post

بدعوة من جامعة التعليم الأساسي.. المعلمون النواب وخريجو التربية والتعليم والأعوان الوقتيين في يوم غضب وطني

تونس الخميس 29 سبتمبر 2022

‎‎نفذت الجامعة العامة للتعليم الأساسي، اليوم الخميس 29 سبتمبر الجاري، يوم غضب وطني انطلق بوقفة احتجاجية أمام وزارة التربية، ومنها التحوّل في مسيرة إلى ساحة الحكومة بالقصبة، وسط تمركز أمني كثيف في محيط الوزارة.

ويأتي هذا التحرك للمطالبة بإلغاء صفة المكلف بالتدريس وانتداب المعنيين وفقا للنظام الأساسي في رتبة أستاذ مدارس ابتدائية متربص سنة أولى. كما تطالب الجامعة العامة للتعليم الأساسي بانتداب خريجي الإجازة التطبيقية لسنة 2022 بصفة متربص، مع تمكين دفعة 2021 من تسمياتها القانونية والتعجيل بتعيين خريجيها إلى جانب الامتناع عن الساعات الاضافية وتسوية وضعيات خريجي شعبة التربية والتعليم والمعلمين النواب والدفعة الأخيرة من اتفاق 8 ماي.

ورفع المحتجون شعارات "انتداب انتداب لجميع النواب"، و"شغل حرية كرامة وطنية"، و"دار بلا تعليم مناش امسلمين".

لا تراجع ونحو التصعيد

واعتبر عضو المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم الأساسي إقبال العزابي في تصريح إذاعي اليوم الخميس 29  سبتمبر 2022، أن تنفيذ يوم غضب وطني في قطاع المعلمين النواب وخريجي التربية والتعليم والأعوان الوقتيين يعتبر ''ثورة'' من حيث العدد وبمشاركة جميع الولايات.

وقال العزابي إن تنظيم يوم غضب جاء بدعوة من الجامعة العامة للتعليم الأساسي رفضا لما اعتبره ''صفة هجينة'' اطلقتها وزارة التربية وهي صفة ''العون الوقتي المكلف بالتدريس'' وللمطالبة بحقهم في الترسيم وشغل قار وللدفاع عن المدرسة العمومية، وفق قوله.

وشدد العزابي على أن الجامعة "ستفرض على وزارة التربية الغاء هذه الصفة" وأكد أن وزارة التربية لم تتفاعل مع الملف رغم الاعتصام الذي نفذناه منذ الاثنين الفارط بمقر الوزارة. وتابع أنه سيتم اليوم الدعوة إلى لقاء الجهات لتحديد الخطوات التصعيدية القادمة في علاقة بهذا والملف وبقية الملفات، وقال "لا تراجع ونحو التصعيد".

آلاف المعلمين لم يتقاضوا أجورهم منذ سنتين

من جهته، أعلن المنسق الوطني للمعلمين النواب عماد عبد الكبير تنظيم يوم غضب وطني للمعلمين النواب وأعوان الوقتين بساحة الحكومة بالقصبة اليوم الخميس، احتجاجا ضد الوضعية الكارثية المهنية للمربيّن والتي اعتبر أنها لا تليقُ بالنخبة.

وكشف عبد الكبير، في تصريح إذاعي، اليوم 29 سبتمبر 2022، أن منحة المعلمين لا تتجاوز 608 دينار (خام) على الأوراق لكن في الواقع لم يتلق آلاف المعلمون رواتبهم منذ أكثر من سنتين رغم مباشرتهم التدريس.

وتابع أن 2500 معلم نائب لا يعلمون مستقبلهم ولا يتقاضون أجورهم وهم خارج الاتفاقية مع وزارة التربية أما بقية المعلمين النواب (8000 معلم) والذين تم تقسيمهم على ثلاث دفعات هم أيضا تعرضوا للتحيل من قبل وزارة التربية التي انقلبت على الاتفاقية مما أطلق شرارة الاحتجاجات.

وقال هبد الكبير: "اتفاق 8 ماي ينص على انتداب أو ادماج المعلمين بصفة عون وقتي إلى أن يتم انتدابهم بصفة نهائية، هذه خطوة مسقطة ولم يتم التشاور فيها مع الشريك الاجتماعي، لم تتم أي مراجعة قانونية لهذه الصفة الهجينة ونحن ضد لفظة عون وقتي وعون مكلف بالتدريس".

وأضاف: "يوجد نية مبيتة من وزارة التربية للانتداب خارج الاتفاقية. وزارة التربية لم تنتدب سوى 5000 معلم، النقص الفادح في المدرسة العمومية دفع المندوبيات الى الاستنجاد بـ2500 من خريجي الجامعة التونسية لسد الشغورات دون أن تمكنهم من أجورهم. اليوم أعضاء الجامعة العامة معتصمون في وزارة التربية وأعضاء الفروع معتصمون في المندوبيات الجهوية للتربية في مختلف الولايات".

وتابع أن ما يحدث يضر بسمعة الدولة غير القادرة على شد الشغورات والالتزام باتفاقاتهم مما يهدد استمرارية الدولة، وبيّن أن اليوم المدرسة العمومية تشهد شللا بسبب اعتصام المعلمين النواب الذين يرفضون صفة "عون وقتي".

وأكد أنه يوجد مدارس في الولايات الداخلية مغلقة رغم انطلاق السنة الدراسية بسبب عدم توفير معلمين من قبل وزارة التربية مما دفع الأولياء الى الاحتجاج، وحذّر من أزمة اجتماعية في الأفق بسبب هذا المأزق الذي "قد يهدد الأمن القومي"، على حد تعبيره.

جدية تسوية الوضعية

وأوضح وزير التربية فتحي السلاوتي اليوم الخميس 29سبتمبر 2022، خلال زيارته إلى المعهد الثانوي بمنزل جميل من ولاية بنزرت، أن الحكومة بصدد الانكباب على دراسة تمكن من الادماج التدريجي للنواب.

وبيّن الوزير أن الحكومة وفي إطار الاستمرارية ملتزمة باتفاقيات الحكومات السابقة مع مراعاة الظروف الاقتصادية للبلاد. وطالب الجميع بالصبر والتفهم، ودعا  الجميع الى العودة الى أماكن العمل والتدريس. وأكد أن الحكومة جادة لتسوية هذه الوضعية في نقاش مع الاتحاد العام التونسي للشغل وممثلي النواب.

ويشار إلى أن عددا من الأساتذة النواب حضروا بالمعهد أين نفذوا وقفة احتجاجية فاجأت وزير التربية عند مغادرته للمعهد الثانوي بمنزل جميل.

المعلمون-النواب.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً