post

إنتخابات لبنان : هل يصبح التوافق الحل الوحيد في ظل تشتت الأصوات

سياسة الثلاثاء 17 ماي 2022

 

وسط انهيار اقتصادي ،بات معه أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو 30%، حيث أنها جاءت بعد نحو عامين على انفجار الرابع من أوت 2020 الذي دمر جزءا كبيرا من بيروت وأودى بأكثر من مئتي شخص وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين، أعلنت وزارة الداخلية عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية والتي شكلت خسارة حزب الله وحلفاؤه من تيار 8 آذار الأكثرية النيابية (التي حضوا بها طيلة سنوات) صدمة للبعض وإنتصار لل الشرائح التي تنادي بتغيير المشهد السياسي.

ويعتبر المستقلّون الـ13 الذين حصدوا مقاعد بالبرلمان من الوجوه الجديدة ولم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية، ومن شأن وصولهم للبرلمان أن يسمح لهم بأن يشكلوا مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية كتلة موحدة في البرلمان

المجلس النيابي الذي دأب على ترأسه نبيه برّي (حرة أمل الشيعية) مركب ومعقد ،ولم يعد فيه لأي فريق نيابي الأكثرية، إذ باتت قوى 8 آذار عمليا بلا أغلبية كما كانت عليه الحال طيلة السنوات الماضية، وكذلك قوى 14 آذار.

الخطير هو التشتت الذي قد يجابهه المستقلون ويعجزون عن تكوين كتلة نيابية مؤثرة، كل ذلك يضاف إليه التأثير والتجاذب المنتظر من الأحزاب والكتل النيابية الخاسرة لمقاعدها.

لكن المتغير الأساسي الذي أفرزته الانتخابات اللبنانية هو أنه باتت هناك قوة ثالثة (من المجتمع المدني) إن تمكنت من التوحد في كتلة واحدة دون أن تفرق بينها الاختلافات الأيديولوجية، فستكون قادرة على مساءلة الحكومة بشكل مستمر، مما قد يربك عمل الأحزاب التقليدية التي تحكمت في المسار السياسي للبنان منذ الحرب الأهلية.

ويعتبر فشل الثنائي الشيعي (حزب الله - أمل) من المحافظة على أرقام سنة 2018 نتيجة مباشرة لإحتجاجات اللبنانيين منذ مايقارب سنتين إذ وصلت نسبة الاقتراع إلى نحو 42 بالمئة، بتراجع بنحو 8 نقاط عن العام 2018 وهو مايفسّره المتابعون بتراجع حماسة الناخب التقليدي لهذه الأحزاب.

وفي تصريح لمحمّد رعد رئيس كتلة " الوفاء للمقاومة " التابعة لحزب الله وإعتبره العديد بمثابة تهديد في كلمة ألقاها بعد التصريح بالنتائج "انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم"، مضيفا "لا تكونوا وقودا لحرب أهلية".

في المقابل قال الناشط السياسي المعارض جيلبير ضومط "نتيجة هذه الانتخابات بداية لترجمة ثورة 17 أكتوبر( تشرين الأول).. فلنترجم نشوة الفرح لوضع الأسس الجديدة لبناء الدولة وتحقيق تغيير جذري بأدائها وتظهير نموذج حديث لمعنى المسؤولية السياسية".

وبين متفائل ومتشائم سيبقى الملف الاقتصادي هو أساس العمل السياسي والذي قد يفرض على الجميع توافقات تفرضها انتظارات المواطن اللبناني

حسب نتائج هذا المشهد المتغيّر لم يبق لحزب الله إلا تأكيد استراتيجيته التقليدية والبحث عن توفقات ضرورية قد يفرضها الانهيار المتسارع للاقتصاد اللبناني.

لبنان.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً