post

تستورد أكثر من حاجتها.. تونس الأولى عالميا في استهلاك الخبز

اقتصاد وأعمال الثلاثاء 10 ماي 2022

أفاد الخبير في أسواق الحبوب والأمن الغذائي سليم بوصباح، أن "تونس مصنّفة البلد الأوّل في العالم في استهلاك الخبز، ولا تنتج سوى قطعة واحدة (باقات) من جملة خمسة قطع من قمحها المحلي".

وأوضح بوصباح في تصريح صحفي، أمس الاثنين، على هامش مشاركته في مائدة مستديرة، نظمها منتدى التعاون التونسي الأوروبي بخصوص تداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب بين روسيا وأوكرانيا على العلاقات التونسيّة الأوروبية، بالعاصمة، أنّ تونس تستورد أكثر من 80 بالمائة من احتياجاتها من القمح اللين وأحيانا أكثر من 50 بالمائة من احتياجاتها من القمح الصلب.

وقال الخبير "تستهلك تونس، منذ سنة 2005، القمح اللين أكثر من القمح الصلب، في حين أنّها قادرة عل تحقيق اكتفائها الذاتي من القمح الصلب وغير مرتهنة لارتفاع أسعار القمح اللين على الصعيد الدولي، لا سيما، في ظل الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا".

تداعيات سلبية

من جانبه قال وزير الشؤون الخارجية الأسبق، خميس الجهيناوي، في تصريح صحفي، إن تونس استوردت 7ر3 مليون طن من القمح خلال الموسم 2021-2022، نصفها متأتي من أوكرانيا وروسيا، إذ أنّ 47 بالمائة من احتياجات تونس من القمح مستوردة من أوكرانيا و4 بالمائة من روسيا، وأكد عجز الميزان التجاري مع هذين البلدين.

ورجح الجهيناوي، أن يكون للأزمة الروسية الأوكرانية تداعيات سلبية على ميزان الطاقة، وأوضح أن كل دولار إضافي في سعر برميل النفط يعادل 140 مليون دينار تونسي يجب أن تجدها الدولة لتمويل صندوق التعويضات، لصالح المستهلك، الذّي تدهورت مقدرته الشرائية.

وأكد أن البلاد تواجه أزمة حادة فيما يتعلق بالمالية العمومية، وذكّر بأن تونس تواصل حاليا محادثاتها مع صندوق النقد الدولي لإبرام اتفاقية جديدة تتيح لها الحصول على قروض بقيمة 6ر12 مليار دينار.

وأردف بالقول، أنّه من أجل تلبية الشروط، التّي حددها صندوق النقد الدولي، يتعين على الدولة ان تلتزم بتجميد الاجور، والتقليص من عدد العاملين بالوظيفة العمومية ورفع الدعم تدريجيا خاصة عن المنتجات الغذائية والنفطية، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التزامه تجاه تونس لمساعدتها على الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية الراهنة.

واعتبر الجهيناوي، الأسواق الروسية والاوكرانية أيضا ذات أهميّة كبرى في إنعاش السياحة في تونس، لكونه قطاعا مخرب منذ سنة 2011، وفق تقديره. وأضاف الوزير الاسبق، في السياق ذاته، أن تونس ستفقد بسبب الحرب بين البلدين حوالي 700 ألف سائح، وبيّن أن 630 ألف سائح روسي و40 ألف سائح أوكراني زاروا تونس سنة 2019.

إنتاج الخبز

وبحسب بيانات سابقة لوزارة التجارة، فإن المخابز تنتج يوميا ثمانية ملايين قطعة خبز فيما تضخ الوزارة يوميا في السوق نحو 200 ألف طن من القمح اللين والصلب و1200 طن من السميد.

ويبلغ السعر الحقيقي للخبز الكبير من دون دعم 465 مليما للواحد (دعم في حدود 235 مليما)، ويباع للعموم بسعر 230 مليما فيما تباع الباقات للعموم بـ190 مليماً، بدعم في حدود 84 مليماً، أي أنّ سعرها الحقيقي يعادل 274 مليماً.

وتستورد تونس 80 بالمائة من حاجياتها من القمح اللين، وهو ما يجعل كل 4 أرغفة خبز مستوردة مقابل رغيف واحد مصنوع من الدقيق المحلي، بينما واردات البلاد من القمح وحدها أكثر من 51 بالمائة من الواردات الغذائية.

ويخضع الخبز في تونس للتسعير الحكومي بالنسبة للمخابز التي تتمتع بالدقيق المدعم، فيما تبيع الأفران التي تعتمد على الشراء المباشر للدقيق من المطاحن على الأسعار المحررة، غير أنها أطلقت العنان للزيادات في أثمان الأصناف الأساسية، ما تسبب في فوضى أسعار تزيد من صعوبات العيش لعموم المواطنين.

من أكبر المستوردين

وتعتبر تونس من بين أكبر البلدان المستوردة للحبوب، حيث تتراوح احتياجات البلاد من هذه المادة الحيوية بين 30 و32 مليون قنطار سنويا، ولا تنتج منها إلا 10 ملايين قنطار، ويعود ذلك بالأساس إلى خلل منظومتي الاستهلاك والدعم.

وتواجه تونس صعوبات سداد فواتير واردات القمح، حيث لم تتمكن السلطات من تفريغ شحنة قمح وصلت إلى ميناء صفاقس في 28 أكتوبر الماضي محملة بـ 25 ألف طن، وذلك بعد تمسك المزود بالدفع المسبق للشحنة، لتتمكن فيما بعد من تفريخها، وتكررت هذه الصعوبات أكثر من مرة.

ولكن ديوان الحبوب المورّد الحصري للحبوب التي يصنع منها غذاء التونسيين، قال إنه بصدد الاستعداد للفرص المتاحة قصد مواصلة برنامج شراءاته، لتأمين حاجيات البلاد من هذه المادة إلى غاية نضج محصول 2022.

إهدار الخبز

ورغم ضعف المخزونات وتقلص الإنتاج المحلي، لا تزال الأسر التونسية تهدر خبزا ومعجنات بقيمة 35 مليون دولار سنويا.

وحسب دراسة لمعهد الاستهلاك الحكومي، تتصدر مادة الخبز قائمة المواد الغذائية المبذرة (المهدرة) في البلاد، حيث يتم إلقاء 113 ألف طن منها سنوياً، بمعدل 42 كيلوغراماً لكل أسرة. وتخسر الأسر التونسية سنويا ما قيمته 321 دولارا من تبذير الخبز، فيما تتكبد الدولة 35 مليون دولار جراء تبذير الخبز المصنوع من الحبوب الموردة، وفق الدراسة.

التونسي والخبز

ويرتبط الخبز عند التونسيين بالانتفاضات كان أشهرها "أحداث الخبز"، الانتفاضة الاجتماعية التي عرفتها تونس في جانفي 1984، بعد زيادة سعر الخبز وعدد من السلع الأساسية إبان فترة حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

وحتى في ثورة 2011، كان الخبز حاضرا بقوة في الإحتجاجات التي اجتاحت تونس في ذلك الوقت، حيث ردد المحتجون شعار "خبز وماء وبن علي لا"، كما أنهم رفعوا الخبز بأيديهم، كرمز للقمة العيش وللكرامة في آن.

وهناك عدة أنواع من الخبز في تونس منها اليومي ومنها المناسباتي، ومن أقدم أنواع الخبز التونسي هو خبز الطابونة الذي يرجع حسب المؤرخين والحفريات للقرن 6 قبل الميلاد.

inbound8637742762642829793.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً