post

الذكور على رأس المنتحرين سنة 2020

تونس الثلاثاء 07 سبتمبر 2021

مرآة تونس- إشراق بن حمودة

يعتبر الانتحار مشكلة خطيرة من مشاكل للصحة العامة حيث أنَ لها صلة كبيرة بالاضطرابات النفسية وخصوصا الاكتئاب. كما نسجَل حالات انتحار متتالية عند الأزمات والكوارث وهذا ما تعيشه دول العالم خلال جائحة كورونا التي غيَرت كثيرا من السلوك الفردي. حيث وضعت منظمة الصحة العالمية خطة عمل للصحة النفسية للعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بمقدار الثلث بحلول عام 2030.

وتفاعلا مع اجتياح فيروس كورونا بلادنا أعدَ المرصد الاجتماعي التونسي تقريره السنوي حول الانتحار ومحاولات الانتحار في تونس سنة 2020، فقد كانت سنة استثنائية على خلفية الإجراءات الصارمة التي فرضتها الحكومة ولعلَ أبرزها فرض الحجر الصحي الشامل التي تسبَب في بطالة عدد كبير من المواطنين.

حالة البطالة من شأنها التأثير على مردود الأفراد والعائلات فيزداد فقرهم وتهميشهم. إنَ فترة الحجر الصحي الشامل شبيهة بسجن يبقى المواطن أسيره محروما من أبسط حقوقه: الحق في التنقل.

فعدم التكيَف مع المتغيَرات اليومية يدفع العديد إلى الانتحار تعبيرا منهم غضبهم وشعورهم بالخطر والتهديد المتمثلان في الوباء واحتمال الموت، حيث سجَلت محاولات الانتحار ذروتها في شهري أفريل (30 حالة) وماي (36حالة). فالحجر الصحي الشامل الذي انطلق في 22 مارس رفَع من النزعة الانتحارية حتى بعد استبداله بالحجر الصحي الموجه.

الوضعية الاقتصادية الهشَة سبب مباشر للانتحار

لا يمكن التغاضي عمَا سبَبه الفيروس من مشاكل اقتصادية لدى العائلات، فقد أثَر الوباء على الواقع المعيش للتونسي. وبالتالي فإن الجائحة أفرزت ضحايا آخرين وهم "العاطلون الجدد" من أصحاب المهن الصغرى والحرفيين وعمال المصانع الذي يكسبون رزقهم يوما بيوم. ومن الطبيعي أن تتسبَب تدهور الوضعية الاقتصادية في ضغط نفسي ما يولَد فكرة الانتحار في بال الشخص.

وفي هذا السياق عقد المرصد الاجتماعي التونسي ندوة صحفية عن بعد اليوم الثلاثاء 7 سبتمبر، لتقديم تقرير شهر أوت حول الاحتجاجات والانتحار والعنف حيث أنه تم تسجيل 12 حالة انتحار ومحاولة انتحار شملت كلها فئة الذكور وقد ولاية تونس تصدرت القائمة ب6 حالات انتحار.

ftds.PNG

من الممكن أن يعجبك أيضاً