post

الثّوب الفلسطيني .. من يسرق الأرض لا يؤتمن على التراث

ثقافة وفن الأربعاء 22 ديسمبر 2021

ثوب تقليدي فلسطيني أسود اللون مطرز بالأحمر، يحمل في رونقه أصالة الأراضي المحتلّة وعزيمة أبنائها. ارتدته ملكة جمال الفلبين، بياتريس جوميز، ونشرت صورة لها على "الأنستغرام" وكتبت تحت وسم "زيارة إسرائيل" عبارة "حياة بدوية.. نختبر الثقافة الإسرائيلية"، وشاركت المنشور مع وزارة السياحة الإسرائيلية. 
صورة اجتاحت على إثرها موجة غضب عارمة وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجا على ما اعتبره الفلسطينيون "سرقة للتراث الفلسطيني"، وأطلقت الحملات لارتداء الثوب التراثي الفلسطيني بهدف التأكيد على التمسك بالهوية والتراث الفلسطينيّين، ودحض جميع روايات الاحتلال ومحاولاته "تزييف التراث ونسبته لنفسه". كما وصف ناشطون فلسطينيون انتحال الاحتلال الإسرائيلي ثقافة بلدهم، بأنه "غاصب بلا هوية". 

وعن سعي الاحتلال إلى سرقة التراث الفلسطيني، يقول الصحفي، موسى حسين، من رام الله، في تصريح لـ "مرآة تونس": "يسعى الاحتلال في كل لحظة منذ أن سرق الأرض وهجّر أهلها أن يجعل لنفسة تاريخا وإرثا يروّج لكيانه الغاصب في العالم، فحاول سرق الفلافل وهو الآن يحاول مجدّدا سرقة الثوب"، مضيفا باطّراد عن مكانة الثوب الفلسطيني ورمزيّته لدى الفلسطينيين: "هو لا يعلم أن هذا الزي ليس قطعة قماش فحسب، بل هو إرث نسجته أيادي جدّاتنا، وجعلن من الرّموز المطرّزة عليه فنّا قائم الذّات تختلف دلالاته ورمزيّاته من محافظة إلى أخرى". 


وفيما يتعلّق بإصرار الشّعب الفلسطيني وتمسّكه بتراثه وإرثه الثقافي، يقول موسى: "مهما حاول الاحتلال فلن يسرق هذا الموروث الثقافي"، مضيفا أنّ الوعي الفلسطيني، وكذلك العالمي، المناصر للقضية يرسّخ يوما بعد يوم كذب وزيف الادّعاء الإسرائيلي ويؤكد أن هذا الثوب صنع فلسطينيا حتى وإن حاول الغرباء اتّخاذه زيّا لهم، فهو لا يليق بهم لأنّه يشع عروبة، حسب تعبيره. 
ويرى الصحفي الفلسطيني أنّ الاحتلال سيبقى يحاول سرقة كل شيء وأنّ "المطلوب منا محاربة هذا الاحتلال دون كلل ولا ملل"، وأن جرائمه المستمرة تعيد دائما القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ذلك أنّ "كل ذرة تراب في هذا الوطن تفوح منها رائحة الزعتر والزيتون". 


ويمثّل الثوب الفلسطيني لابنة غزّة، الشابة هدى عوني رمزا لكل فلسطيني، فحسب هدى، "يمثّل هذا الثوب فلسطين فقط! ولا يحق لأي أحد أن يسرق تراثنا ولباسنا". وترى هدى أنّ هذا يدل على أن المحتل ليس لديه تراث ولا هوية و "أنّه يحاول تبييض وجهه القبيح"، لذلك فهو يقوم بسرقة تراث ولباس وهويّة الشعب الفلسطيني ليظهر أمام العالم بمظهر صاحب الحق، ويحاول طمس الهوية والحق الفلسطيني، ولكن هذا حق للفلسطيني فقط، وفق تعبير الشّابة الغزاوية. 


من جانبها، دعت الشابة وسام المدهون من غزّة أبناء الشعب الفلسطيني إلى التعريف بتراثهم "بلقب التراث الفلسطيني". وتقول وسام لـ "مرآة تونس" إنّ "اليهود هم من احتلوا الأراضي الفلسطينية، واستوطنوا فيها واستعمروها. فليس غريبا عنهم سرقة كل ما يثبت لأهل فلسطين"، مضيفة أنّ هذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على "نذالة هذا الصهيوني الغاصب المحتل، الذي لا ينتمي لتاريخ ولا لشعب ولا لتراث خاص بذاته"، معتبرة أنّ هذا ما دفعه لاحتلال الأراضي الفلسطينية وممارسة شتّى أنواع الظلم والاستبداد". وتتّفق وسام مع سابقيها في أنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ وأذرعه المختلفة بسرقة الأرض الفلسطينية، بل امتد على مرّ الزمان لسرقة الكثير، كسرقة الهوية الفلسطينية والتاريخ والتراث الممتد منذ قديم الزمان على هذه الأرض المباركة، بحسب تعبيرها. 
وتضيف وسام أنّ الاحتلال "يعمد إلى سرقة التراث الفلسطيني، ونسبة أصوله إلى اليهود في محاولة لإثبات وجوده في أرض فلسطين"، معبّرة عن شعورها بالقهر لما اعتبرته "استبدادهم بسرقة المأكولات الفلسطينية الشعبية، كالحمص والفلافل، وتصويرها للعالم على أنها من تراثهم ونسبتها لأنفسهم". 

ويذكر أنّ حكومة جنوب إفريقيا قد سحبت دعمها لملكة جمال البلاد في مسابقة ملكة جمال الكون التي تقام في الأراضي المحتلة، تعبيرا عن رفضها للانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حقّ الفلسطينيّين. كما أثارت ملكة جمال اليونان جدلا في بلادها، بعد قرارها الامتناع عن المشاركة في المسابقة تضامنا مع الشّعب الفلسطيني.

galleries/الثوب-الفلسطن-من-سرق-الرض-لا-تمن-عل-التراث.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً