مرآة تونس- أصبحت مشاركة المنتخبات العربية في مونديال قطر 2022 لكرة القدم هي أفضل مشاركاتها في تاريخ النهائيات من حيث عدد الانتصارات في نسخة واحدة،  بعد تغلب تونس على فرنسا  الأربعاء في الجولة الثالثة والأخيرة لحساب المجموعة الرابعة من الدور الأول.

وبلغ عدد انتصارات المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في مونديال 2022 ثلاثة انتصارات، وهو ما لم يتحقق في تاريخ البطولة منذ أول نسخة في 1930.

وحققت السعودية مفاجأة مدوية بفوزها على الأرجنتين بطلة 1978 و1986 المعززة بنجمها ليونيل ميسي، وذلك بنتيجة 2ـ1 ضمن افتتاح المجموعة الثالثة، لتصبح أول منتخب آسيوي يتغلّب على "ألبيسيلستي" في تاريخ النهائيات.

وبعدها، نجح المغرب بالتفوّق على بلجيكا ثالثة مونديال 2018 والمصنفة ثانية عالميا بنتيجة هدفين دون رد، ليضع قدما في ثمن النهائي.

انتصار تاريخي وفرحة غير مكتملة

ومساء الأربعاء، حقق منتخب تونس على ملعب المدينة التعليمية فوزا تاريخيا على فرنسا حاملة لقب النسخة الماضية بهدف دون رد سجله وهبي الخزري، لتنضم بذلك إلى قائمة المنتخبات الفائزة على أصحاب الأوزان الثقيلة.

لكن فرحة التونسيين لم تكتمل، لأن أستراليا حصدت نقطتها السادسة بفوزها على الدانمارك وحلّت وصيفة في مجموعتها على حساب "نسور قرطاج" الذين ودّعوا دور المجموعات للمرة السادسة في 6 مشاركات، لكنهم حققوا للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتهم 4 نقاط في الدور الأول.

ولئن غادرت ثلاثة منتخبات عربية سباق كأس العالم منذ الدور الأول من النهائيات، فإنها حققت أرفع حصيلة انتصارات بينما بقي المنتخب القطري -مستضيف البطولة- المنتخب العربي الوحيد الذي لم يهتد إلى الفوز في مبارياته الثلاث من دور المجموعات.

وكانت المنتخبات العربية حققت فوزين في نسخة 1982، عندما تخطت الجزائر ألمانيا الغربية 2-1 في مباراة تاريخية وتشيلي 3-2، قبل أن تودّع بمؤامرة بين ألمانيا والنمسا.

وفي نسخة 1994 حققت السعودية الإنجاز ذاته، بعد تغلبها على المغرب 2-1 وبلجيكا 1-0 بهدف شهير لسعيد العويران، كما سجلت الكرة العربية في النسخة الماضية "روسيا 2018" انتصارين اثنين مع فوز السعودية على مصر 2-1 وتونس على بنما بالنتيجة ذاتها.

فرصة تاريخية أمام المغرب

وبمقدور المنتخبات العربية زيادة غلتها، عندما يلعب المغرب مع كندا الخميس في الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة الخامسة، علما بأنه مرشح قوي لتخطي دور المجموعات وخوض ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986، خصوصا بعد أن حقق تعادلا وفوزا أمام وصيف وثالث مونديال روسيا 2018 على التوالي، كرواتيا وبلجيكا.

وتُعدّ المشاركة العربية في مونديال 2022 الأوسع في التاريخ من حيث عدد المشاركين، بالتساوي مع 2018 عندما شاركت السعودية ومصر وتونس والمغرب.

ومنذ نشأته في سنة 1930، في أول نسخة احتضنتها آنذاك الأوروغواي، شهد عدد منتخبات كأس العالم تطورا مستمرا، إذ كان عدد المشاركين 13 منتخبا في نسخة 1930، قبل أن يصبح 24، ثم 32 بداية من نسخة 1998، وسيرتفع إلى 48 في نسخة 2026، مما يعني أن المشاركات العربية كانت محدودة في الماضي بسبب المقاعد المحددة لكل قارة، وعدم نيل عدد كبير منها استقلالها.

وغالبا ما كانت المشاركة العربية في كأس العالم توزّع بين منتخب واحد: مصر (1934)، المغرب (1970)، تونس (1978)، الجزائر (2010 و2014)؛ بينما شارك منتخبان في كل من مونديال 1982 (الكويت والجزائر)، و1990 (مصر والإمارات)، و1994 (المغرب والسعودية)، و2002 (السعودية وتونس)، و2006 (السعودية وتونس)؛ وثلاثة في كل من مونديال 1986 في المكسيك (المغرب، الجزائر، العراق)، و1998 في فرنسا (المغرب، السعودية، تونس).

ومن بين جميع المشاركات العربية في كأس العالم، كان المغرب (1986) والسعودية (1994) والجزائر (2014)، هي التي تخطت دور المجموعات نحو ثمن النهائي.

وخسر المغرب بصعوبة أمام ألمانيا الغربية بهدف دون رد في مونديال 1986، بينما خرجت السعودية أمام السويد 1-3 في نسخة 1994، أما الجزائر فغادرت نسخة 2014 أمام ألمانيا (2 ـ1) بعد تمديد الوقت.

المصدر : الجزيرة