تواصلت لليلة الرابعة على التوالي المواجهات بين مجموعة من الشبان وقوات الأمن، بعدد من الأحياء الشعبية في العاصمة، وفق ما تشير إليه مقاطع فيديو منتشرة على الفاسبوك.

وتجدّدت الاحتجاجات مساء الاثنين 17 أكتوبر، لليلة الرابعة على التوالي بحي التضامن، وتحوّلت المواجهات إلى شارعي 105 وابن خلدون مع غلق بعض الأنهج المتفرعة عنها بحرق العجلات المطاطية والفضلات المنزلية. واستعملت قوات الحرس الوطني الغاز المسيل للدموع والطلقات الصوتية لتفريق المحتجين.

كما تواصلت لليلة الرابعة على التوالي المواجهات بين مجموعة من الشبان وقوات الأمن، بحي الانطلاقة. ودارات احتجاجات واشتباكات مع قوات الأمن ليلا في أحياء الزياتين، والمنيهلة والجبل الأحمر والزهروني، حيث رشق المحتجون وغالبيتهم من الشباب قوات الأمن بالحجارة وحاولوا إغلاق الشوارع الرئيسية بالحجارة.

وكانت الاحتجاجات اندلعت منذ الجمعة الماضي بالتزامن مع تشييع جثمان الشاب مالك السليمي، الذي تُوفي يوم الخميس الماضي، متأثّرا بإصاباته على مستوى الرقبة والظهر، والذي كان مقيما بالمستشفى منذ 31 أوت إثر سقوطه في خندق محاذي للمركب الجامعي المنار وعلى مستوى منطقة العمران الأعلى، وذلك خلال محاولته تسلّق جدار والهروب فور مشاهدته دوريّة أمنيّة بالمنطقة. وحمّلت المجموعة المحتجّة الوحدات الأمنيّة مسؤوليّة وفاة الشاب.

وامتدت الاحتجاجات وعمليات الكر والفرّ بين قوات الأمن والمحتجين داخل الأنهج، إلى أحياء عدة في العاصمة منذ الخامس عشر من الشهر الجاري، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، وأزمة الغلاء التي تعيشها البلاد.

وقال المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي مساء أمس الاثنين، في تصريح تلفزي، إن الاحتجاجات في حي التضامن تواصلت منذ يوم الجمعة وهي احتجاجات ليلية، ووصفها بأحداث شغب، وذلك على اثر وفاة شاب بالمستشفى متأثرا بإصابته اثر تعرضه لحادث سقوط خلال مطاردة أمنية.

وأكد الجبابلي أن المحتجين تعمدوا رشق دوريات أمنية بالحجارة كما حاولوا خلع بعض المحلات الخاصة والعمومية والاعتداء على املاك عمومية وخاصة وحرق بعض السيارات.

وأوضح أنه تم التدرج في استخدام القوة من طرف الوحدات الأمنية وصولا إلى إطلاق الرصاص المطاطي، وأضاف أنه تم إيقاف في الليلة الأولى 6 أشخاص ولاحقا أكثر من 15 شخصا آخرين وتم الاحتفاظ بهم بإذن من النيابة العمومية.