post

سعيّد يهاجم عكاشة وجبهة الخلاص وينفي عزمه حلّ الأحزاب

تونس الجمعة 06 ماي 2022

اتهم الرئيس قيس سعيد، "جبهة الخلاص الوطني" بترويج أخبار لا أساس لها من الصحة، ونفى أن تكون هناك نية للقبض على شخصيات حزبية، كما ادعت الجبهة.

وكانت "جبهة الخلاص"، أكدت في ندوة صحفية ظهر الخميس، وجود مخطط للهجوم على مقرات أحزاب في احتجاجات لأنصار الرئيس يوم الأحد القادم، يتم اعتمادها لاتخاذ قرار بحلّ الأحزاب والقبض على قياداتها. في حين حذر الرئيس الأسبق منصف المرزوقي من الخراب المنظم الذي يقود البلاد إليه الرئيس قيس سعيد. كما حذر الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري من خطر حقيقي يهدد البلاد.

ونفى سعيد وجود أي نية للقبض على قيادات الأحزاب، دون أن يوضح مسألة حلّ الأحزاب. وشدد في المقابل على أنه لم يتم المساس بالحريات كما يروج.

وتساءل سعيد في زيارة لوزارة الداخلية في ساعات فجر الجمعة "عن أي خلاص يتحدثون وعن أي حكومة؟ ويتحدثون أيضاً عن المسّ بالحقوق والحريات ثم يتمسّحون على أعتاب الخارج مطلقين الأكاذيب والأراجيف وبث الأخبار الكاذبة".

واعتبر أن ما تشهده الأيام من أحداث حرق في جهات متعددة من البلاد "محاولة يائسة لحرق البلاد"، وأضاف: "الحرائق التي شهدتها عدة مناطق في البلاد ليست من قبيل الصدفة، حتى البحر لم يسلم من سياسة الأرض المحروقة وتم حرق بواخر راسية".

وأكّد سعيد أنه ستتم ملاحقة من تسببوا في افتعال الحرائق، وشدد على ضرورة حراسة الحقول وموسم القمح وأنه "لا تسامح مع من يحاولون تخريب البلاد وتجويع التونسيين". وقال: "هناك دولة وهناك قوات مسلحة عسكرية وأمنية قادرة على المواجهة وإحباط كل هذه العمليات". وتساءل: "لماذا يخافون من الاستفتاء؟ ولماذا يحاولون منع المواطنين من التعبير عن آرائهم بكل الطرق؟".

وأضاف: "لا يريدون الحوار ولا الاستفتاء، فقط يحاولون العودة إلى الوراء والارتماء في أحضان الخارج وضرب الدولة وحرق البلاد ومؤسساتها"، وشدد مرة أخرى على أن "الحوار لن يكون مع من باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان في سوق النخاسة" بحسب تعبيره. ودعا سعيد إلى محاكمة من لا دين ولا أخلاق لهم.

كما استنكر سعيد التسريبات الأخيرة المنسوبة لنادية عكاشة واعتبرها إشاعات وقال ''بث الإشاعات المكذوبة، هتك للأعراض'' مؤكّدا أنّه من المفترض أنّ المصالح المعنية يجب أن تعرف مصدر هذه التسريبات التي تعمّدت هتك ومس الأعراض.

وأضاف "لن يعلموننا الأخلاق والقيم والوطنية، نحن جئنا لهذه المسؤولية للحفاظ على الوطن من هؤلاء الذين يريدون حرق البلاد ولن نتركهم''. وشدّد أنّه لا مجال للتسامح أيضا مع كلّ من تعمد تسريب ما وصفه بـالأراجيف قائلا ''العرض أطول من العمر، العُمر ينتهي ولكن يبقى العرض''. ودعا "النيابة العمومية إلى أن تتحرك، والقضاء أن يلعب دوره".

اندلاع حرائق

وشبّ أمس الخميس حريق ضخم في واحة بمدينة الحامة التابعة لولاية قابس، في ثاني حريق كبير تشهده المنطقة في غضون أيام، كما اندلع حريق آخر في ميناء صفاقس.

وقبل أيام، التهمت نيران ضخمة "سوق جارة" للحنة في قابس أتت على نحو 30% من المحلات التجارية داخله بالكامل، مما تسبب في أضرار مادية بالغة للتجار.

وخلال فترة الاحتفال بعيد الفطر اندلعت حرائق في مناطق أخرى في البلاد، شملت بشكل خاص مصنعا للملابس في ولاية بن عروس ومستودعا للحافلات بولاية بنزرت.

تحذير من حل الأحزاب

وفي المقابل، قال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي إن السلطات تستعد لحل الأحزاب واعتقال قادتها، وطالب الشابي -في ندوة صحفية أمس الخميس- قوات الأمن بتحمل مسؤولياتها وحماية الأشخاص والممتلكات، وأشار إلى وجود معلومات عن نية بعض المجموعات الاعتداء على مقرات حركة النهضة، واتهم الرئيس قيس سعيّد باستهداف الجبهة، وتحريض التونسيين بعضهم على بعض.

وقال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري إن هناك خطرا حقيقيا جاثما من جميع الجوانب، خاصة في ما يتعلق بحالة الارتباك والتردد، والمسار غير الواضح الذي تعيشه البلاد.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل ورئيس الجمهورية تكاد تكون منقطعة، وأن الاتحاد لن يشارك في ما وصفها "بجريمة قتل" الأحزاب، وسيسعى لتفادي وصول البلاد إلى وضع أسوأ. ودعا إلى ضرورة الوضوح، وأشار إلى أن إطلاق أي حوار يتطلب التشاور والمصارحة.

وحذر الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي (2011-2014) أمس الخميس مما سماه خطر التناحر والتقاتل بين التونسيين، ومن انفجار يهدد الدولة جراء المسار الذي يقوده الرئيس الحالي قيس سعيد.

ودعا المرزوقي من وصفهم بالوطنيين المخلصين إلى ضرورة التحرك للخلاص مما سماه "الخراب المنظم من منقلب غير شرعي". وأضاف على حسابه الرسمي في فيسبوك، أن الدولة مهددة بالانفجار كما لم يحصل قط في تاريخ تونس. وحذر من خطورة الأزمات في البلاد، وما سماه تفكيك الشعب عبر التناحر والتقاتل والعنف اللفظي المتبادل.

وقفة صحفية

وفي سياق متصل، نظمت نقابة الصحفيين التونسيين وقفة أمام النقابة تنديدا بما عدّه الصحفيون خطرا داهما يهدد حرية الصحافة والإعلام والتعبير في البلاد. ورفع عشرات الصحفيين لافتات تطالب بضرورة حمايتهم أثناء تأدية عملهم، وطالبوا بتوفير جميع السبل لتسهيل عملهم، وعدم التضييق عليهم.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته نقابة الصحفيين التونسيين أمس الخميس، وعرضت خلاله تقريرها السنوي عن واقع حرية الصحافة والتعبير في تونس؛ قال نقيب الصحفيين محمد ياسين الجلاصي إن حرية الصحافة تراجعت في تونس خلال العام الماضي، وإن تزايد نسبة الاعتداءات على الصحفيين في الميدان تعد مؤشرا خطيرا على تراجع حرية الصحافة في البلاد.

ومنذ 25 جويلية 2021، تعاني تونس من أزمة سياسية حادة إثر إجراءات استثنائية بدأ سعيّد فرضها، ومنها حل البرلمان وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وحل المجلس الأعلى للقضاء...

inbound1517167663556214552.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً