post

لماذا استثنت "أفريكوم" الجيش التونسي من المشاورات؟

تونس الأربعاء 22 ديسمبر 2021

استثنت قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا ودول المنطقة "أفريكوم" قيادة الجيش التونسي من المشاورات التحضيرية لخطة التنسيق والتعاون للعام المقبل.

وفي هذا الإطار، بدأ مكتب الجنرال الحبيب الضيف مدير وكالة الأمن والاستخبارات للدفاع مشاورات على مستوى قادة صنوف وأركان القوات المسلحة بهدف التحضير لاجتماع موسع على مستوى قادة المفاصل المركزية للمؤسسة العسكرية خلال هذه الفترة.

وعلمت "مرآة تونس" أن أولى مشاورات مكتب الجنرال الضيف بدأت على مستوى مكتب اللواء محمد الغول قائد أركان جيش البر في إطار المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى مكتب الجنرال الضيف والتي تفيد بأن قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" تدرس حاليا عدد من الخيارات المتعلقة بآلية التنسيق مع الجيش التونسي في إطار العمليات الإقليمية لقيادة القوات الأمريكية في المنطقة في إطار خطة لاتخاذ لائحة إجراءات لتقليص التعاون مع الجيش التونسي بناء على تعليمات واردة من قبل القيادة المركزية في وزارة الدفاع الأمريكية.

وأكدت مصادر "مرآة تونس" أن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى مكتب الجنرال الضيف تفيد بأن قيادة القوات الأمريكية "أفريكوم" بدأت المشاورات على مستوى قادة جيوش دول المغرب العربي في إطار التحضيرات المتعلقة بخطة دعم التعاون في قطاعات التدريب وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ودعم القدرات العمليّاتيّة للمؤسسة العسكرية في مجالات العمليّات والتدريب والاستعلام والتمارين المشتركة بين قيادة أفريكوم وقادة جيوش دول المغرب العربي.

ووفق المعلومات المتوفرة لدى مكتب الجنرال الضيف والمتضمنة تلقي قيادة أركان جيش البر طلبا رسميا من قبل قيادة أفريكوم ببدء التحضيرات للاجتماعات التشاورية المتعلقة بخطة التعاون المشترك للعام المقبل 2022 خلال لقاء جمع الجنرال ستيفان تونساند قائد قوات أفريكوم مع اللواء محمد الغول في قاعدة العوينة، إلا ان المشاورات الحالية بين قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا ودول المنطقة استثنت قيادة الجيش التونسي من المشاورات التحضيرية لخطة التنسيق والتعاون للعام المقبل.

وأفادت مصادرنا أنه وفق التقييم الأولي للموقف على مستوى مكتب الجنرال الضيف، فإن المشاورات التي تجريها قيادة قوات أفريكوم التي تتضمن تقليص التعاون مع الجيش التونسي إلى أدنى المستويات مع بداية العام المقبل، تأتي في إطار الضغوط التي تمارسها وزارة الدفاع الأمريكية على قيادة الجيش التونسي نتيجة عدم التزام وزارة الدفاع التونسية بالتوصيات الواردة من قبل الجانب الأمريكي والمتعلقة بلائحة الاستفسارات الخاصة بدور المؤسسة العسكرية في دعم الإجراءات الاستثنائية لدائرة الرئاسة وإدارة مرحلة الطوارئ التي تمر بها البلاد، والاتهامات الموجهة لوزارة الدفاع في حكومة نجلاء بودن بعدم اعتماد معايير شفافة في تقديم الإجابات اللازمة حول الاستفسارات المطلوبة.

ومن المقرر، وفق المصدر ذاته، أن يقدم الجنرال الضيف خلال الاجتماع المنتظر، مقترحا رسميا بضرورة تحرك المؤسسة العسكرية للضغط على القصر الرئاسي ووزارة الدفاع لإعادة النظر في الإجراءات المتعلقة بالسياسة الداخلية في البلاد وضرورة التركيز على تحييد المؤسسة العسكرية عن الإجراءات الاستثنائية بما فيها إعفاء كافة الكوادر العسكرية المكلفة بمهام أمنية ومدنية في إطار خطة الطوارئ التي تديرها دائرة الرئاسة في البلاد بهدف تجنيب المؤسسة العسكرية التبعات المتوقعة على شبكة علاقاتها الإقليمية والدولية.

وتركز استراتيجية مكتب الجنرال الضيف بشكل رئيسي، حسب مصادرنا، على ضرورة تجميد كافة لوائح التعيينات الصادرة عن دائرة الرئاسة والمتضمنة تفويض كوادر من منتسبي المؤسسة العسكرية بإدارة ملفات سيادية على السياسة الداخلية، بالإضافة إلى توحيد موقف كافة قادة صنوف القوات المسلحة للضغط على دائرة الرئاسة لتجميد كافة قنوات الاتصال على مستوى ضباط القيادة في القوات المسلحة والتي تتم خارج القنوات الرسمية سواء المتمثلة بوزارة الدفاع أو المتمثلة بمكاتب قادة أركان صنوف القوات المسلحة.

الجش-التونس.jpeg

من الممكن أن يعجبك أيضاً