post

دوار هيشر.. احتجاجات ليلية بسبب تجاهل السلطات لمطالب الأهالي

تونس الإثنين 26 سبتمبر 2022

تجمّع عدد من مواطنين منطقة دوار هيشر من ولاية منوبة مساء أمس الأحد 25 سبتمبر 2022، احتجاجا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيش على وقعه المنطقة، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو متداولة لتجمهر عدد من المحتجين وحرق عجالات مطاطية.

ويعد التحرك الاحتجاجي الثاني من نوعه في هذه المنطقة في أقل من شهر، وندد المحتجون بالوضع، الذي وصفوه بالصعب للغاية بالمنطقة، وما تشهده من فقر في هذه الأحياء الشعبية، وبطالة ضمت نحو ألف مواطن.

وتأتي هذه التحركات ببادرة من تنسيقية المفروزين اجتماعيا، التي تضم المعطلين عن العمل ممن فاقت أعمارهم 35 سنة، إذ رفعت شعارات: "شغل حرية كرامة وطنية"، "التشغيل استحقاق"، "يا مواطن يا ضحية اخرج شارك في القضية، "وينو قيس سعيد"، "يسقط النظام"...

واستنكر المحتجون عدم اهتمام السلطات بالجهة التي تعرف أرقام بطالة مرتفعة وظروفا معيشية متردية، وفق المتساكنين الذين استنكروا الوضعية التنموية والاقتصادية المتردية للجهة، وشبابها الذين اقتنصتهم قوارب الموت أو السجون.

مطالب اجتماعية

وأكد منسق التحرك الاجتماعي، علي بوزوزية في كلمة ألقاها في اجتماع عام سبق المسيرة أمام مقر بلدية المكان، أن مطالبهم ليست سياسية بل هي اجتماعية بحتة، انطلقت المطالبة بها منذ ديسمبر 2018، وكانت منطلق هذا الحراك الاجتماعي، وهي متواصلة ولا من مجيب، وفق تعبيره.

وبين أن المواطنين من العائلات الضعيفة لا طلب لهم سوى تشغيل ابنائهم العاطلين عن العمل، ومضاعفة عدد بطاقات العلاج ومنح العائلات المعوزة مستحقيها ، واسناد مزيد رخص التبغ وموارد الرزق والنقل الجماعي، وتحسين المساكن الاجتماعية، وذلك اضافة الى تحسين الخدمات الصحية وتوفير الادوية، و تمكين أبناء المنطقة من مقاسم فلاحية لاستغلالها على غرار بقية المعتمديات.

وقال بوزوزية إن مطالبهم في دوار هيشر "تتجاوز السلطة الجهوية لذلك هم يطالبون بلقاء عاجل مع وزير الشؤون الاجتماعية، لأن حل مطالبهم يكون على  مستوى الحكومة".

وأكد أنه سبق لهم التحرك منذ حوالي شهر وهذا هو التحرك الثاني وهو أكبر من حيث العدد، وقد حافظوا رغم ذلك على الطابع السلمي للاحتجاجات وحرصوا على  ألا تفلت الأمور رغم حالة الاحتقان، "ولكن إن حصل أي تصعيد فالدولة هي التي تتحمل المسؤولية"، وفق قوله.

وقال إن "دوار هيشر هي المنطقة الشعبية الوحيدة التي لم تهدأ فيها الاحتجاجات منذ 5 أعوام"، وبيّن أن "هناك نسبة مرتفعة من العائلات المعوزة والظروف متردية".

احتجاجات الأحد القادم

وقال عضو تنسيقية المفروزين اجتماعيا بدوار هيشر والناشط بالمجتمع المدني قيس بوزورية، إن "المئات من المتظاهرين يحتجون الآن بدوار هيشر أمام مقر المعتمدية، ويرفعون شعارات تطالب بالتشغيل والتخفيض في الأسعار".

وأفاد الناشط بالمجتمع المدني بأن التحرك جاء بدعوة من "حراك المفروزين اجتماعيا"، وأكد أن التحرك هو الثاني في أقل من شهر". وقال بوزوزية إن "هناك حالة احتقان شديدة لدى المواطنين، والمحتجون من بينهم نساء وشباب وكبار في السن وأغلبهم من العائلات المعوزة"، وأكد أن "التحرك انطلق في البداية بـ300 مواطن ولكن تطور العدد تدريجيا بعد أن جابت المسيرة أحياء دوار هيشر. وكان هناك تفاعل حتى من الناس في منازلهم ممن يعيشون حالة غضب غير مسبوق".

وأوضح المتحدث أنهم "يطالبون بالتشغيل والصحة والنقل والتنمية، فالبنية التحتية سيئة ولم تشهد أي تحسين منذ سنوات، كما أن غلاء المعيشة فجر الوضع الاجتماعي أكثر وهو ما جعل الاحتقان اليوم كبيرا".

وأوضح بوزورية أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة، والاحتجاجات في تصاعد كبير، وأشار إلى أن الأمن متواجد، لكنه لم يتدخل، ولم تحصل أي مناوشات. وتابع أنه "لا يمكن السيطرة على الحراك الشعبي، لذلك طلبوا من الأهالي التجمع الأحد القادم خوفا من انفلات الأمور".

وبيّن أنه "منذ عدة أشهر ينظمون التحرك تلو الآخر ويرفعون تقريبا نفس المطالب ولكن للأسف السلطات لم تستجب لأي دعوة للحوار مع الحراك أو المتساكنين، ولم تتفاعل معهم بالمرة".

ويشار إلى انطلاق حراك المفروزين اجتماعيا كان منذ 2018، حيث داب على تنظيم مسيرات وتحركات احتجاجية امام مقر ولاية منوبة، وعلى غلق الطرقات في اكثر من مناسبة، من اجل نفس المطالب، وعاشت المنطقة في الفترة الاخيرة على وقع مثل هذه التحركات بصفة دورية.

احتجاجات-1.jpeg

من الممكن أن يعجبك أيضاً