post

تصريحات سعيّد بخصوص طعام الحيوانات ومواد التجميل تثير سخرية التونسيين

منوعات الثلاثاء 27 سبتمبر 2022

طالب الرئيس قيس سعيّد الحكومةَ بفرض قيود على واردات المواد الكمالية بهدف خفض عجز الميزان التجاري مع عدد من الدول. وقال إن الهدف من هذا الإجراء هو الحد من الإضرار بالمالية العمومية.

وجاء ذلك خلال اجتماع رئيس الجمهورية قيس سعيد، أمس الاثنين 26 سبتمبر 2022 بقصر قرطاج، برئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان. وتناول اللقاء الوضع العام في البلاد وسير عديد المرافق العمومية، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

وشدّد رئيس الجمهورية على مسألة تأمين تزويد الأسواق بالسلع والتصدي للمحتكرين والتجاوزات التي تحصل وتبقى دون جزاء. وأكد ضرورة الضغط على توريد المواد الكمالية للحد من اختلال الميزان التجاري مع عدد من البلدان التي تضر بالمالية العمومية ولا تنتفع بها إلا الجهات المصدرة.

وأضاف: "كيف يمكن تفسير توريد الأكلات الخاصة للحيوانات الأهلية أو توريد مواد التجميل من دور العطور الأجنبية وتوجد وقتها العملة الصعبة في حين أن المواطنين يشكون في أغلبهم الحد الأدنى من ضروريات الحياة، فإذا كانت هناك صعوبات، والعالم كله يشهد صعوبات في عديد القطاعات، فيجب أن تتحمل المجموعة الوطنية كلها على قاعدة العدل الاجتماعي هذه الأوضاع، فالواجب الوطني يقتضي أن يشعر كل طرف بمسؤولياته وأن نتحمل الأعباء كمواطنين يشعرون بانتمائهم للوطن ويبذلون كل جهودهم من أجل تجاوز هذه الأزمات"، وفق ما جاء في البلاغ.

كما أشار رئيس الدولة إلى عدد من الأزمات التي يقع افتعالها بهدف توظيفها سياسيا، وأبرز أن الشعب لم تعد تخفى عليه هذه المناورات ومن يقف وراءها ومن يريد الاستفادة منها، حسب نفس المصدر الرئاسي.

وأثارت تصريحات الرئيس قيس سعيد موجة من السخرية والاستنكار، حيث علق التونسيون على رغبة الرئيس في الضغط على المواد الكمالية باستغراب شديد. وكتبت الممثلة مريم بن حسين على الفايسبوك "نفهموا اللي ما عاتش فمة توريد  للعطور والماكياج لأن المواطنين يشكون في أغلبهم الحد الادنى من ضرورات الحياة !؟ ملا جو حمد الله ما نمكيجش برشة ونستهلك الماركات التونسية".

وبسخرية قالت أستاذة القانون منى كريم إن الحلول البديلة عن المواد الكمالية المستوردة من الخارج وهي "الحنة والمردومة والسواك الحارّ والمرود والكحل والنشاء مخلط بالماء ورد والعطر".

ونشر الإعلامي بوبكر بن عكاشة صورة لصابون طبيعي غير مستورد، فيما نشرت هالة فخفاخ قائمة المواد التجميلية التونسية وأشارت الى انعدام المواد التجميلية المستوردة.

ويواجه سعيّد انتقادات لاذعة من قبل عدد كبير من المواطنين بتبذير المال العام في أوضاع معيشة لا تطاق، في حين يصرّ أنصاره على أنه رجل نظيف، وأن كل ما يثار حوله مجرد اتهامات باطلة.

وجاءت الاتهامات بعد تداول وثيقة على منصات التواصل قيل إنها طلب عروض من قبل رئاسة الجمهورية منشور على موقع الصفقات العمومية، للحصول على لحوم حمراء بقيمة مليار و141 ألف دينار (نحو 450 ألف دولار)، إضافة إلى المبالغ الخيالية التي تدفع مقابل الماء المعدني والأسماك واللحوم البيضاء والحضر والغلال... وهو ما يعد تبذيرا مبالغا فيه.

وضجّت مواقع التواصل نهاية الأسبوع الماضي، بكثير من الانتقادات، إذ رأى البعض أن سعيّد يُسوّق للشعب صورة عن نفسه بكونه متعففا زاهدا في الدنيا، في حين يشتري لقصره الرئاسي اللحوم بأموال باهظة، وفي وقت تعيش فيه البلاد أحلك أزماتها، وفق رأيهم.

وبلغ العجز التجاري خلال 8 أشهر من العام الجاري 16.9 مليار دينار (أكثر من 5 مليارات دولار) مقابل 10.14 مليارات دينار (نحو 3 مليارات دولار) خلال الفترة ذاتها من سنة 2021، وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء. وتصدرت الصين وتركيا والجزائر وروسيا قائمة الدول التي تعاني تونس من عجز تجاري معها.

اجتماع.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً