post

صافي سعيد: 'لو كنت مكان الرئيس لتوجّهت إلى جرجيس وحاكمت المسؤولين في ساحة عامة أمام المواطنين'

سياسة الخميس 13 أكتوبر 2022

قال الناشط السياسي صافي "لو كنت مكان الرئيس قيس سعيد لتوجهت إلى مدينة جرجيس وعقدت مجلسا وزاريا وحاكمت المسؤولين في الجهة في ساحة عامة أمام المواطنين وألقيت خطابا حول الهجرة والهجرة السرية"، وفق تعبيره.

وأشار سعيد في تصريح إذاعي، اليوم الخميس، إلى أن السلطة هدفها ''مغالطة'' المواطنين عبر تصريحات مختلفة للتغطية على تقصير المسؤولين.

وفي تعليقه على تصريحات والي مدنين، قال سعيد إن الوالي هو صورة نموذجية (portrait typique) للموظف التونسي، وأشار إلى أن تفكير وكلام الوالي مبني على محاضر شرطة وليس على خطاب سياسة أو سلطة أو دولة.

وأوضح سعيد أن رجال الدولة انقرضوا في تونس بعد انتهاء المدارس المكونة لهم، وأشار إلى أن تصريحات المسؤولين هي تصريحات ''تلاميذ'' أو ''مأمورين''، وفق تعبيره.

وكان والي مدنين، سعيد بن زايد، أكد أمس الأربعاء، أن عملية دفن الجثث الأربع بمقبرة الغرباء تمت في تواريخ متفاوتة بأذون قضائية. وتابع قوله "أعلمنا الأهالي بعملية الدفن وطالبوا بإجراء التحليلي الجيني مما تطلب إعادة إخراج الجثث من المقبرة للتثبت من هوياتها".

وأضاف الوالي، في تصريح إذاعي، أن جهاز الدولة لم يتخل عن مسؤوليته وانطلق في البحث حال الإعلام عن المفقودين بكل الإمكانات المتاحة إلا أن إعلام المواطنين جاء متأخرا، على حدّ تعبيره. وأعرب والي الجهة عن أمله في إيجاد بقية المفقودين على قيد الحياة.

وفي المقابل، نفت شقيقة أحد المفقودن في مركب "جرجيس" تعاون السلطات مع البحارة للبحث عن المفقودين قائلة إن بعض الجمعيات جمعت مبلغا ماليا قدرة 6 آلاف دينار لتوفير الوقود للبحارة. وطالب مواطن آخر بإيجاد زوجته ورضيعته المفقودتان.

 الاتحاد يهدّد 

وانطلقت صباح اليوم الخميس 13 أكتوبر 2022، عمليات تمشيط واسعة على كامل شواطئ جرجيس بحثا عن مفقودي فاجعة ماسمي بـ'' 18/18 ''، بالاعتماد على تجهيزات ثقيلة تم توفيرها من بلدية جرجيس وبلدية جرجيس الشمالية وذلك بالتعاون مع البحارة والحرس والحماية المدنية والمواطنين المتطوعين.

من جهته، أصدر الاتحاد المحلي للشغل لائحة هدد فيها بالإضراب العام في صورة عدم الاستجابة لمطالب اهمها انعقاد مجلس وزاري خاص بمعتمدية جرجيس وفتح بحث فوري في ''عمليات انتشال الجثث وطريقة دفنها وفتح ملف الهجرة ووضعية الأفارقة والمنظمات الموجودة، بالجهة'' .

اجتماع تنسيقي

وانعقد اليوم الخميس، اجتماع أمام مقر المعتمدية بين أهالي المفقودين في حادث غرق مركب ''الحرقة'' والبحارة لتنسيق عمليات التمشيط ومن أجل تكليف عدد من محاميي الجهة بمزيد البحث في ملف حادثة الغرق، والإجتماع لم يحضره أي ممثل للسلط الجهوية.

وتحوّل عدد من أهالي المفقودين إلى مقبرة الغرباء من أجل التثبت من مدى مطابقة عدد المدفونين مع الأرقام التي قدمتها بلدية المكان والتثبت من دفاتر الموتى بمستشفيات جربة وجرجيس.

عملية البحث وصلت الحدود الليبية

وأكد الناطق الرسمي باسم خلية الأزمة الخاصة بجرجيس عاطف حويج، أن الوضع مستقر في جرجيس بعد الاحتجاجات التي جدت يوم أمس الأربعاء 12 أكتوبر 2022.

وأوضح أن خلية الازمة تعمل على مواصلة البحث عن مركب الهجرة غير النظامية. وقال حويج في تصريح إذاعي، اليوم الخميس، "هذه المأساة لا تقتصر على منطقة جرجيس فقط إنما تشمل جميع ولايات الجمهورية وحتى الدول المجاورة، عملية البحث وصلت الى الحدود الليبية بعد ورود معلومات بخصوص مغادرة المركب من ليبيا".

حزن واحتقان

وتخيم أجواء من الحزن والاحتقان على مدينة جرجيس التي خسرت العشرات من أبنائها في غرق مركب هجرة غير نظامية منذ سبتمبر الماضي، وعدم التمكن من العثور على 17 من الشبان المفقودين عرض البحر والذين كانوا على متنه.

وشهدت المدينة صبيحة يوم الاربعاء 12 أكتوبر 2022 تجمهرا لعدد من المواطنين ومسيرة شبابية، عقبها اغلاق لاحد الطرقات واشعال عجلات مطاطية. ويحتج الأهالي على دفن 4 من الضحايا التونسيين، في مقبرة الغرباء دون اعلام عائلاتهم، أو النيابة العمومية أو مستشفى الجهة.

وعثر عدد من بحّارة جرجيس أثناء حملة تمشيط كبيرة بسواحل جرجيس على 8 جثث يشتبه أن تكون لمفقودين غادروا من سواحل جرجيس مند 21 سبتمبر. وتم انتشال الجثث، الاثنين 10 أكتوبر، من قبل فرق الحرس البحري، ونقلهم إلى المستشفى الجهوي بجرجيس، في انتظار الإذن بعرضهم على الطّبّ الشّرعي والتثبت من اهالي المفقودين.

كما أذنت النيابة العمومية بإخراج 4 جثث من مقبرة المهاجرين أو الغرباء بجرجيس، التي يطلق عليها اسم "حديقة إفريقيا"، حيث قام فريق الطب الشرعي ضمن المخبر المتنقل الذي تواجد على عين المكان بأخذ عينات منها للتحليل من أجل التثبت مما إذا كانت تنتمي إلى المجموعة المفقودة منذ فترة ضمن حادثة غرق مركب هجرة غير نظامية من جرجيس، على أن تودع في غرفة الأموات، إلى حين صدور النتائج في غضون 72 ساعة.

وحسب عدد من العائلات، تم التعرف على 3 جثث لدى حضور أفراد من هذه العائلات عملية إخراج الجثث، بضغط منهم، فيما لم يتم التعرف على الجثة الرابعة بسبب تآكلها.

سعد-3.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً