post

أخلاقيَاتنا زمن الفايسبوك!؟!

تونس الأربعاء 22 سبتمبر 2021

مرآة تونس - إشراق بن حمودة

تُمثَل الأخلاق شكلا من أشكال الوعي الإنساني "حيث أن كلمة Ethics جاءت من الكلمة اليونانية Ethos والتي تعني الشخصية أو ماذا يمكن أن يفعل الإنسان لكي يحصل على شخصية جيَدة.." فالأخلاق تُحدَد مجموعة القيم والمعايير المجتمعية وبالتالي فإن تطور المجتمعات يبقى رهين مرجعياتها القيمية الأخلاقية.

وحسب الفيلسوف أرسطو فإن مفهوم الأخلاق يعني "الطبائع الشخصية الناتجة عن العلاقة بين الرغبات والعقل."

فالأخلاقيات هي مجموعة الشروط والآداب والقواعد، المتفق عليها مجتمعيَا، والتي يختارونها بمحض إرادتهم ليراقبوا أنفسهم من خلالها ولكن ليدافعوا أيضا عن أنفسهم بواسطتها.

ويمكن تعريف الأخلاقيات بأنها الأسباب الكامنة وراء الأفعال الإنسانية والآداب العامة. وفي حين أن الآداب العامة تشير لما يختاره الإنسان من القيم العملية، فإن الأخلاقيات تشير إلى المبادئ التي تقف وراءها.

أخلاقيَات الإنترنت 

برزت أخلاقيات الإنترنت أو "إتيقا النت" أو ما يعرف ب"الأخلاقينات" وهو إحالة إلى المصطلح الفرنسي "La néthique" بعد الحاجة الملحَة إلى تنظيم مستخدمي الإنترنت ذلك أن هذه الشبكة طرحت عدة إشكاليات تنظيمية وأخلاقية. فأخلاقيات الإنترنت هي بمثابة التزام ذاتي.

" فكما يشير المصطلح إلى ذلك فإن أخلاقيات الإنترنت هي عبارة عن مدونة سلوك، فهي مدونة للعيش المشترك ودعوة للسلوك الأخلاقي المسؤول عند استعمال شبكة الإنترنت، إنها إعلان عن شكل من أشكال التحضر والمدنية في الفضاء الافتراضي. لقد أصبح اليوم ميثاقا أخلاقيا ذو مضمون بسيط ومتعارف عليه، ضمن مقاربة بيداغوجية قريبة من الهموم اليومية لمستخدمي شبكة الإنترنت وحاملة لجملة من القيم التي تعبر عن التزام ذاتي بعيدا عن كل أشكال الفرض." حسب ما يُشير له الدكتور جمال الزرن.

المسؤولية الأخلاقية على الفايسبوك

انتشر الفايسبوك بصفة كبيرة في تونس، حتَى أنه كان الأول مقارنة بالشبكات الاجتماعية الأخرى وذلك نظرا للإمكانات التي يُتيحها لمستخدميه لتعزيز شبكة علاقاتهم الاجتماعية والإمكانات التي توفرها لهم، فهو منصّة مفتوحة للجميع. وبالرغم من أنَ موقع الفايسبوك وضع مجموعة من الشروط والسياسات عند استخدامه.

فايسبوك


 

قام فايسبوك بتطوير مجموعة من معايير المجتمع فهي تحدد أنواع المشاركات المسموح بها على الفايسبوك ونوع المحتوى الذي قد يتم الإبلاغ عنه وتتم إزالته. وذلك حتى لا تنتهك معايير المجتمع الخاصة بالفايسبوك. 

حيث يقوم الفايسبوك بإزالة أي محتوى أي خطاب يحض على الكراهية، والذي يتضمن أي محتوى يهاجم الأشخاص بشكل مباشر على أساس: العرق، السلالة، الأصل القومي، العقيدة الدينية، التوجه الجنسي، الجنس أو النوع أو الهوية الجنسية أو الإعاقة أو الأمراض الخطيرة.

كما يخصص الفايسبوك الحماية للشخصيات العامة على الموقع حيث يقوم بإزالة التهديدات الفعلية لها. 

فعند رصد إساءة ومضايقات لأي شخص، يقوم الفايسبوك بإزالة أي محتوى يبدو أنه يستهدف عن عمد أفراد بعينهم بنية إحراجهم أو إهانتهم.

كما يقوم فايسبوك بوضع "بيان الحقوق والمسؤوليات" الذي ينشأ من مبادئ الفايسبوك ويتضمن شروط الخدمات التي تحكم علاقته مع المستخدمين بشكل عام. حيث تؤكد شركة فايسبوك على عدَة التزامات لضمان بقاء الفايسبوك آمنا نذكر من أهمها ضرورة عدم الإساءة إلى أي شخص أو ترهيبه أو مضايقته. بالإضافة إلى عدم نشر أي محتوى يتضمن أسلوبًا عدوانيًا أو مهدّدًا أو إباحيًّا أو يحرض على العنف أو ينطوي على صور عنف غير مبَرر.

نلاحظ اليوم تعدَيا صارخا للأخلاقيَات العامة على جميع المستويات وخصوصا على المستوى السياسي، فمع تطور مجالات استخدامات الفايسبوك من الضروري إيجاد حلول جذرية لاستخدام الفرد، ولكن يبقى التزامه بالأخلاقيات مسؤولية اجتماعية بالأساس فهي مرتبطة بسلوكه وضميره الفردي.

galleries/facebook-01.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً