بعد أن صرّح رئيس الجمهورية قيس سعيّد أن "الحديث صار متواترا عن صف ثالث وإن أرادوا فليزيدوا صفا رابعا أو خامسا، أما الصف الوحيد الذي أنتمي إليه فهو صف الشعب وليس الاصطفاف مع من يريدون صناعة الصفوف ثم بعد ذلك الاصطفاف"، يعقد الاتحاد العام التونسي للشغل، الأسبوع القادم، هيئة إدارية وطنية لتقييم خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي توجّه به إلى الشعب التونسي، وفق ما أفاد به أمين عام المنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي.

وأوضح الطبوبي، على هامش إشرافه على المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تحت شعار "على درب حشاد سائرون فداء للوطن وفداء للشهداء" المنعقد يومي 14 و15 ديسمبر الجاري، أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيصدر موقفه وتوجهاته من هذا الخطاب. وستعمل الهيئة على إعداد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل 25 الذي ستحتضنه ولاية صفاقس أيام 16 و17 و18 فيفري 2022، وفق المصدر ذاته.

وردّ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص الصف الثالث وقال "الصف الثالث هو الصف الوطني الحقيقي". وأضاف الطبوبي "حتى حد ما يزايد علينا في الوطنية وحتى حد ما يحددلنا المربع متاعنا مهما يكون موقعه".

 ومن جهة أخرى، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، إن الحكومة طلبت من الاتحاد الموافقة على برنامج اقتصادي يشمل التخفيض بنسبة 10 بالمائة في الأجور. وتابع "يقولون إن تونس بخير ولديها أموال ولكن ما يطرح في المفاوضات الاجتماعية هو التخفيض من كتلة الاجور والتفويت في بعض المؤسسات العمومية ومنظومة الدعم".

وقال الطبوبي "نحن اصحاب ملك في تونس ولسنا "كراية". وأضاف "ما يميزنا عن البقية هو احترام المقامات والدولة ورموزها ولا نتهكم على الناس". وتابع "صحيح الثورة انطلقت يوم 17 ديسمبر من احدى الجهات بالبلاد ولكن اضراب صفاقس يوم 12 جانفي والاضراب الوطني يوم 14 جانفي حسما المعركة".

ووجّه الأمين العام لاتحاد الشغل رسالة لرئيس الجمهورية قال فيها "أنت رمز السلطة التنفيذية ولكن لا تهن أحدا، ونطالبك بتوحيد التونسيين وبالصدق وبمصارحة الشعب".

وأكد الطبوبي أنه ليس في خلاف مع سعيد، وقال "لا بيناتنا لا حرثة لا ورثة وبيننا الاحترام والمودة". وأردف في السياق ذاته، "نحن نتعامل مع الحكومة ولكنها تتعامل بمرسوم 117".

وقال الطبوبي "عندما طالبنا بخارطة طريق قالوا اننا نتحدث عن الجغرافيا، واليوم طلعنا نفهموا في الجغرافيا وآهي جات خارطة طريق اليوم". وشدد الطبوبي على أن موقفهم واضح، وتابع "نحن مع 25 جويلية، ولكن لم نعط صكا على بياض، ليس الاتحاد من يعطي صكا على بياض لأي كان رغم ثقة الناس فيه".

وقال الطبوبي "لنا تاريخ وحاضر ومستقبل ومن يريد حكم البلاد عليه قراءة التاريخ وتاريخ الاتحاد أولا". وأضاف الطبوبي "وردتني العديد من المكالمات الهاتفية وطالبوني بالهدوء ولكن لا يمكن أن تمر بعض السهام والتي ليست في محلها وأتركها تمر هكذا في الضباب". وشدّد في سياق متصل، على أن "الاتحاد لا يصطف الا للخيارات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية".

ومن جهته، اعتبر الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري أن خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيّد انقسم إلى قسمين، وفق تدوينة نشرها على موقع فيسبوك.

وأوضح الطاهري أن "القسم الأول هو تبرير لما سيأتي وفيه نقد للحقبة السابقة وتحميل للمسؤولية مفيدا أن في خطابه رغبة للإساءة إلى الخصوم وتصعيد لهجة الشتيمة والتخوين ونزع الإنسانية والصواريخ".

وأضاف الأمين العام المساعد للاتحاد أن رئيس الدولة اتبع سياسة الهمز ضد المنظمة الشغيلة، وقال "قيس سعيد يعتبرنا ننظّم الصفوف من أجل الاصطفاف". وبيّن الطاهري أن "الخطاب العدائي لا يربك اتحاد الشغل لأن الذي ييأس من تجنيده ليصطف معه أكيد أنه سيتشنج ضده وهذا متوقع".

واعتبر أن حكاية الاصطفاف مغالطة لمن لا يدرك تاريخ الاتحاد والبلاد، وأوضح أن قرار الاتحاد العام التونسي للشغل ومواقفه مستقلّة وتصعيد اللهجة ليس إلا تبريرا للجزء الثاني من الخطاب الذي تعلق بالقرارات، وفق نص التدوينة.

وأكّد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوسف العوادني، أن "مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل سينعقد أيام 16 و17 و18 فيفري القادم حتى لو نزلت علينا الصواريخ ورغم الحاقدين".

وأضاف العوادني أن صفاقس غارقة في النفايات منذ 70 يوما والدولة وعلى رأسها قيس سعيد لم يولوا الأزمة البيئية الاهمية اللازمة. وتابع في سياق متصل، "لنا ما نقول ولنا مواقف سنعلن عنها بخصوص ما قاله رئيس الجمهورية قيس سعيد وسنصدر لوائح بما فيها المتعلقة بالوضع البيئي بصفاقس".