post

ألمانيا تعتذر لقطر عن تصريحاتها بشأن استضافة الدوحة لكأس العالم

رياضة الأربعاء 02 نوفمبر 2022

أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، المسؤولة أيضاً عن الشؤون الرياضية، في ختام زيارة إلى الدوحة، أمس الثلاثاء، أنّها ستعود إلى قطر لحضور المباراة الأولى لمنتخب بلادها في كأس العالم لكرة القدم، في 23 نوفمبر الحالي، وأكدت أنها حصلت على "ضمانات أمنية" لجميع المشجعين.

والتقت فيزر في الدوحة رئيس الوزراء، ووزير الداخلية القطري، الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بيرند نويندورف ومسؤولين في اتحادات نقابية، وآخرين من منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وشدد وزير الداخلية القطري خلال اللقاء، على ضرورة تصحيح المعلومات المغلوطة حول وضع العمالة وحقوق الإنسان في قطر، التي أسهمت في نشرها حملة مضللة ممنهجة تستهدف بلاده.

دعم قطر

فيما أعربت وزيرة الداخلية الألمانية من جانبها عن أسفها حيال التصريحات التي أدلت بها مؤخراً بشأن استضافة قطر لبطولة كأس العالم، وأكدت أن استعدادات قطر لاستضافة البطولة، والإصلاحات الشاملة والمستدامة التي طبقتها في مجال حقوق العمالة الوافدة محل إشادة وتقدير.

وقالت فيزر لشبكة "إي آر دي" التلفزيونية العامة "من المهمّ دعم قطر في إصلاحاتها الحاسمة للمستقبل. لهذا السبب، قرّرت دعم هذا المسار، والذهاب إلى هناك لحضور المباراة الأولى لألمانيا، التي تخوضها مع اليابان.

وأضافت "سندعم أيضاً الإصلاحات في قطر بعد كأس العالم، حتّى يستمرّ تحسّن الواقع اليومي للعمّال المهاجرين، وأوضاع حقوق الإنسان".

وقالت فيزر في بيان إنّ "كلّ الناس، بغضّ النظر عن المكان الذي أتوا منه، وعمّن يحبّونه، وعمّا يؤمنون به، يجب أن يكونوا آمنين في المونديال. يجب أن يشعر كلّ مشجّع بالحرية وبقدرته على التنقّل بأمان". وأضافت "لقد أعطاني رئيس الوزراء هذا الضمان الأمني".

استدعاء السفير

وكانت قطر استدعت الجمعة الماضي، سفير ألمانيا في الدوحة احتجاجا على تصريحات "غير مقبولة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري"، أدلت بها وزيرة ألمانية بشأن بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها الأولى في غضون 3 أسابيع.

وذكرت الحكومة في بيان، أن "وزارة الخارجية استدعت (...) سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية، أعربت فيها عن خيبة أمل دولة قطر ورفضها التامّ وشجبها لتصريحات" وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر بشأن استضافة قطر للمونديال.

وأضافت أنّ الأمين العام للوزارة، أحمد بن حسن الحمادي، سلّم هذه المذكرة الاحتجاجية للسفير الألماني، وطالب "بتوضيحات بشأن هذه التصريحات".

وأتى ردّ الفعل القطري غداة قول فايسر في مقابلة تلفزيونية بثّت، الخميس الماضي، إنّ استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة للحكومة الألمانية "صعبة للغاية"، وشدّدت على أنّ "هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول".

كما قالت الوزيرة الألمانية في تصريح آخر إنّه "في ما يخصّ الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل، يجب أن نتأكّد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الإنسان".

وهذه أول مرة تستدعي فيها الدوحة سفيرا احتجاجا على تصريح لمسؤول في بلده بشأن استضافتها المونديال.

انتقادات لاذعة

ومنذ أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم حقّ استضافة المونديال إلى قطر عام 2010، تتعرّض الدولة العربية الأولى التي تستضيف الحدث الرياضي العالمي، لانتقادات لاذعة على خلفية طريقة تعاملها مع العمّال المهاجرين وحقوق المثليين والنساء فضلًا عن تكييف الملاعب.

وشدّدت مذكرة الاحتجاج القطرية على "رفض دولة قطر التام لهذه التصريحات بحقّ دولة تمثّل استضافتها لبطولة كأس العالم انصافا لمنطقة ظلّت تعاني من صورة نمطية ظالمة لعقود".

كما استغربت المذكرة إدلاء الوزيرة الألمانية بهذه التصريحات "قبل زيارتها الرسمية للدوحة الأسبوع المقبل"، واعتبرت أنّ هذا الأمر "يخالف الأعراف والتقاليد الدبلوماسية".

ونقل البيان عن ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، قوله إنّ تصريحات الوزيرة الألمانية "مرفوضة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري". وشدّد الأنصاري على أنّه "ليس مقبولا تسجيل الساسة مواقف للاستهلاك المحلي على حساب علاقات بلدانهم مع الدول الأخرى".

حملات تشويه غير مسبوقة

والثلاثاء الماضي، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الشورى، إن بلاده تعرّضت، منذ فوزها بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم، لحملات تشويه غير مسبوقة لم يتعرّض لها أي بلد مستضيف. وأشار إلى أنه "تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل واعتبرنا بعض النقد إيجابياً ومفيداً يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير".

وأضاف أمير قطر في كلمته: "ولكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمّن افتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعلت الجميع يتساءل عن الدوافع والأسباب الحقيقية من وراء هذه الحملة".

وأكد الشيخ تميم أن بلاده سوف تواصل تعزيز مصادر قوتها، وبناء قدراتها في مجالات مثل الإعلام المهني، والتعليم العالي، وإنتاج المعرفة، والاستثمار، والوساطة لحل الصراعات بين الدول، واستضافة المناسبات العالمية الكبرى.

الغطرسة الألمانية تجاه قطر

وهاجم وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل الانتقادات التي صدرت من ألمانيا حول قطر قبيل استضافة كأس العالم 2022، وأشار إلى أنها تأتي في وقت تشيد فيه الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية بالإصلاحات التي حققتها قطر.

وانتقد غابرييل في تغريدة له على "تويتر"، السبت الماضي، "الغطرسة الألمانية تجاه قطر"، وأكد أن "التقدم لا يأتي بين ليلة وضحاها.. استغرق من ألمانيا عقوداً حتى تصبح دولة ليبرالية"، وأضاف "والدتي كانت بحاجة إلى إذن زوجها للعمل، فيما كانت المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون حتى عام 1994".

قطر-لمانا.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً