تحت شعار "يسقط الانقلاب" و"يوم الإنقاذ"، وبدعوة من جبهة الخلاص الوطني، انطلقت صباح اليوم السبت 15 أكتوبر 2022، مسيرة من ساحة العملة بتونس العاصمة في اتجاه المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة، رُفِعت خلالها لافتات مناهضة لتوجهات رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وردّد المشاركون في المسيرة شعارات طالبوا من خلالها برحيل قيس سعيّد عن الحكم والعودة للمسار الديمقراطي، وفق تعبيرهم. ودعوا أيضا الى مقاطعة الانتخابات التشريعية التي من المزمع تنظيمها يوم 17 ديسمبر المقبل.

وشارك في المسيرة قيادات جبهة الخلاص الوطني على غرار أحمد نجيب الشابي، سميرة الشواشي، جوهر بن مبارك، حبيب بوعجيلة، سمير ديلو... بالإضافة إلى قيادات عن حركة النهضة من بينهم نور الدين البحيري وعماد الخميري...

تسارع الأحداث

وقال رئيس جبهة الخلاص الوطَني أحمد نجيب الشابي في كلمة ألقاها اليوم السبت 15 أكتوبر 2022 أمام المحتجين في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، "إننا على مسافة قريبة من النصر والأحداث تتسارع ونحن لها قوة سياسية تسعى لتوحيد القوى حتى لا نتحول إلى فوضى".

وانتقد الشابي توجهات قيس سعيد وقال: "الشعب لم يجني من انقلاب سعيد سوى مزيد من الفقر والبطالة وغلاء المواد الغذائية الأساسية ومنذ عام كان يستأسد علينا المنقلب ويصدر المراسيم وينفرد بتقرير مصير تونس".

أزمة مالية

واعتبر الشابي أن الانتخابات ستكون نكسة جديدة للانقلاب خاصة بعد إعلان أغلب الأحزاب مقاطعتها، وأضاف "جراء سياسات قيس سعيد ميزانية الدولة أصابها نزيف والشركات المالية العالمية أصبحت ترفض إقراض تونس وهو اليوم يتوسل وينحني أمام صندوق النقد الدولي ويجمّد الأجور استجابة للصندوق" وأكد أن الجبهة تدعو إلى أن تكون الإصلاحات الاقتصادية نابعة عن اتفاق وطني وتراعي الطبقات الضعيفة.

شكاية ضد سعيد

من جهتها، أكدت القيادية بجبة الخلاص سميرة الشواشي أنها قررت صحبة عدد من النواب بالبرلمان المنحل تقديم شكاية ضد قيس سعيد بتهمة تشويههم دون أي دليل. وقالت: "نرفع البطاقة الحمراء لقيس سعيد ونقول له ارحل فأكثر من سنة وهو يدمر الدولة والانقلاب بدأ يعد له منذ أدائه اليمين".

إسقاط الانقلاب

بدوره توجه القيادي بالجبهة جوهر بن مبارك بعديد الانتقادات لرئيس الجمهورية قيس سعيد وقال: "ذهب إلى بنزرت وقال سنجلي الخونة وهو من انحنى للمستعمر وقال تونس كانت تحت الحماية ونحن من سنُجليه فقد آن الأوان لإسقاط الانقلاب".

تعطيلات وتضييقات

وأفادت جبهة الخلاص الوطني في بيان نشرته صباح اليوم السبت، بأنّها تلقّت عديد التّشكّيات من أنصار الجبهة في جهات البلاد الدّاخليّة حول التّعطيلات والتّضييقات التي يتعرّضون لها في طريق التحاقهم بتحرّك العاصمة، وفق تعبيرها.

وعبّرت عن "استنكارها الشّديد لتواصل هذه الممارسة السّياسيّة المتخلّفة لسلطة الإنقلاب التي تُعلن للعالم احترام حقّ التّظاهر وتمارس التّضييق الأمنيّ الواسع"، وفق نص البيان.

وحمّلت وزير الدّاخليّة شخصيّا مسؤوليّة "هذه الإنتهاكات وما قد ينتج عنها من توتر وتعبير عن الغضب، وأعلنت عن عزمها مقاضاة وزير الدّاخليّة وكلّ من يثبت تورّطه في تعطيل حقّ التّظاهر المكفول بدستور الثّورة .

وتعارض جبهة الخلاص نظام حكم الرئيس قيس سعيد، وهي جبهة تكونت أشهر بعد إعلان الرئيس قيس سعيد اجراءات يوم 25 جويلية 2021، والتي قام بمقتضاها بإعفاء رئيس الحكومة وتجميد أعمال البرلمان قبل أن يقوم بحله في مارس 2022.

إيقاف حافلات

من جانبها، دعت وزارة الداخلية في بلاغ لها اليوم السبت 15 أكتوبر 2022،  المشاركين في المسيرات الاحتجاجية اليوم السبت إلى التحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن كلّ مظاهر التشنج والفوضى حفاظا على السلامة البدنية للمواطنين عامّة والمشاركين خاصة.

ونفت الوزارة في بلاغها وجود تعطيل لوسائل النقل أو التضييق على المشاركين، وأكدت في ذات السياق أنّ وحداتها الأمنية تعمل على الحفاظ على الأمن والنظام العام في إطار عملها العادي وتطبيق القانون وذلك من حيث الإجراءات والرقابات الترتيبية على الأفراد ووسائل النقل ووثائق الجولان .

وأعلنت الوزارة إيقاف وحجز 7 حافلات سياحية مخالفة بكلّ من المهدية (02)، الحمامات(01)، المرازقة(01)، منزل تميم(01)، مرناق(01) وبوعرقوب(01) وذلك بسبب مخالفات مختلفة على غرار عدم التحوز على بطاقة رمادية ورخصة جولان وانتهاء صلوحية البطاقة المهنية أو استعمال رخص سياقة معلقة بالنسبة لسائقي الحافلات.