post

هل يكون 14 جانفي يوم الحسم؟

تونس الإثنين 10 جانفي 2022

14 جانفي تاريخ ألغاه الرئيس قيس سعيد بتعلة أنه تاريخ "إجهاض الثورة"، لكن هذا التاريخ لم ولن يمحى من ذاكرة كل تونسي، وسيخرج الكثير من التونسيين للاحتفال بهذا اليوم التاريخي، وستؤكد فيه المعارضة دفاعها عن الحرية والديمقراطية.

ودعت تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية (التكتل والجمهوري والتيار) إلى التظاهر بداية من الساعة الثانية بعد الزوال أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة يوم 14 جانفي 2022 .وأوضحت التنسيقية أن دعوتها للتظاهر تأتي احتفالا بعيد الثورة ورفضا للحكم الفردي ودفاعا عن الديمقراطية.

من جهتها، دعت حركة النهضة مناضليها وكل القوى الوطنية السياسية والاجتماعية للمشاركة بقوة في التظاهرات المزمع تنظيمها يوم 14 جانفي 2022 رفضا "للتمشيات الانقلابية" والانتهاكات الجسيمة للحريات والديمقراطية وإحياء لروح ثورة الحرية والكرامة ووفاء لأرواح الشهداء.

كما دعت "المبادرة الديمقراطية" التي تعرف أيضاً بـ"مواطنون ضد الانقلاب"، إلى التظاهر في هذا اليوم التاريخي. ونجحت "المبادرة الديمقراطية" في تجميع قوى سياسية مختلفة على أرضية مشتركة جديدة. وبدأ هذا التوجه يتبلور بوضوح في النقاشات التي شهدها مقر الإضراب عن الطعام (مقر حزب "حراك تونس الإرادة" في العاصمة تونس) على مدى الأيام الماضية.

وتحوّل الإضراب عن الطعام إلى محرك لضغط كبير على الرئيس، خصوصاً بعد الخطأ الذي ارتكبته وزارة الداخلية باختطاف وزير العدل الأسبق، ونائب رئيس حركة النهضة، نور الدين البحيري، وفشلها في تبرير هذه الحادثة. وأثارت هذه الحادثة موجة واسعة من الإدانات الوطنية والدولية، ورفعت من حجم المخاوف بشأن الحريات، ونبّهت إلى المنزلقات الخطيرة التي قد تصل إليها تونس.

وقال التحالف المدني الوطني في صفحته على الفايسبوك "قادمون من أجل استرداد حقوقنا المنهوبة، قادمون من أجل وضع حد للظلم والإستبداد والدكتاتورية، قادمون لوضع حد للمحاكمات العسكرية للمدنيين، اختطافات قسرية، تعنيف وزج بالسجون بدون تهم، قادمون لأجل الحرية والديمقراطية و مستقبل اطفالنا واحفادناِ. يا أحرار تونس يوم 14 جانفي، شارع الثورة يرحب بكم من اجل مستقبل بدون الاستبداد والدكتاتورية، من أجل مستقبل أفضل لتونس وشعبها".

وطلبت منظمة "أوفياء" لعائلات شهداء الثورة وجرحاها، من رئيس الجمهوريّة، قيس سعيّد، "الرّجوع إلى مسار الثورة الحقيقي". كما عبّرت عن "رفضها القطعي حالة الارتجال والانفراد بالرّأي في ما يتعلّق بالثورة وإلغاء مؤسّساتها وتوجيه أهدافها، وصولا إلى إلغاء عيدها الرّمزي أي يوم 14 جانفي"، ودعت "كل الأوفياء، إلى النزول يوم 14 جانفي 2022 في ذكرى الثورة، لإنقاذ تونس من العبث".

ويُذكر أن قيس سعيّد كان أصدر يوم 7 ديسمبر 2021، أمرا رئاسيا، غيّر بمقتضاه تاريخ عيد الثورة التونسية، ليصبح يوم 17 ديسمبر، عوضا عن 14 جانفي من كل سنة، وهو ما أثار غضب الكثير من المنظمات ومكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية واعتبروه "تلاعبا بالتاريخ وتهميشا ليوم مفصليّ في تاريخ تونس الحديث".

ويشار إلى انه تم يوم 17 ديسمبر 2021 منع عدد من التونسيين من التظاهر أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة وذلك من قبل الوحدات الأمنية.

من جهة أخرى، قدّمت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا خلال اجتماعها أمس الأحد، عددا من المقترحات، من بينها فرض حظر التجول الليلي ومنع جميع التجمعات وذلك لمدة 3 أسابيع.

واعتبر كثيرون أن هذه المقترحات جاءت تحت الطلب لمنع التظاهر يوم 14 جانفي الجاري، فهل تقبل الحكومة بمقترحات اللجنة العلمية أم أن 14 جانفي سيكون يوما مفصليا؟

الثور-التونس-2.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً