post

بعد قطيعة استمرت 10 سنوات.. وفد من حركة حماس يلتقي الرئيس السوري في دمشق

سياسة الخميس 20 أكتوبر 2022

التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، أمس الأربعاء، وفدا من ممثلي الفصائل الفلسطينية بينهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية.

وفي تطوّر تأمل الحركة أن "يطوي صفحة" الماضي، وصل وفد قيادي من حركة حماس يضم رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، والقيادي أسامة حمدان، الأربعاء، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة هي الأولى منذ مغادرة الحركة دمشق قبل أكثر من عشر سنوات.

وجاءت زيارة وفد من حماس إلى دمشق بعد توقيع الفصائل الفلسطينية الخميس الماضي، اتفاق مصالحة في الجزائر تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام.

وأوضحت القوى والفصائل الفلسطينية في بيانٍ لها بعد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، الأربعاء، أن "خيار المقاومة هو السبيل الأوحد لاستعادة الحقوق".

لقاء تاريخي

وأكدت حركة حماس الفلسطينية من دمشق الأربعاء، استئناف علاقتها مع السلطات السورية، إثر لقاء وصفته بـ"التاريخي" مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع واستمرت أكثر من عشر سنوات.

وكانت حماس، التي تدير قطاع غزة المحاصر، تُعد من أوثق الحلفاء الفلسطينيين للأسد. وجعلت من دمشق مقرا لها في الخارج طوال سنوات، قبل أن تنتقد قمع السلطات للاحتجاجات التي عمّت البلاد بدءا من منتصف مارس 2011.

وأكد الحية في مؤتمر صحفي عقده من دمشق، أن "سوريا مازالت داعمة لقضية شعبنا وسنطوي كل الصفحات الماضية". وأضاف: "اللقاء مع الرئيس الأسد كان دافئا وقد أبدى تصميمه على تقديم كل الدعم من سوريا للشعب الفلسطيني ومقاومته". وتابع: "نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".

وأشار إلى أنه أكد للأسد أن حركته مع سوريا ووحدة أراضيها ودولتها الواحدة وأنها ضد أي عدوان يستهدفها. وتابع: "نحن نطوي أي فعل فردي لم تقره قيادة حماس واتفقنا مع الرئيس الأسد على طي صفحة الماضي"، وشدد على أن قرار إعادة العلاقة مع سوريا جاء بإجماع قيادة الحركة وبقناعة.

وقال: "نستأنف حضورنا في سوريا والعمل معها دعما لشعبنا ولاستقرار سوريا.. وسنتابع مع المسؤولين السوريين ترتيبات بقاء حماس في سوريا". واعتبر أن اللقاء مع الرئيس الأسد دليل على أن روح المقاومة في الأمة تتجدد. وأكد أن حركته لم تسمع من أي دولة أبلغتها بقرار العودة إلى سوريا أي اعتراض، بما في ذلك قطر وتركيا.

من جهته، الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم في تصريح صحفي، إن حماس "مهتمة بتعزيز وتطوير علاقتها مع سوريا (في إشارة إلى النظام)، وهناك خطوات جديدة في هذا الإطار". وأشار إلى أن حركته كانت "تربطها علاقات متطورة مع دمشق، إلا أنها تراجعت في ظل الأحداث التي عصفت بالمنطقة عام 2012".

دعم المقاومة

وفي وقت لاحق، أفادت الرئاسة السورية عن استقبال الأسد وفدا ضمّ قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، وجرى النقاش حول نتائج "حوارات المصالحة في الجزائر".

ونقلت عن الأسد تأكيده أمام الوفد أنه "على الرغم من الحرب التي تتعرض لها سوريا، إلا أنها لم تُغير من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال".

ولم يتطرق البيان إلى عودة حماس إلى دمشق، لكن الرئاسة نشرت صورا ظهر الأسد في إحداها وهو يسير جنبا إلى جنب مع الحية، وهما يتبادلان أطراف الحديث.

طيّ صفحة الماضي

وتوترت العلاقات تدريجيا بين الطرفين إثر اندلاع النزاع في سوريا. وغادر قياديو الحركة وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي السابق في الخارج خالد مشعل دمشق في فيفري 2012، وأغلقت الحركة كافة مكاتبها وأوقفت أنشطتها فيها.

وجاءت زيارة وفد حماس إلى دمشق بعد إعلان قيادتها الشهر الماضي رغبتها باستئناف العلاقات مع دمشق، على ضوء "التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا"، في إشارة ضمنية - وفق محللين- إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين عدد من الدول العربية وإسرائيل واستئنافها بين إسرائيل وتركيا التي لجأ إليها عدد من قياديي حركة حماس بعد خروجهم من سوريا.

وتأتي الزيارة في وقت برزت مؤخرا مؤشرات عن تقارب محتمل بين سوريا وتركيا، إثر تصريحات لمسؤولين أتراك دعت إلى "مصالحة" بين النظام السوري والمعارضة التي تعد أبرز داعميها، في تحوّل بارز في موقفها المعارض منذ بداية النزاع.

كما شهدت السنوات الماضية استئنافا للعلاقات بين سوريا ودول عربية أخرى، على رأسها الإمارات العربية المتحدة بعد قطيعة على خلفية النزاع.

وساطة لبنانية

وكانت حركة حماس أعلنت في 2017 فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، المحظورة في سوريا منذ الثمانينات، والتي تعد من أبرز مكونات المعارضة السورية إثر اندلاع النزاع. واضطلع حزب الله اللبناني بدور الوسيط بين حركة حماس والسلطات السورية، وفق ما قال مسؤولون في حزب الله والحركة في تصريحات صحفية.

وحافظت الحركة على علاقة جيدة مع حزب الله، المدعوم من طهران. ورغم خلافه معها حول موقفها من دمشق، لطالما اعتبرها جزءا من "محور المقاومة" الذي يضم أيضا دمشق وطهران وفصائل عراقية وحركة أنصار الله الحوثية في اليمن.

مكانة سوريا عربيا

ويشار إلى أن حركة حماس، نشرت الخميس 15 سبتمبر 2022، بيانا أدانت فيه العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا، وأعلنت أنها تتطلع إلى عودة مكانة ودور الأخيرة عربيا وإسلاميا.

وأضافت أن بيانها يأتي في ظل "ما يجري في المنطقة من تطورات خطيرة تمسّ بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، أبرزها مظاهر التطبيع ومحاولات دمج العدو الصهيوني ليكون جزءا من المنطقة". ويعد هذا البيان الأول الذي يصدر عن الحركة، منذ الأنباء التي أفادت آنذاك ببدء مفاوضات بينها وبين النظام السوري لعودة العلاقات بينهما.

وقالت الحركة بما يتعلق بسوريا: "ندين بشدة العدوان المتكرر على سوريا، وخاصة قصف مطاري دمشق وحلب مؤخرًا، ونؤكد وقوفنا إلى جانب سوريا الشقيقة في مواجهة هذا العدوان".

وجاء في بيانها أيضا: "نعرب عن تقديرنا للجمهورية العربية السورية قيادة وشعبا؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونتطلع إلى أن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية". وقالت: "ندعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها".

وجاء بيان الحركة في وقت أجرى فيه وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة برئاسة إسماعيل هنية زيارة إلى موسكو حليفة النظام السوري، إلا أن الحركة لم تعلق بشكل مباشر حينها بشأن الأنباء عن بدء مفاوضات مع دمشق لعودة العلاقات بينهما.

استئناف العلاقة

ويذكر أن حركة حماس قررت خلال جوان 2022، استئناف علاقاتها مع النظام السوري، بعد عشر سنوات من مغادرة الحركة للعاصمة السورية دمشق، على خلفية معارضة قمع بشار الأسد الاحتجاجات في البلاد.

وقال مسؤول بالحركة في تصريح صحفي، الثلاثاء 21 جوان 2022، إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك". وأفاد مسؤولان بالحركة بأن حماس "اتخذت قرارا بالإجماع لإعادة العلاقة مع سوريا"، فيما لم يصدر أي تعليق من قبل النظام السوري آنذاك.

لقاء-1.jpg

You might also like!