post

ماهي أهم المواقف التي أثارت السخرية في "كان" الكاميرون؟

رياضة الخميس 10 فيفري 2022

رغم نهايتها منذ مساء 06 فيفري الجاري، لاتزال تتواصل أصداء مسابقة كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون، في نسختها رقم 33، حيث أثارت جدلا واسعا، ليس فقط بسبب تفشي فيروس كورونا، ولا لتعارضها مع بطولة العالم للأندية، لكن أيضا بسبب النقاش حول قدرة دول الغرب الإفريقي على تنظيم بطولات كبرى، وصل عدد المشاركين فيها إلى 24 دولة.

وشهدت البطولة القارية التي أقيمت في الكاميرون، الكثير من المواقف المثيرة، يمكن أن تندرج تحت بند "غرائب وطرائف ومآس"، منها الكثير الذي لم تشهد القارة السمراء مثيلاً له في أوقات سابقة جرى تنظيم المسابقة القارية فيها، وضربت بقوة كل تأكيدات الدولة المضيفة، الكاميرون، قبل البطولة جاهزيتها الكاملة لاستضافة هذا الحدث الكبير.

لاعب يرتدي قميصا برقمين

ومن غرائب كأس الأمم الأفريقية، خوض منتخب جزر القُمر مباراته مع الكاميرون في دور ثمن النهائي من دون حارس مرمى، بسبب إصابة حارس في الركبة، وتعرض حارسين آخرين للإصابة بفيروس كورونا، ولم يتم السماح لأحدهما، بعد أن تحولت نتيجة مسحته إلى سالبة، بالمشاركة ليتحول لاعبها شاكر الهدهور الظهير الأيسر إلى حارس مرمى لمدة 90 دقيقة.

والطريف أن المدافع شاكر الهدهور تألق بقوة وقدم مباراة رائعة للغاية، واللاعب نفسه كان بطلاً لواقعة أخرى طريفة تمثلت في أدائه المباراة برقمين، حيث ارتدى قميصه الرسمي، مع إضافة رقم حارس المرمى عليه، بالإضافة إلى أن فريق جزر القُمر بأكمله، قام بتغيير ملابسه في الحافلة قبل المباراة نفسها، بسبب تأخره نتيجة الزحام المروري، وغياب الأمن عن مرافقة البعثة.

لاعبو الجزائر والحافلات الصغيرة

ولا ينسى المتابعون لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، الصور التي انتشرت للاعبي البعثة الجزائرية، وهم يتنقلون من ملعب التدريب إلى فندق الإقامة على دفعات في سيارات "ميكروباص" صغيرة، بعد أن خرج أفراد المنتخب الجزائري من التدريب، ليكتشفوا عدم وجود الحافلة المخصصة لهم، فلجأوا إلى هذا التصرف لحل الأزمة.

الاستشفاء في البراميل

ومن الطرائف المثيرة أيضاً، واقعة الاستشفاء المصري في "براميل"، حيث ظهر قائد منتخب "الفراعنة" والمحترف في ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، وكذلك زملاء له في مقدمتهم عمرو السولية نجم الوسط، وهم يجلسون داخل البراميل، التي تم وضع ثلوج فيها من أجل إجراء الاستشفاء البدني من الإجهاد، ما أجج الكثير من الجدل، حول قدرة الكاميرون على استضافة مثل هذا الحدث الكبير.

ثعبان في غرفة غيلان الشعلالي

ومن الوقائع الغريبة والمؤلمة في الوقت نفسه، اكتشاف أحد لاعبي المنتخب الوطني التونسي، وجود ثعبان في غرفة إقامته أثناء مشاركة نسور قرطاج في البطولة القارية، وتحديداً غيلان الشعلالي لاعب الوسط أثناء التواجد التونسي في مقر الإقامة المخصص.

كما تم نشر صور لسحالٍ ضخمة في غرف اللاعبين، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً وغضباً، بسبب عدم توفير أبسط قواعد الحماية للاعبين من جانب الكاميرون في دولة يفترض أنها من أكبر دول الغرب داخل القارة السمراء.

سحب معدات المؤتمر الصحفي

وشهدت البطولة لقطة أثارت الانتقادات الواسعة تجاه الكاميرون، بعدما سحبت الميكرفونات خلال المؤتمر الصحفي المخصص لمباراة تونس وبوركينا فاسو في الدور ربع النهائي، حيث فوجئ المدير الفني لمنتخب نسور قرطاج جلال القادري، بمن يقتحم غرفة المؤتمر الصحفي (مواطن كاميروني)، ويسحب الميكروفونات من الطاولة المخصصة للحديث.

وتوقع بعضهم أنه لص في بادئ الأمر قبل أن يتم اكتشاف أنه صاحب شركة قامت بتأجير تلك الميكرفونات للجنة المنظمة، التي لم تسدد القيمة المالية المتفق عليها في أكثر من مباراة، ليقرر قطع التعامل معها ويفسد المؤتمر الصحفي نفسه في واقعة مثيرة.

وكان لغرائب المؤتمرات الصحفية واقعة أخرى، بطلها البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب المصري، الذي فشل في التحدث للإعلام، رغم تأجيل موعد مؤتمره أكثر من ساعة قبل لقاء مصر والكاميرون في الدور نصف النهائي.

وفشل كيروش في الوصول إلى مقر المؤتمر بسبب الزحام المروري الشديد، الذي تعرضت له رحلة المنتخب المصري من مقر إقامتها إلى ملعب "أوليمبي" لأداء المران الأساسي، ولم يكن الأمن الكاميروني قادراً على حل أزمة الزحام المروري الذي واجه بعثة المنتخب المصري.

فضيحة مسحات بوركينافاسو

وبرزت واقعة أخرى، قبل لقاء الافتتاح بين الكاميرون وبوركينا فاسو، عندما ذهب وفد طبي مزور حاول لقاء بعثة "الخيول" وإجراء مسحات "كورونا" لأفرادها، وتم الاشتباه فيهم من جانب المدير الفني كامو مالو الذي بدوره تواصل مع اللجنة المنظمة، وتأكد من عدم وجود زيارات طبية لفريقه، ليهرب سريعاً الفريق الطبي الوهمي قبل قدوم الشرطة لإلقاء القبض عليه.

مأساة القتلى والمصابين

وشهد ملعب أوليمبي واقعة مأساوية، وتعد العلامة السوداء في البطولة القارية، قبل لقاء الكاميرون وجزر القُمر في الدور ثمن النهائي، وتمثلت في حدوث تدافع جماهيري كبير دون تنظيم ليسقط عشرات الضحايا بين قتلى ومصابين في صدمة مروعة أعادت كابوس الدماء في الملاعب الأفريقية. وعلى أثرها قرر "كاف" مباشرة إغلاق الملعب لحين إجراء التحقيقات اللازمة في ملابسات الحادثة المؤسفة، وفرض الحداد على البطولة، قبل فتح الملعب مرة أخرى لاستقبال المباريات.

حكم ينهي المباراة مرتين قبل وقتها

ومن المواقف الغريبة أيضاً، حالة "التيه"، التي كان عليها الحكم الزامبي جاك سيكازوي، حينما أدار لقاءً جمع بين تونس ومالي في افتتاح المجموعة السادسة بالدور الأول، حين أنهى المباراة مرتين قبل الموعد الرسمي تارة في الدقيقة 85، وتارة في الدقيقة 89 وسط اعتراضات تونسية كبيرة، ليتدخل طاقم "الفار"، ويطلب استكمال باقي الوقت، وبالفعل حاول سيكازوي، لكن تونس رفضت اللعب رغم خسارتها بهدف مقابل لا شيء اعتراضاً على هذه المهزلة.

عزف النشيد القديم لموريتانيا

فوجئ المنتخب الموريتاني بعزف النشيد الوطني القديم بدلا من النشيد الحالي قبل انطلاق المباراة التي جمعته بمنتخب غامبيا ضمن الجولة الأولى من منافسات الجولة السادسة لكأس أمم أفريقيا. وفشل المنظمون في تشغيل النشيد الجديد في مناسبة ثانية قبل أن يقوم لاعبو موريتانيا والجهاز الفني بترديد النشيد الوطني بأنفسهم.

كرات غير صالحة للعب

من السلبيات المشينة في هذه النسخة استخدام كرات غير صالحة للعب؛ إذ شهدت مباراة مصر ونيجيريا استبدال كرة المباراة 3 مرات في أول 22 دقيقة من عمر اللقاء، في مشهد يشير إلى أن "الاتحاد الإفريقي" يبرم تعاقدات مع شركات تهدر حقوق منتخبات القارة وتضر بمصالحها.

أرضيات الملاعب متردية

رفعت المنتخبات المشاركة شكوى بشأن تردي أرضيات الملاعب التي أقيمت عليها المباريات، وكذلك ملاعب التدريبات التي تشبه الساحات المدرسية.

غياب الإجراءات الأمنية

جاءت حادثة تعرُّض عدد من الإعلاميين الجزائريين إلى عملية اعتداء بالسلاح الأبيض وسرقة هواتفهم النقالة ومبالغ مالية، لتؤكد أن السلطات الأمنية أهملت واجبها في توفير الحماية للصحفيين في محيط فندق الإقامة، رغم إدراكها أن مقرات البعثات الإعلامية تمثل "غنيمة" لهذه العصابات المتخصصة في السطو والسرقة.

ولم تبادر السلطات الأمنية الكاميرونية لتشديد الحراسة إلا بعد أن "فاحت" عملية الاعتداء على الإعلاميين الجزائريين وانتشرت أصداؤها في الصحافة العالمية بشكل عام وشكلت مادة دسمة للصحافة الأوروبية بشكل خاص، رغم محاولة "الكاف" التخفيف من حدة الانتقادات بإصدار بيان استنكر فيه الحادثة وطالب بفتح تحقيق.

الأسوأ في تاريخ البطولة

وبالتالي شهدت بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، في نسختها الحالية بالكاميرون، ظهور عدد كبير من السلبيات والعيوب والنقائص التي جعلت الصحافة العالمية المتابعة لهذا العرس الإفريقي الكروي تصف البطولة بأنها الأسوأ في تاريخ مسابقات "الكاف" منذ انطلاقها عام 1957.

وواجهت معظم المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة مواقف محرجة بسبب التخبط وسوء التنظيم والعشوائية، ولا يكاد يمر يوم إلا وتطل مفاجأة غير سارة.

وجرت هذه الأحداث والمواقف على مرأى ومسمع من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" السلطة الأولى التي تحكم إمبراطورية كرة القدم في العالم، والتي لم تحرك ساكنا إزاء ما حدث، وطفت على السطح الخلافات بين رئيس الاتحاد الكاميروني، النجم السابق صامويل إيتو، ورئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو، وبدا رئيس الاتحاد الإفريقي "الكاف"، باتريس موتسيبي، عاجزا عن إيجاد حلول للمشاكل التي تراكمت يوما بعد يوم.

فهل من الممكن أن تمنح هذه السلبيات ذريعة للفيفا وأندية أوروبا لإيجاد مبررات وحجج أقوى لعدم إقامة النسخ القادمة في مواعيدها المحددة، أو عدم ضم جميع لاعبي الأندية الأوروبية للمنتخبات، أو حتى عدم ضمهم مطلقا؟

inbound6692102271430973248.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً