post

أوّل تغريدة في التاريخ عن طريق الدماغ!

تكنولوجيا الأحد 02 جانفي 2022

"لا داعي لضربات المفاتيح أو الأصوات (الكتابة على لوحة المفاتيح). لقد كتبت هذه التغريدة فقط من خلال التفكير فيها"، تغريدة تاريخية، تشكّل ثورة في عالم التكنولوجيا، نشرت عن طريق "التفكير المباشر"! 
فما معنى ذلك؟ 
"فيليب أوكيف"، أسترالي يبلغ من العمر 62 عاما، تم تشخيصه بمرض ALS الذي جعله غير قادر على تحريك أطرافه العلوية في عام 2015. سجّل اسمه في التاريخ كأول شخص يكتب تغريدة عن طريق عقله مباشرة، وذلك من خلال استخدام عملية زرع بسيطة في الدماغ، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Daily Express البريطانية، الثلاثاء 28 ديسمبر 2021. وأنشئت هذه التقنيّة شركة "سينكرون" الأمريكية، وهي شركة ناشئة للتكنولوجيا العصبية. 
وقال أوكيف: "عندما سمعت عن هذه التكنولوجيا للمرة الأولى، عرفت أنّها يمكن أن تعيد لي بعضاً من استقلاليّتي". واعتبر أن النظام مذهل، وشبّهه بتعلم ركوب الدراجة، حسب تعبيره. 
وأضاف الأسترالي الستيني: "يتطلب الأمر تدريباً، ولكن بمجرد أن تتدحرج، يصبح الأمر طبيعياً". وأشارت الصحيفة إلى أنه ما على أوكيف إلّا التفكير في المكان الذي يريد النقر فوقه على الكومبيوتر ليقوم بمهامه. إذ يقول: "الآن أفكر في المكان الذي أرغب في النقر عنده في الحاسوب فحسب، ويمكنني إرسال رسائل البريد الإلكتروني، واستخدام الخدمات المصرفية، والتسوق، ويمكنني الآن مراسلة العالم عبر تويتر". 
وكان هدف أوكيف من التغريدة مشاركة تجربته في استعادة بعض من اعتماده على نفسه وتقديم الإلهام للمستقبل، قائلاً: "آمل بأن أمهد الطريق للناس للتغريد من خلال أفكارهم". فبعد مشاركة التغريدة الأولى عبر واجهة كمبيوتر دماغية طورتها شركة "سينكرون"، مستخدما وسم #HelloWorldBCI (مرحباً أيها العالم، هذه واجهة الدماغ والحاسوب)، نشر أوكيف سبع تغريدات أخرى، رداً على أسئلة مستخدمي تويتر. 
وتم زرع جهاز "ستنترود" لأول مرة في أفريل 2020 بعد أن تدهورت حالة "أوكيف" حيث لم يعد قادراً على الانخراط في العمل أو أي أنشطة أخرى بالاعتماد على نفسه. وقد تم إدخال هذا الجهاز عبر الوريد الوداجي لتجنب جراحة الدماغ، ومنذ ذلك الحين أصبح "أوكيف" قادراً على إعادة الاتصال عبر البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى لعب ألعاب بسيطة تعتمد على الكمبيوتر مثل لعبة الورق "سوليتير". 
وعن هذا الإنجاز التاريخي، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "سينكرون"، أوكسلي: "هذه التغريدات المسلية في العطلات تشكل في واقع الأمر لحظة مهمة في مجال واجهات الدماغ والحاسوب المزروعة". مضيفا: "إنها تسلط الضوء على الارتباط والأمل والحرية التي تمنحها واجهات الدماغ والحاسوب إلى أشخاص مثل فيليب، الذين جُردوا من كثير من استقلاليتهم في أداء الوظائف (الجسدية) بسبب الشلل المضني". 
وختم أوكسلي حديثه بتطلّعه إلى تقديم واجهة الدماغ والحاسوب الخاصة بشركتهم في أول دراسة على البشر في الولايات المتحدة خلال العام القادم.
 

galleries/ول-تغرد-ف-التارخ-عن-طرق-الدماغ.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً