post

دعا إليها منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. هل يتم الإعلان عن خطة عاجلة لإنقاذ عاملات الفلاحة؟

تونس الجمعة 14 أكتوبر 2022

أدان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان له اليوم الجمعة 14 أكتوبر، سياسة التجاهل واللامبالاة التي تنتهجها الحكومة تجاه الفئات الاجتماعية بمختلف أصنافها ومطالبها وتجاه الانتهاكات التي تتعرض لها النساء التونسيات سيما الأكثر هشاشة في المجتمع.

واستغرب المنتدى حالة الصمت والسلبية التي تعاملت بها كل الوزارات مع تحرك 3 أكتوبر 2022، الوقفة الاحتجاجية الوطنية التي نفذتها عاملات في القطاع الفلاحي. وكانت الوقفة جمعت عاملات من مختلف الولايات تحت شعار واحد هو"اعترفوا_بنا".

وذكّر كل الوزارات المتدخلة في ملف عاملات القطاع الفلاحي بمسؤولياتها وفق ما نصت عليه جملة القوانين والاتفاقيات. وجدّد دعوته رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة إلى عقد مجلس وزاري في أقرب الآجال والإعلان عن خطة عاجلة تتولى فيها كل وزارة مهاما واضحة قابلة للتطبيق من أجل انقاذ العاملات من خطر الشاحنات، وإيقاف نزيف الحوادث وتطبيق القانون عدد 51 لسنة 2019 بوضع آليات تحمي العاملات من الاستغلال والعنف والتمييز.

ونبّه المنتدى إلى ضرورة إنقاذ القطاع الفلاحي من حالة الانهيار التي يشهدها وإصلاحه بما يمكن أن ينقذ المستغلات الفلاحية الصغرى من الاندثار ويحمي حقوق اليد العاملة فيها.

وأعلن عن تضامنه المطلق واللامشروط مع كل الاشكال النضالية التي تنتهجها عاملات الفلاحة والنساء جامعات المحار ومساندته لهن بكل الآليات الممكنة من أجل انتزاع حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية.

ودعا المنتدى كل المنظمات الحقوقية والشغلية وكل الحساسيات السياسية ومكونات المجتمع المدني وكل نفس حر إلى الالتفاف حول مشاغل النساء العاملات في القطاع الفلاحي ودعمهن ميدانيا وإعلاميا وقانونيا للتصدي لكل الانتهاكات التي تتعرض إليها.

هرسلة أمنية

وكان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أفاد في بيان له يوم 04 أكتوبر الجاري، بأن الوقفة الاحتجاجية التي نظّمها عدد من النساء العاملات في القطاع الفلاحي بجبنيانة (صفاقس) والقيروان وسيدي بوزيد، أمام المسرح البلدي بالعاصمة، الاثنين 3 أكتوبر 2022، للمطالبة بتحسين وضعيتهن المهنية الصعبة، تعرضت إلى "هرسلة أمنية".

وذكر المنتدى، أن الهرسلة انطلقت  بـ"رفض منطقة الأمن الوطني بباب بحر تسلّم الإعلام القانوني للتظاهرة رغم الاستظهار بما يفيد إعلام مصالح ولاية تونس"، وأشار إلى أن ذلك اضطره إلى تقديم عريضة باسم وزير الداخلية بتاريخ 27 سبتمبر 2022".

وقال المنتدى إنه تم منع المحتجات القادمات من سيدي بوزيد من الدخول إلى شارع بورقيبة وتعطيل وصولهن في مستوى ساحة الجمهورية بالعاصمة. وأكد أنه وقع إجبار العاملات القادمات من جبنيانة على المغادرة ومنع وصولهن إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بعد تهديدات وضغط مباشر من رئيس منطقة الأمن الوطني بباب بحر الذي أشرف على إخراجهن بمرافقة أمنية إلى الطريق السيارة، حسب ما جاء في نص البيان.

وفي هذا الصدد، ندد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بـ"العنف النفسي والمعنوي الذي مارسه رئيس منطقة الأمن الوطني بباب بحر في حق العاملات لمصادرة حقهن في الاحتجاج وإبلاغ أصواتهن"، وفق البيان ذاته.

انتفاضة عاملات الفلاحة

واحتج عدد من النساء العاملات في القطاع الفلاحي، الاثنين 03 أكتوبر، أمام المسرح البلدي تحت شعار "اعترفوا بنا"، للمطالبة بجملة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأعربن عن استنكارهن من "تواصل الانتهاكات المسلطة على العاملات في القطاع الفلاحي في ظل تدهور وضعيتهن المهنية وعدم انتفاعهن ببرامج الادماج والحماية الاجتماعية، وتعرضهن للحوادث، وانعدام آليات الوقاية والسلامة المهنية، والتمييز المسلط عليهن في الأجر".

ورددت المتظاهرات شعارات من قبيل: "حقي في بلادي واجب"، "يلي شديتو الكراسي خليتو الزوالي يقاسي"، "سوّي سوّي الوضعية يا شؤون اجتماعية (وزارة الشؤون الاجتماعية)"، "نتعبو أكثر نخلصو أقل"، "شغل حرية كرامة وطنية"، غيرها من الشعارات.

وطالبت المتظاهرات بتوضيح قانون التغطية الاجتماعية لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الاعتراف الرسمي بمهنة العاملة الفلاحية، تقنين العلاقة الشغلية بين العاملة الفلاحية ومشغّلها، ضمان نقل آمن وغير مهين لعاملات الفلاحة، والمساواة في الأجر بين العاملات والعملة.

وجاءت هذه الوقفة إحياء لذكرى أول مسيرة تقودها عاملات فلاحيات في نفس التاريخ من السنة الماضية في معتمدية جبنيانة احتجاجا على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفئة وردا على ظروف العمل المتردية، وفق ما ذكره المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وانتقد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان أصدره في 12 أوت 2022، ما اعتبره تجاهلا من قبل الحكومات المتعاقبة في ايجاد حلول جذرية تعالج مشاكل هذه الفئة، على غرار إصدار القانون عدد 51 لسنة 2019 المتعلق بإحداث صنف نقل خاص بالعملة والعاملات في القطاع الفلاحي دون تفعيله.

وأطلق المنتدى صيحة فزع من تكرر الحوادث المميتة للعاملات في القطاع الفلاحي، وأشار إلى تسجيل 54 حادثا أودى بحياة أكثر من 50 عاملة مخلفا 710 جريحة، بين 2015 إلى غاية أوت 2022. وتحتل ولاية سيدي بوزيد المرتبة الأولى في عدد الحوادث بنسبة 31,48%، تليها ولاية القيروان بنسبة 24,07%.

وعد سعيّد

ويشار إلى أن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، قال إن حرية المرأة ليست مجرّد شعارا أو احتفالات في النزل والمطاعم، وإنّما هي ضمان حقوق المرأة كاملة. وأضاف سعيّد، خلال لقائه بعاملات الفلاحة بمنطقة المرايدية في ولاية جندوبة، بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة، يوم 13 أوت 2020، "أعدكّن بأن تأخذن حقوقكن كاملة لأنّ عرقكن دين في رقبة من تولّى شأن البلاد… من استولى على أموال الشعب لابدّ أن يعيدها للشعب وليس للمساومة والابتزاز فهي من حقكن".

وأشار في هذا الإطار، إلى أن التشريعات الموجودة، رغم أهميتها، في قطيعة مع الواقع المعيش للكثير من النساء، وهو ما يجب تداركه من خلال العمل أكثر على تمكين المرأة من كافة حقوقها حيثما كانت في المدن أو في الأرياف.

عاملات-الفلاح-1.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً