بتكليف من ديوان القصر الرئاسي، زار وفد ممثل لمجلس الأمن القومي التونسي التابع لرئاسة الجمهورية برئاسة الفريق عبد الرؤوف عطاء الله، ليبيا مطلع نوفمبر الجاري. وأجرى الوفد التونسي لقاء مع وفد ممثل لقيادة الجيش الوطني الليبي.

وعلمت "مرآة تونس" أن التقارير الواردة إلى مكتب مدير عام وكالة الأمن والاستخبارات للدفاع الجنرال الحبيب الضيف، تضمّنت تنظيم وفد برئاسة الفريق عبد الرؤوف عطاء الله وعدد من الشخصيات الاستشارية في القصر الرئاسي من أبرزهم الأميرال المتقاعد كمال العكروت إلى ليبيا. وأجرى الوفد التونسي لقاء مع وفد ممثل لقيادة الجيش الوطني الليبي بحضور رئيس الهيئة السياسية للجيش الوطني الليبي الفريق عبد الله الثني ورئيس أركان عمليات الحدود الفريق مفتاح شقلوف والقيادي في الجيش الوطني العقيد صدام حفتر (نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومسؤول العلاقات الإقليمية والدولية في مكتب اللواء خليفة حفتر).

وأكدت التقارير الواردة إلى مكتب الجنرال الضيف بأن الوفد التونسي تمّ تكليفه وبشكل رسمي من قبل ديوان القصر الرئاسي بعقد الاجتماع مع قيادة الجيش الوطني الليبي.

وأفادت مصادر مطّلعة لـ"مرآة تونس" أن الوفدين ناقشا عددا من الملفات من أبرزها ملف مكافحة الإرهاب وضبط الحدود المشتركة بين البلدين، حيث تمّ إبلاغ الجانب الليبي بشكل رسمي من قبل الوفد التونسي بالتزام الدولة التونسية بمعالجة الملفات الأمنية المشتركة من خلال المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للجيش الوطني بصفتها الممثل الرسمي الوحيد للجانب الليبي لدى القيادة التونسية.

كما أكّدت التقارير الواردة إلى مكتب الجنرال الضيف أن الملف الأهم تضمن معلومات تفيد بأن الوفد التونسي ناقش الدعم التقني واللوجستي للأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات التونسية لمواجهة التهديدات الأمنية لا سيما المتمثلة في مكافحة الإرهاب.

وأوضحت التقارير أنه تمّ الاتفاق على تأمين الدعم اللوجستي والتقني للجانب التونسي من خلال شركات إقليمية متعاقدة مع قيادة الجيش الوطني حيث سيشرف العقيد صدام حفتر على إدارة قنوات الاتصال بين دائرة الرئاسة والأجهزة الأمنية والشركات الإقليمية.

ووفق التقارير، فإن الشركات المقترحة غالبيتها شركات إسرائيلية تمتلك فروعا رسمية لها في دولة الإمارات، حيث سيتم استيراد المعدات التقنية من خلال هذه الأفرع بهدف تمويه مصادر التوريد الرئيسية، حيث طلب الوفد التونسي الحصول على معدات تقنية استطلاع كهروضوئية بهدف تعزيز القدرات الدفاعية لوحدات الأمن المكلفة بإدارة قطاعات الحدود.

وبناء على هذه التقارير، كلّف مكتب الجنرال الحبيب الضيف مدير عام وكالة الأمن والاستخبارات للدفاع، العميد أمين العقربي "من مرتبات دائرة المصالح المختصة، منتدب لصالح الإدارة العامة للوكالة، من ضباط مكتب الأمن الخارجي في الوكالة"، بإدارة ملف زيارة الوفد الممثل لمجلس الأمن القومي التابع لرئاسة الجمهورية إلى ليبيا.

وستبدأ اللجنة المكلفة برئاسة العميد العقربي بمتابعة ملف الاتصالات على مستوى كل من مكتب الفريق عبد الرؤوف عطاء الله والأميرال كمال العكروت، بهدف الحصول على معلومات تفصيلية حول طبيعة التنسيق والاتصال مع قيادة الجيش الوطني الليبي، تمهيدا لبدء مكتب الجنرال الضيف لإعداد ملفات كاملة عن طبيعة الاتفاقيات غير الرسمية التي تجريها دائرة الرئاسة على المستوى الإقليمي والدولي والشبكات التي توفر الغطاء لهذه الاتفاقيات.