post

شمس الدين بالعربي .. من رعي الغنم في غرب الجزائر إلى رسام أفيشات أفلام هوليود

ثقافة وفن الإثنين 07 فيفري 2022

مرآة تونس - خولة الفرشيشي

سطع اسم الرسام الجزائري شمس الدين بالعربي في الغرب وذلك بعد تصميمه لعدّة تصميمات لأفلام في هوليود وهو ما أدار الأنظار حوله، لم تكن بداية شمسو الإسم الفني لرسامنا مزهرة بل عانى من ويلات الفقر والخصاصة في طفولته، امتهن رعي الأغنام في قرية صغيرة بمدينة مستغانم بغرب الجزائر وعمل بشرف في عدّة أعمال ولكن طموحه ومحبته إلى الفنّ لم تمنعه من الوصول إلى العالمية، في حواره مع مرآة تونس تحدث شمسو عن بداياته الفنية وعن آخر انجازاته في هوليود.

شمس الدين العربي اسم سطع في سماء هوليود ومغمور إلى حد ما في العالم العربي كيف تعرف نفسك إلى المتابع العربي والتونسي بصفة خاصة ؟
اسمي الكامل شمس الدين بلعربي من مواليد 14 فيفري 1987في البداية كانت قرية صغيرة في مستغانم غرب الجزائر أين كنت أرعي الغنم مع خالي رحمه الله و بينما كنت أمارس مهنة رعي الغنم في سن الخامسة كانت تمر بجانبي صفحات الجرائد و كانت تجذبني الصور البراقة لنجوم السينما فالتقط هذه الجرائد من علي الأرض و أتمعن فيها وأرسمها بالعود في الرمال فأنا مولع بالرسم منذ الصغر.


حدثنا عن بداياتك الأولى في عالم الفن التشكيلي ماهو أول عمل لك وكيف كان تعاطي السلطات الرسمية معك في الجزائر ..؟
بدايتي كانت بالرسم بالطباشير و العود في الرمال و عندما بلغت سن السادسة انتقلت إلي المدينة لكي أدخل المدرسة و في المدرسة بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي و بدأت أعطي الأهمية لمادة الرسم أكثر من باقي المواد مثل الرياضيات والفيزياء.
للأسف أنا من عائلة جد فقيرة و اضطررت إلى التوقف عن الدراسة و الخروج إلى الشارع لامتهان الرسم كحرفة مثل تزيين المحلات التجارية و الديكور لكن الشارع قاسي جدا 
و تعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقتي الفنية و في بعض الأحيان كنت أعمل عند أشخاص و عندما أطلب أجرا مقابل عملي كنت أتعرض التهديد وكنت صغير آنذاك فكنت أعمل تحت أشعة الشمس الحارقة و احمل السلالم الحديدية وأنا ضعيف الجسد حيث أن الشمس كانت تسخن السلالم الحديدية فاحملها بحروق في يدي، عندما كنت أرغب في إخبار الشرطة يهددونني ، والعكس صحيح كنت التقي مع ناس اعتنوا بي و قدموا لي يد المساعدة، كنت أمر بجانب قاعات السينما أشاهد الأفيشات والصور الضخمة لنجوم السينما عند أبواب القاعة ومع عودتي إلى البيت ارسم كل ما شاهدته علي أوراق الرسم، كنا نعيش في بيت واحد نطبخ فيه و ننام فيه و أكنت ارسم في وسط هذا الضيق و ارسم بصبر، زد علي ذلك البيت كان مكسور السقف جزئيا و كنا نعاني في فصل الشتاء وهو ما أدى إلى إتلاف الكثير من رسوماتي بسبب المطر.
بدأت أفكر إرسال أعمالي الفنية خارج حدود الجزائر وفعلاً أرسلت كل الرسومات إلى شركات الإنتاج السينمائية عن طريق البريد .


كيف دخلت إلى هوليود من اكتشفك ومن اكتشفك وماهو أول عمل لك هناك ؟
أول ملصق بدأت قصته عندما بدأت إرسال رسوماتي إلى شركات الإنتاج الأمريكية كما حدثتك سابقا، حيث بدأ الناس ينعتونني بالمجنون و لكن اتكلت علي الله لأنّه هو من وهبني  هذه الموهبة و واصلت المثابرة و العمل و لكن مرت السنوات و لم أتلق أيّ رد 
واصلت العمل في الشارع لكن بسبب المشاكل تأثرت صحتي إثرها دخلت في مرحلة صعبة جدا، عملت في المعامل تدهورت صحتي و دخلت المستشفي مدة ثلاثة أشهر بعدها بدأت حالتي في التحسن.
حتي جاء يوم تلقيت فيه رسالة من منتج أرجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود و عرف بأعمالي في الأوساط السينمائية و عندها التقيت مع الأسطورة العالمية Michael Qissi و صممت ملصق فيلم GARRA MORTAL و كان هذا الفيلم هو بوابتي العالمية حيث فتح ليأبواب الشهرة و عملت حوارات مع أشهر القنوات و الصحف الأمريكية و الغربية والعربية. 


هل يفتقد الفنان العصامي إلى الدراسة الأكاديمية في بعض الأحيان أو أن الفن حالة إبداعية خالصة يمكن أن تفلت أحيانا من عقال الدراسة الأكاديمية؟
سأجيبك باختصار شديد الدراسة الأكاديمية أساسية و لكن دائما أقول العصامية هي أم الأكاديمية.
هل وجدت أعمالك مكانا في الجزائر وفي العالم العربي ..!؟ 
ريشتي ممدودة إلي شباب العالم العربي ومازلت أنتظر الدعم من القائمين على الثقافة في العالم العربي فأنا أؤمن أن الفنّ يمتن أواصر الانتماء بين الشعوب العربية ويمكن أن يوحدها ولو عاطفيا ووجدانيا.


قدمت جدارية عملاقة حول مرفأ بيروت بعد الانفجار الأخير هل تحدثنا ولو قليلا عن هذه الجدارية التي وجدت رواجا كبيرا في لبنان ؟
رسمت لكل العالم العربي و مؤخراً بمناسبة الذكري السنوية الأولى لتفجيرات بيروت بدأت بالبحث المستمر منذ تفجيرات مرفأ بيروت علي جمع صور كل الشهداء من الأطفال و باقي الضحايا من مختلف أصناف العمر ربنا يرحمهم جميعا ، حيث أنني صدمت بتلك الحادثة رغبت في تخليد الشهداء على طريقي حيث لا يبقون مجرد رقم يذكر بل ذاكرة و صورة ، 
وأعتبر هذا واجبي كمواطن جزائري يؤمن بالانتماء العربي رسمت بجوارحي هذا الرسم الذي يحمل بورتريهات لكل الشهداء الذين رسمتهم في قلبي و ذاكرتي ... و اعتبر هذا الرسم واجب لتعبير عن تضامننا كجزائريين و محبتنا للشقيقة لبنان و لكل الأشقاء 
الفكرة بدأت حيث أردت أن أبرز عمق ما أحسست به من الآلام تجاه الأشقاء اللبنانيين من أهالي ضحايا التفجير.
بحثت في المواقع الإعلامية و قصاصات الجرائد و التواصل الاجتماعي و القنوات التلفزيونية عن صور الشهداء إثر هذا بدأت العمل كل يوم صباحا و كنت أعيش مع كل خطوة أخطوها مع هذه اللوحة مشاعر الشعب اللبناني الذي قاسمته آلامه على طريقتي، لاقت  اللوحة تفاعلا كبيرا جداً في الأوساط الثقافية و الاجتماعية اللبناني.


هل يمكن أن يصل العربي إلى العالمية دون تنازلات وهل تكفي الموهبة حقا في إيصال صوت الفنان العربي ؟ 
نعم بالاتكال علي الله و الموهبة و الإرادة فهذه أساسيات النجاح بكل بساطة.

ما هي مشاريعك القادمة هل هناك أعمال جديدة في هوليود ؟ 
سوف يتم تصوير فيلم عالمي عن مسيرتي الفنية بمشاركة عمالقة السينما العالمية إن شاء الله.

galleries/1-01-01-01.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً