نشر الرئيس المدير لعام لمجمع "تلنات" محمد فريخة على صفحته على فايسوبك عن تجربة هي الأولى من نوعها في القارة الإفريقية، حيث أكد أن ولاية جندوبة ستشهد يوم 22 مارس 2022 أول استعمال للقمر الصناعي التونسي تحدي واحد في مجال الزراعات الكبرى والفلاحة الذكية وترشيد استعمال الموارد المائية، وذلك في إطار تعاون بين شركة تلنات التونسية المختصة في الهندسة والتكنولوجيا، والمعهد الوطني للزراعات الكبرى.

ويتمثل المشروع في ربط أراضي زراعية تابعة للمعهد الوطني للزراعات الكبرى بأنترنت الأشياء حيث سيقوم القمر الصناعي "تحدي واحد" باستقبال بيانات للمجسات الأرضية التي تم تركيزها في الأراضي ليقوم إثر ذلك بإرسال تعليمات تحكم عن بعد في معدات فلاحية منها معدات للري.

وستكون هذه التجربة في مجال الفلاحة الذكية الأولى من نوعها إفريقيا وعربيا، وهي تجربة تعكس المستوى المتقدم الذي تتمتع به الكفاءات التونسية، وستكون خطوة أولى لبلادنا للانخراط في التكنولوجيات الفلاحية المتطورة التي ساهمت في عديد البلدان في دفع القطاع الفلاحي والزراعات الكبرى.

ويذكر أن "تحدي 1" انطلق إلى الفضاء، يوم 22 مارس 2021، وهو أول قمر اصطناعي مصنع بالكامل في تونس، ومخصص لشبكة الإنترنت الخاصة بالأجهزة المتصلة، أو ما يصطلح على تسميته "إنترنت الأشياء"، في خطوة بالغة الأهمية للبلاد التي أصبحت أول بلد مغاربي يصنع قمرا اصطناعيا. وباتت تونس أول بلد من بلدان المغرب وسادس بلد إفريقي يصنع قمرا اصطناعيا.

ويرمي القمر الاصطناعي إلى جمع بيانات من أجهزة استشعار بينها أدوات قياس حرارة أو لواقط للتلوث متصلة بالإنترنت أو شرائح لتحديد التموضع أو مستشعرات للرطوبة، لقراءتها في الوقت الحقيقي حتى في مناطق لا تغطيها الشبكة على الأرض.

ويجسد المشروع البالغة تكلفته حوالي 1.2 مليون دولار، والذي انطلق في 2018، عمل فريق من المهندسين التونسيين الشباب، بمواكبة خبراء تونسيين في الخارج بينهم خبير شارك في مهمة "برسيفرنس" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ.

وتبلغ قدرة الإرسال الخاصة بقمر "تشالنج وان" الاصطناعي 250 كيلوبايت في الثانية على نطاق 550 كيلومترا، وهو سيحاول تلبية الحاجة المتزايدة للوصل بين الأشياء عبر الأقمار الاصطناعية، إذ لا تغطي شبكة الإنترنت الأرضية أكثر من 20 بالمئة من مساحة الأرض.

وتسعى "تلنات" بالتعاون مع بلدان إفريقية أخرى، في السنوات المقبلة إلى إطلاق سرب يضم أكثر من عشرين قمرا اصطناعيا لاستغلال هذه التكنولوجيا تجاريا.