ: "هناك حلول ترقيعية كإرساء عقلية تضامنية ومدّ يد المساعدة للدولة ولكننا اليوم نحتاج إلى تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وإصلاح المنظومة التربوية في إطار رؤية استشرافية تشمل كلّ مكوّنات التعليم والتكوين المهني".

تكاليف مرتفعة

وحافظت الكتب على أسعارها ولكن الإشكال يكمن في الكرّاس المدعّم غير المتوفّر والذي يقع اقتناؤه حسب نسب معيّنة متعلّقة بأنواع أخرى من الكراسات (المحفوظات، الأشغال التطبيقيّة..).

وارتفعت أسعار الكرّاس الرفيع منذ رأس السنة بنسبة 20%، من ثمّ شملتها زيادة أخرى بنسبة 15% في شهر مارس 2022. وشملت الزيادة بقية المواد المدرسية بنسبة 20%، كما أنّ المحافظ المدرسية باهظة الثمن وتتراوح أسعار تلك التي من النوع المتوسّط بين 70 و128 دينارًا حسب أسعار الجملة.

وأثارت تصريحات رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي، المتعلّقة بالتكلفة المتوقعة للعودة المدرسية 2022-2023، جدلاً واسعًا في الحقل التربوي، إذ قال في تصريح صحفي، الاثنين 22 أوت 2022، إنّ هذه التكلفة تقدّر بـ850 دينارًا للتلميذ الواحد، كمّا وجّه نداء إلى وزير التربية لترشيد القائمات من المعدات التي يطلبها المدرّسون من تلاميذهم.

وتابع الرياحي: "تكلفة العودة المدرسية السنة الفارطة كانت في حدود 700 دينارًا، والعام الذي يليه كانت في حدود 618، والعام الذي يليه كانت في حدود 520، والعام الذي يليه كانت في حدود 425، أي أنّ هناك تقريبًا زيادة بـ20% كل عام".

وأشار رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، إلى أنّ المنظمة تتابع قائمات المستلزمات بأحد أقسام السنة الأولى، و"وجهت نداء إلى وزير التربية لترشيد هذه القوائم التي يطلبها المدرّسون من تلاميذهم، فهذا مهم جدًا خاصة مع غلاء الكراس المدعم بأكثر من 50%".

ولفت الرياحي إلى أنّ إعلان المكتبات زيادة بـ20% هذه السنة، يجعل العودة المدرسية مكلفة "فضلًا عن الزي الرياضي والميدعة والمحفظة، ولا تمثل الكتب من كلفة العودة المدرسية سوى نسبة صغيرة تتراوح بين 6 و10%".

رزنامة العطل المدرسية

وتعيش تونس على وقع استعدادات العودة المدرسية، حيث من المنتظر أن تكون رزنامة العطل والأعياد بالنسبة للسنة الدراسية 2022 - 2023، هي ذاتها التي أعلنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بتاريخ الجمعة 12 أوت 2022.

وتتوقف الدروس أيام العطل والأعياد كالتالي:

*عطلة المولد النبوي الشريف: يوم واحد يضبط في الإبان (إثر بلاغ دار الإفتاء التونسية).

*عيد الجلاء: يوم السبت 15 أكتوبر 2022.

*عيد الثورة: يوم السبت 17 ديسمبر 2022.

*عطلة الشتاء ورأس السنة الإدارية: من يوم الجمعة 16 ديسمبر 2022 بعد انتهاء الدروس إلى يوم الأحد 1 جانفي 2023 بدخول الغاية.

*عطلة الربيع: من يوم السبت 18 مارس 2023 بعد انتهاء الدروس إلى يوم الأحد 2 أفريل 2023 بدخول الغاية.

*عيد الاستقلال: يوم الاثنين 20 مارس 2023.

*ذكرى الشهداء يوم الأحد 9 أفريل 2023.

*عطلة عيد الفطر: 3 أيام تضبط في الإبان (إثر بلاغ دار الإفتاء التونسية).

*عيد الشغل: يوم الاثنين 1 ماي 2023.

*عطلة عيد الأضحى: 3 أيام تضبط في الإبان (إثر بلاغ دار الإفتاء التونسية).

*عيد الجمهورية: يوم الثلاثاء 25 جويلية 2023.

اشتراكات النقل

وكانت شركة نقل تونس، أعلنت الثلاثاء 23 أوت 2022، أن موعد انطلاق عملية بيع القسط الأوّل من اشتراكات النقل المدرسية والجامعية الخاصة بالموسم الدراسي 2022/2023، سيكون يوم الاثنين 29 أوت 2022.

وذكرت الشركة، في بلاغ لها، أن عملية بيع الاشتراكات الصالحة على شبكات النقل بالحافلة والمترو والخط الحديدي تونس – حلق الوادي – المرسى بالأساس ستكون عبر 143 مكتب بريد منها 122 مكتبًا بإقليم تونس الكبرى، تتوزع كما يلي:

56 مكتبًا بولاية تونس

16 مكتبًا بولاية أريانة

30 مكتبًا بولاية بن عروس

20 مكتبًا بولاية منوبة

وأشارت الشركة، في الصدد ذاته، إلى أن الـ 21 مكتبًا المتبقية تتمركز بمراكز بقية ولايات الجمهورية.

وأفادت الشركة بأنها ستخصّص خمس وكالات تجارية لتأمين عمليات البيع وهي الآتية:

*الوكالة التجارية بحي الخضراء المحاذية لمحطة المترو

*الوكالة التجارية بالمروج 4 الموجودة قبالة المحطة النهائية لخط المترو رقم 6

*الوكالة التجارية الموجودة بمحطة الترابط "سليمان كاهية" بمنوبة

*الوكالة التجارية "المرسى الشاطئ"

*الوكالة التجارية بمحطة الترابط "خير الدين" بمنوبة

كما أشارت إلى أنه بالتوازي مع نقاط البيع المذكورة وانطلاقًا من نفس التاريخ، بالإمكان اقتناء الاشتراكات عن طريق شبكة الإنترنت من خلال موقعي الواب التاليين: www.transtu.tn  /  www.ichtirak.poste.tn

التوقّي من كورونا بمناسبة العودة المدرسية

ويشار إلى أنّ الأخصائي في علم الفيروسات وعضو اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا، محجوب العوني، استبعد الجمعة 19 أوت 2022، حدوث موجة حادة أخرى من الجائحة، أو ظهور طفرات أخرى أو متفرعات عن أوميكرون.

وأرجع العوني استبعاده حدوث موجة حادة من الجائحة، إلى "الأرضية المناعية التي اكتسبها أغلب الأشخاص بفعل المناعة الطبيعية بسبب الإصابات خلال الموجة السادسة في شهر جويلية المنقضي". وأشار إلى هيمنة متفرع أوميكرون "بي أ 5" حاليًا عن بقية المتفرعات في تونس وفي العالم الذي يتميز بسرعة انتشاره مقارنة ببقية المتفرعات "بي أ 1 وبي أ2 وبي أ4".

وحذّر العوني من التهاون في اتخاذ الإجراءات الوقائية بمناسبة العودة المدرسية والجامعية 2022-2023، وأشار إلى أن الاجتماع الدوري للجنة العلمية مؤخرًا، تعرّض لضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة بمناسبة العودة المدرسية والجامعية القادمة، وقال في تصريح صحفي: "في صورة التهاون، فإن حالات الإصابة ستتزايد".