post

في الذكرى الـ 21 لانتفاضة الأقصى

الشرق الأوسط الثلاثاء 28 سبتمبر 2021

مرآة تونس - هزار الفرشيشي 

21 سنة على اندلاع الانتفاضة الأكثر شراسة في تاريخ الاحتلال الصّهيوني للأراضي الفلسطينية، انتفاضة الأقصى أو الانتفاضة الفلسطينية الثانية. 


في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000، دخل زعيم المعارضة الذي تولى رئاسة الوزراء لاحقا، أرييل شارون، المسجد الأقصى محاطا بنحو ألفي عنصر من الجنود والقوات الخاصة، وتمّ الاقتحام بموافقة رئيس الوزراء، إيهود باراك، آنذاك. تجوّل شارون في باحات الأقصى قائلا إن "الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية" ما أثار استفزاز المصلّين فاندلعت المواجهات. 


أدّت الاشتباكات إلى استشهاد 7 فلسطينيين وجرح 250 آخرين، إضافة إلى إصابة 13 جنديا من جيش الاحتلال. مواجهات عنيفة هزّت القدس إثر ذلك، لتشتدّ وطأتها وتمتدّ إلى جميع المدن الفلسطينيّة. 

بعد يومين على اقتحام شارون للأقصى، اهتزّ العالم لرؤية طفل الإحدى عشر عاما وهو يغتال برصاص جيش الاحتلال، جنوب مدينة غزة، وهو يحتمي إلى جانب والده ببرميل إسمنتي، فكان رمز وأيقونة الانتفاضة الثانية "محمد الدرة". أجّج اغتيال الدرة الوضع واشتدّت وتيرة المواجهات والأعمال العسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين جيش الاحتلال، ما ميّز الانتفاضة الثانية عن الانتفاضة الأولى، أو انتفاضة الحجارة، التي اندلعت سنة 1987، وذلك إثر قيام سائق شاحنة صهيوني بدهس عمال فلسطينيين شمال غزّة، لتتوقّف سنة 1993 بتوقيع اتفاقية أوسلو بين منظّمة التحرير الفلسطينية والاحتلال. 

بعد ارتقاء محمد الدرة شهيدا، عرفت الانتفاضة استشهاد إحدى أيقوناتها، الطفل فارس عودة، الذي اغتيل وهو يرشق دبابات الاحتلال بالحجارة، حيث كان فارس يتغيب عن المدرسة ويخبّئ ملابسه النظيفة في الصباح ليستبدلها بأخرى يتنقل بها إلى ساحات المواجهات، ويعود في نهاية اليوم لتغيير ملابسه قبل العودة إلى البيت. 

أربع سنوات من عمر انتفاضة الأقصى أسفرت عن 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا، مقابل مقتل 1100 شخص من جانب الاحتلال، بينهم 300 جندي وجرح 4500 آخرين. 

يوم 17 أكتوبر 2001، اغتال أفراد منتمون إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وزير السياحة في حكومة الاحتلال، رحبعام زئيفي، الذي كان ينادي بترحيل كل الفلسطينيين وكل ما هو عربي في فلسطين إلى البلدان العربية الأخرى.  

وبتاريخ 26 أكتوبر 2001، كان الاحتلال على موعد مع أوّل صاروخ فلسطيني محلي الصنع، وجّهته كتائب القسّام (الجناح العسكري لحركة حماس) باتّجاه مستوطنة "سديروت"، التي بنيت على أراضي بلدة النّجد بعد تهجير أهلها. 

مضى شارون في اغتيال قيادات الصف الأول بالأحزاب وبفصائل المقاومة الفلسطينية، سعيا منه لإضعافها وإخماد الانتفاضة، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، الذي اغتيل يوم 22 مارس 2004. كما زجّ بعشرات القيادات في المعتقلات، من بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات الذي اتهم باغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي. 

كانت الانتفاضة الثانية انتفاضة دمويّة ساد فيها الذّعر والهلع لدى المحتلّ، ذعر من الانتحاريّين ومن الحافلات المفخّخة، وكانت انتفاضة التضحيات الجسيمة لدى أصحاب الأرض، حيث الاعتقالات الجماعية وهدم المنازل والحواجز الأمنية والمجازر. 

وبحلول سنة 2002، انطلق الكيان الصهيوني في بناء جدار الفصل العنصري، وذلك ليتخفّف من عبء الهجمات والعمليات الفدائية بدرجة أولى، ولينفّذ إحدى سياساته التوسعية الساعية إلى تطهير أكبر مساحة ممكنة من الأراضي من الوجود الفلسطيني. 

يوم 8 فيفري 2005، كانت الهدنة التي انتهت بمقتضاها الانتفاضة الثانية في قمّة "شرم الشّيخ"، هدنة لم تنجح في إخماد المواجهات بصفة فعلية ولم تتوصّل إلى حل سياسي بين الطرفين.

أما عن فصائل المقاومة الفلسطينية، فقد اعتبرت أن وقف العمليات العسكرية المتبادل في قمة شرم الشيخ لا يعبّر إلا عن موقف السلطة الفلسطينية، مشدّدة على أنه لا هدنة مع الاحتلال دون "ثمن حقيقي".
 

galleries/ذكر-الانتفاض-الثان-01.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً