post

بسبب قدرته السريعة على الانتشار.. هل يؤدي أوميكرون إلى "تسونامي من الحالات"؟

العالم الإثنين 03 جانفي 2022

ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم إلى أكثر من 289 مليونا و720 ألف إصابة منذ رصد أول إصابة في مدينة ووهوان الصينية عام 2019، وسط مخاوف من عودة الإغلاقات الكاملة. وبلغ إجمالي حالات الوفاة حول العالم نحو 5 ملايين و454 ألف حالة، وتعافى أكثر من 254 مليونا و202 ألف مصاب من الفيروس.

وعلى صعيد اللقاحات، تلقى نحو 58.2% من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، بعدد إجمالي وصل إلى 9.18 مليار جرعة على مستوى العالم، وبمعدل تراجع إلى 31.9 مليون جرعة كل يوم، فيما تلقى 8.5% فقط من الناس في البلدان منخفضة الدخل جرعة واحدة على الأقل.

وحدّد كبير مستشاري مكافحة الأوبئة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، أمس الأحد، موعد ذروة تفشي متحور "أوميكرون" في البلاد. وقال فاوتشي في تصريحات إنه خلال أسابيع فقط، ستشهد الولايات المتحدة "ارتفاعا حادا للغاية" في حالات الإصابة بكوفيد مع تفشي المتحور أوميكرون، وأرجح أن تتحقق ذروة الموجة بعد أسابيع فقط. وأضاف فاوتشي لشبكة "إيه بي سي": "نحن بالتأكيد في خضم ارتفاع حاد للغاية في الحالات"، ووصف معدل الإصابة المتصاعد بأنه "غير مسبوق".

ومع انتشار المتحورة أوميكرون في أنحاء العالم، فإنه تم تسجيل أكثر من 440 ألف حالة جديدة في الولايات المتحدة الجمعة، بزيادة تقارب الـ200 ألف إصابة عن ذروة الحصائل المسجلة في فيفري الماضي.

لكن فاوتشي قال إن تجربة جنوب أفريقيا تعطي بعض الأمل، إذ انحسرت هناك الموجة الوبائية بسرعة انتشارها نفسها تقريبا. وأضاف أن الأدلة تتزايد على أن أوميكرون أقل شدّة من المتحورات السابقة. ومعدلات الوفيات والاستشفاء في الولايات المتحدة أقل بكثير في الأسابيع الأخيرة مما كانت عليه خلال موجات كوفيد الأخرى.

من جهتها، أعلنت السلطات الصينية أنّها أقالت مسؤولين كبيرين في شيآن بعد ظهور بؤرة لكوفيد-19 في المدينة الواقعة في شمال البلاد، وأشارت إلى أنّ الإغلاق العام الذي فرضته منذ 12 يوماً أدى إلى خفض أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس.

وقالت السلطات المحليّة مساء الأحد، إنّها أقالت اثنين من كبار ممثّلي الحزب الشيوعي في مقاطعة "يانتا" من أجل "تعزيز عمل الوقاية والسيطرة على الوباء" في المنطقة.

وكانت السلطات الصينية عاقبت الشهر الماضي عشرات المسؤولين في المدينة بسبب عدم التزامهم "بحزم إجراءات الوقاية من الوباء ومكافحته".

ويخضع السكان البالغ عددهم 13 مليون نسمة في المدينة التاريخية المعروفة بجيش الطين وضريح الإمبراطور الصيني الأول، لحجر منذ الخميس الماضي، مع السماح لهم بالخروج من منازلهم مرة كلّ ثلاثة أيام للتبضّع.

وتبنّت بكين استراتيجية صارمة لمكافحة تفشي كوفيد ففرضت قيودًا قاسية على الحدود وتدابير حجر موجّهة منذ ظهر الفيروس للمرة الأولى في وسط البلاد أواخر العام 2019.

وسجلت ماليزيا نحو 3,386 حالة إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع إجمالي الحالات في البلاد إلى مليونين و761 ألفا، لتعلن بذلك الحكومة تعليق إرسال المعتمرين إلى مكة المكرمة في إطار الجهود المتبعة لوقف تفشي الوباء.

وتراجعت حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في أستراليا، مع تباطؤ الاختبارات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بمعدل وصل إلى 32,200 حالة يوميا، بعد أن كان المعدل 35,327 حالة، وسط تنامي مخاوف انهيار القطاع الصحي، وصعوبات في الحصول على شهادات اللقاح بالنسبة للمطعمين.

وتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا حاجز المئة مليون إصابة معروفة في أوروبا، وسط مخاوف من خروج الوضع عن سيطرة أنظمة الرعاية الصحية. وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير في القارة العجوز خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب انتشار متحور أوميكرون شديدة العدوى، لاسيما في احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة.

ورغم ذلك، أعلنت فرنسا عن تخفيف القيود المفروضة لمكافحة الفيروس اعتبارا من اليوم الاثنين، في حين فرضت الصحة الفرنسية على الأشخاص المطعمين الذين تثبت إصابتهم بالفيروس أن يخضعوا لعزل مدته سبعة أيام، ويمكن الخروج من هذا الحجر في اليوم الخامس إذا تبين في الفحوص أنهم تماثلوا للشفاء.

وتجاوز العدد الإجمالي لعدد إصابات كورونا المعروفة في فرنسا حاجز 10 ملايين حالة، بعد أن أبلغت الصحة العامة عن 219 ألف حالة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وفي بريطانيا أكد وزير الصحة البريطاني إن فرض إجراءات إغلاق جديدة هي "الخيار الأخير المطلق" في وقت تواجه فيه الحكومات خيارات صعبة بين السيطرة على الفيروس وإبقاء الاقتصادات مفتوحة.

وسجلت المملكة المتحدة حوالي 149 ألف حالة وفاة، في حين ارتفع معدل الإصابات اليومية إلى نحو 163 ألف حالة، بحسب إحصائية الـ24 ساعة الماضية.

بدورها، أعلنت الشرطة الهولندية أمس الأحد، أنّها أوقفت 30 شخصاً في أمستردام خلال تظاهرة محظورة جرت ضدّ القيود الصحيّة المفروضة في البلاد للحدّ من تفشّي المتحورة أوميكرون.

وفرضت السلطات الهولندية إغلاقاً جديداً قبل أسبوع من عيد الميلاد في مواجهة موجة جديدة لكوفيد-19 تجلّت خصوصاً بتفشي المتحورة أوميكرون.

أما في القارة السمراء، فلا تزال مشكلة صعوبة الحصول على اللقاحات قائمة، وسط عجز دولي عن معالجتها، في الوقت الذي تشهد فيه القارة ارتفاعا ملحوظا في أعداد المصابين.

وذكرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن إجمالي الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، ارتفع إلى 9 ملايين و599 ألفا و876 إصابة، وأكثر من 227 ألفا و914 حالة وفاة.

وعربيا، سجلت السعودية، الأحد، أعلى معدل يومي بإصابات فيروس كورونا منذ جويلية الماضي، بتسجيل وزارة الصحة 1024 إصابة بفيروس كورونا، وحالة وفاة واحدة و298 حالة تعاف".

ودعت وزارة الخارجية الكويتية، الأحد، رعاياها في بريطانيا إلى مغادرة البلاد، وناشدت مواطنيها عدم السفر إليها، في ظل التفشي الكبير لمتحور "أوميكرون".

بدورها، شددت الإمارات من القيود المفروضة على رافضي تلقي لقاحات كورونا بعد إعلانها عن منع سفر مواطنيها غير الملقحين اعتبارا من 10 من جانفي الجاري.

وحول انتشار "كورونا" في مصر، قالت الدكتورة جيهان العسال نائبة رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، إنه "لا يمكن الحديث حاليا عن الموجة الخامسة" من الجائحة في البلاد، وشددت على أن أساليب الوقاية من الفيروس في تطور مستمر ولا نيّة حاليا لإغلاق كلي للبلاد.

ورغم سرعة انتشار المتحور "أوميكرون" إلا أن الحكومات حول العالم، تأمل ألّا يتسبب المتحور الجديد لفيروس "كورونا" بإصابات على درجة الخطورة نفسها الناجمة عن متحور "دلتا"، غير أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أوقات عصيبة مقبلة، وأوضحت أن أوميكرون قد تؤدي إلى "تسونامي من الحالات" بسبب قدرتها الكبيرة على الانتشار.

وكشف علماء أن هناك أشخاصا لديهم مناعة ذاتية ضد الإصابة أو التأثر بفيروس "كورونا". ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن علماء، قولهم إن علماء يبحثون الاختلافات الجينية المحتملة التي قد تجعل من بعض الأشخاص محصنين من العدوى.

وبدأ علماء في كلية لندن الجامعية بدارسة عينات دم لمئات من موظفي الرعاية الصحية، الذين لم يصابوا بفيروس كورونا.

ونقلت عن الممرضة ليزا ستوكويل التي عملت في معظم عام 2020 باستقبال المصابين بفيروس كورونا، قولها إنه حتى قبل حصولها على التطعيم فإن اختبار الأجسام المضادة الذي أجرته بنهاية 2020 كان يعطي نتيجة سلبية. وأضافت أنها "لا تعلم إن كانت تمتلك جهازا مناعيا قويا أم إنه أمر آخر".

وتسبب ارتفاع أعداد الإصابات بمتحور "أوميكرون" شديد العدوى من فيروس كورونا، بحدوث اضطراب بحركة النقل الجوي العالمي، إذ يتغيب العديد من الطيارين وأفراد طاقم الطيران بسبب إصابتهم بالفيروس أو مخالطتهم مصابين به، ما يدفعهم إلى حجر أنفسهم ويضطر الشركات لإلغاء رحلات لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين.

وأفاد موقع "فلايت آوير" أنّ عدد الرحلات التي ألغيت في الولايات المتّحدة خلال يوم الأحد، بلغ أكثر من 1175 رحلة، فيما وصل عدد الرحلات الجوية الملغاة حول العالم 2134 رحلة. وأشار الموقع إلى أن شركات الطيران ألغت نحو 7500 في العالم في عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد.

وكانت منظمة العفو الدولية، كشفت السبت، في تقرير لها أن الدول الغنية، وشركات الأدوية، "تقاعست بشكل كارثي عن ضمان المساواة في الحصول على لقاحات كورونا، ما حرم مليارات الأشخاص من أدوية منقذة للحياة هذا العام".

وأوضحت المنظمة أن الدول الغنية وشركات الأدوية "استمرت في تجاهل المناشدات المتكررة من منظمة العفو الدولية، وغيرها، مثل منظمة الصحة العالمية، لضمان حصول ما لا يقل عن 40 بالمئة من الأشخاص في البلدان المتدنية والمتوسطة الدخل على التطعيم بحلول نهاية 2021".

متحور-ومكرون-8.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً