نشرت رئاسة الجمهورية، مساء الجمعة 14 أكتوبر 2022، بياناً صحفياً قدم فيه قيس سعيد تعازيه لأسر الضحايا في مأساة جرجيس، ودعا إلى البحث عن الأسباب التي تدفع المواطنين إلى استعارة "قوارب الموت".

وبعد البيان الصحفي الصادر عن وزارة تكنولوجيا الاتصال، التي فضلت تجاهل الأزمة وتعيين "الذباب الإلكتروني" كمسؤول عن التوترات، أثار رد فعل رئيس الدولة حول فاجعة جرجيس جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأجاب بعض مستخدمي الفايسبوك على البيان الصحفي الرئاسي الموجز والجاف للغاية بالقول: "قليل جدًا، متأخر جدًا". كما زعم مستخدمو الإنترنت أن الرئاسة أرفقت هذا المنشور بصورة قديمة لاجتماع التقى فيه سعيد ببودن يوم 5 أكتوبر 2022.

وتساءل البعض "هل تم استخدام نفس الصورة ومقطع الفيديو من قبل الاتصال الرئاسي في وقت تشتعل فيه التوترات في عدة مدن في البلاد؟".

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد بحث خلال لقاء جمعه برئيسة الحكومة نجلاء بودن الجمعة 14 أكتوبر 2022، حادثة غرق مركب المهاجرين غير النظاميين أصيلي منطقة جرجيس.

وأكد سعيد وفق بلاغ رئاسة الجمهورية أن الموضوع محل متابعة يومية، وأسدى في هذا السياق تعليماته لقوات جيش البحر والسلطات الجهوية بضرورة مزيد تكثيف عمليات البحث عن الغرقى.

وجاء في البلاغ "يتقدم رئيس الجمهورية إلى كل عائلات الضحايا بأصدق عبارات التعازي داعيا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويُلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما يتوجه رئيس الدولة بالشكر للأهالي وخاصة لأصحاب المراكب على ما بذلوه من جهود لمعاضدة القوات العسكرية والأمنية وأعوان الحماية المدنية".

وأضاف بلاغ رئاسة الجمهورية "بقدر الحزن والأسى الذي يشعر به رئيس الجمهورية وكل التونسيين والتونسيات، فإن الواجب يقتضي البحث عن الأسباب التي تجعل حتى الأطفال يفكرون في الإلقاء بأنفسهم في عرض البحر في زوارق صارت تُعرف بزوارق الموت".

وفي هذا السياق تحدث العميد حسام الدين الجبابلي الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني عن عملية الهجرة التي انطلقت في الليلة الفاصلة بين 20 و21 سبتمبر 2022، وضمت 18 فرد.

وأوضح أن يوم 23 سبتمبر، تقدم بعض العائلات إلى المقرات الأمنية للإبلاغ عن إنقطاع الإتصال بأفراد من عائلاتهم اللذين اجتازوا الحدود خلسة، وقال "تم إعلام النيابة العمومية ومباشرة محضر إرشادات عدلية وإدراجهم بالتفتيش". وبيّن الجبابلي أن عمليات التفتيش متواصلة إلى اليوم، وكشف أنّه جرى انتشال الجثة عدد 15  بسواحل كل من الشابة وسلقطة والمهدية.

وكان اللقاء الثنائي مع رئيسة الحكومة مناسبة للتباحث بخصوص مسألة التزود بالوقود في كافة أنحاء الجمهورية، علما وأنه تم توفير الكميات اللازمة في كل المحطات بما يفي بحاجة المواطنين"، وفق بلاغ رئاسة الجمهورية.

من جهتها، كانت وزارة تكنولوجيا الاتصال تحدثت في بيان لها الجمعة 14 أكتوبر 2022، عن قيام مجموعة من الأفراد متخفية وراء هويات مصطنعة، باستغلال شبكات التواصل الاجتماعي لخلق جيوش إلكترونية ضمن حسابات وصفحات تعتمد الذكاء البشري وخوارزميات الذكاء الإصطناعي من أجل تأليب الرأي العام والتأثير السلبي على الاستقرار الوطني.

 وبحسب بلاغ الوزارة، تقوم هذه المجموعات بالنشر الآلي والمكثف باستعمال روبوتات، مسماة بأفاتار ((Avatar، لنشر معلومات وأخبار وصور وفيديوهات وتفاعلات مشحونة قصد بث الذعر والرعب والبلبلة داخل صفوف المواطنين، من خلال استغلال الأوضاع التي تمر بها البلاد التونسية، لخلق وافتعال أزمات اجتماعية واقتصادية.

ودعت وزارة التكنولوجيا المواطنين ومستخدمي فضاءات التواصل الاجتماعي الى التثبت من مصادر المعلومات واعتماد قنوات الإتصال والإعلام الرسمية والمنظمة. و قالت الوزارة في بلاغها "نعول على وعي التونسيين للتصدي لهذه المجموعات من خلال عدم التفاعل مع هذه الصفحات وتوخي الحذر بعدم المشاركة في تهويل الوقائع والإضرار بالوطن والمواطنين عبر نشر الأخبار المتناقلة المبالغ فيها والمتطرفة دون التأكّد من صحتها".