post

جامعة مديري الصحف تندّد بانخراط الإعلام المغربي في موجة تشهير ضدّ تونس والمنتدى المغربي للصحفيين ينفي  

صحافة الخميس 01 سبتمبر 2022

ندّدت الجامعة التونسية لمديري الصحف في بيان لها اليوم الخميس غرة سبتمبر 2022، بموجة التشهير التي انخرطت فيها وسائل الإعلام المغربية ضد تونس، إثر الاعلان عن استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد، أمين عام جبهة البوليساريو بمناسبة مشاركته في أشغال قمة " تيكاد 8 ".

وأكدت الجامعة أن الإعلام المغربي أطلق كمّا غير محدود من التشويه والتشكيك والسباب والشتيمة تجاه تونس وشعبها ورئيسها، غير مقدّر لماضي ولواقع العلاقات القائمة بين الشعبين منذ أمد بعيد وغير آبه بمستقبل جمعي لا مناص من بنائه المشترك رغم ما يعترضه من صعوبات وعراقيل وتضارب مصالح ومحاولات الإجهاض.

ونبّهت الجامعة من مخاطر مثل هذه الانزلاقات وانعكاساتها السيئة على علاقات البلدين والشعبين وخاصة على مستقبل البناء المشترك المنشود وما يمكن أن تثيره من ضغائن وكراهية.

وعبرت عن عدم قبولها أن يقع الاعتداء على حرمة الوطن ورموزه تحت أي مسوغ كان، ورفضت رفضا باتا أن يقع الإضرار بمصالح تونس الداخلية والخارجية من طرف أي كان. ونأت الجامعة بنفسها وبالصحف التونسية والاعلام الوطني عن السقوط في فخ تبادل الاتهامات والشتائم والانجرار الى مربع العداء والفتنة والتباغض.

لا وجود لأي حملة ممنهجة تستهدف تونس

من جهته، وجه رئيس المنتدى المغربي للصحفيين الشباب، سامي المودني، رسالة مفتوحة إلى رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، محمد ياسين الجلاصي، وأعضاء المكتب التنفيذي للنقابة، قال خلالها إن "تنديد الإعلام المغربي بخطوة قيس سعيد حق مشروع لكافة المغاربة، ولا ينافي أخلاقيات مهنة الصحافة والمسؤولية الاجتماعية للصحفي".

وقال رئيس المنتدى المغربي للصحفيين الشباب في الرسالة "بالنظر إلى فائق تقديرنا للعمل الذي تقوم به نقابتكم المحترمة، والمطبوع بمساهمتها المتميزة في الدفاع عن حقوق الصحفيين وعن قضايا حرية الرأي والتعبير، يسعدنا في المنتدى المغربي للصحفيين الشباب أن نتفاعل مع بيانكم الصادر يوم 29 أوت 2022، بخصوص ما وصفتموه بالحملة الإعلامية الممنهجة التي تشنها عدد من وسائل الإعلام والمواقع المغربية ضد الدولة التونسية، عبر تقديم مجموعة من التوضيحات".

 وورد ضمن التوضيحات أن " الذود عن مغربية الصحراء، والتصدي بكل حزم لمحاولات المساس بوحدة المملكة، يوجد على رأس الأولويات التي يدافع عنها المواطنات والمواطنون المغاربة، وكل القوى المدنية والنقابية والسياسية الوطنية، وهو ما نتمنى من الزميلات والزملاء الإعلاميين والصحفيين في تونس تفهمه وأخذه بعين الاعتبار".

وأكدت الرسالة أنه "من الطبيعي أن يصدم ويجرح الاستقبال الرسمي لرئيس ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية من طرف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد عموم الشعب المغربي وقواه الحية، لأنه يشكل إعلانا صريحا عن تخلي الرئيس الحالي عن حياد دولة تونس الشقيقة إزاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وانضمامه إلى المعسكر المعادي لبلادنا والمستهدف لوحدتنا الترابية، ودعما صريحا لكيان وهمي نعتبر بكل وضوح أنه يهدد السلم والأمن الإقليميين في منطقتنا المغاربية".

واضافت الرسالة "ومن خلال رصد المضامين الإعلامية المرتبطة بهذه الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، لم نلحظ تورطا لوسائل الإعلام المغربية في أي حملة ممنهجة تستهدف الشعب التونسي الشقيق أو صورة بلادكم، وفي حالة وقوع ذلك فسنكون أول المنددين به، والقنوات العمومية والمواقع الرقمية والإذاعات المغربية ووكالة المغرب العربي للأنباء…، لم تقدم سوى الأخبار المتعلقة باستقبال إبراهيم غالي، وتركت مجال التعليق مفتوحا لكل التيارات السياسية الحكومية والمعارضة، والهيئات النقابية والمدنية، التي عبرت عن مواقف رسمية بشأن هذا الحدث، بالإضافة إلى استضافة عدد من الفعاليات المجتمعية التونسية ونقل وجهة نظرها المنتقدة لخطوة الرئيس التونسي. على العكس من ذلك، وقع تحريف لترجمة كلمة الرئيس السينغالي ماكي سال في القناة الوطنية التونسية، التي ألقاها خلال افتتاح قمة تيكاد 8".

وأوضح المودني أنه "في ما يخص الخطابات التحريضية، التي يتم ترويجها من طرف البعض، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في الضفتين المغربية والتونسية، فتبقى أفعالا مدانة يلزم على الإعلاميين التونسيين والمغاربة التنديد بها ورفضها".

وأضاف أن "انتقاد قرار الرئيس التونسي واعتباره مسا بمشاعر الشعب المغربي، وانحيازا إلى أعداء الوحدة الترابية لبلادنا، لا يشكل في تقديرنا تدخلا في الشأن الداخلي للدولة التونسية، وإنما ممارسة عادية تدخل في باب حرية الرأي والتعبير كما هو متعارف عليها كونيا".

 وجاء ضمن الرسالة المفتوحة أنه "يجب عدم توظيف مفهوم ‘السيادة الوطنية’ لمصادرة الآراء المنتقدة لخطوة الرئيس قيس سعيد، عبر محاولة فرض وجهة النظر الواحدة في الفضاء العمومي التونسي، إذ لا يخفى عليكم أن الدفاع عن تعددية وتنوع المواقف والآراء جزء من نضالنا في المجال الإعلامي، هيئات ونقابات ومنظمات".

 وقال المودني إنه "إذا كانت نقابتكم المحترمة ترى أنه من حقها الدعوة إلى التعبئة من أجل الدفاع عن مصالح البلاد الحيوية وسيادتها، وهو أمر نعتبره مشروعا وطبيعيا، فإنها لا يمكن أن تسلب هذا الحق لزملائكم المغاربة".

نقابة الصحفيين التونسيين تستنكر

وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ندّدت بما وصفته بالحملة الإعلامية الممنهجة التي تشنها عدد من وسائل الإعلام والمواقع المغربية ضد الدولة التونسية إثر الجدل الذي رافق زيارة رئيس جبهة البوليساريو إلى تونس للمشاركة في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا.

وحذّرت النقابة في بيان لها الاثنين الماضي، من "خطر استمرار انخراط بعض وسائل الاعلام المغربية والأجنبية في توظيف الخلاف الحاصل في القمة الإفريقية اليابانية لخدمة أجندات سياسية". وأضافت أن "تعمد إخراج هذا الخلاف الديبلوماسي والسياسي من سياقه الرسمي نحو حملات تشويه ممنهجة غير مقبولة في حق تونس، شعبا ومؤسسات".

وعبّرت النقابة عن رفضها "لكل أشكال الانحراف بالتعاطي الاعلامي المغربي وغيره لهذا الجدل السياسي والديبلوماسي الرسمي إلى حملات غير أخلاقية تستهدف صورة تونس والاضرار بمصالحها".

ودعت النقابة "كافة القوى الوطنية والسياسية والمدنية إلى التصدي وبقوة لكل ما من شأنه أن يمس سيادة الدولة التونسية وحرمتها". وشدّدت على أن "نضالات القوى المدنية والسياسية ضد السلطة في تونس من أجل قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد لا تمنعها من الاضطلاع بدورها الوطني في الدفاع عن مصالح البلاد".

كما دعت وسائل الاعلام الوطنية إلى "التعاطي المسؤول مع هذه الحملات"، واعتبرت أنه "من واجب وسائل الإعلام نقل الحقائق وتفسيرها للمتلقي بكل موضوعية ودقة بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح البلاد الحيوية وسيادتها".

ftdj.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً