في إطار سياسة التقشف التي اتبعها رئيس الجمهورية قيس سعيد، دفع المواطن الثمن ولا يزال يدفع خاصة بانتهاج سياسة الترفيع في الأسعار.

وهذه الزيادة في الأسعار شملت أيضا أسعار العمرة، حيث قال رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر عطوش إنّه تمّ تحديدها بين أربعة آلاف وخمسة آلاف دينار للعمرة العادية وبين سبعة آلاف وتسعة آلاف دينار للعمرة المميزة.

ورجّح عطوش انطلاق رحلات العمرة في نهاية ديسمبر الجاري، وأشار إلى أنّ وكالات الأسفار في انتظار المصادقة على العقود مع السلطات المختصّة، وبيّن أنّ اتمام هذا الإجراء الإداري قد لا يتجاوز الأيام القليلة المقبلة. وأوضح أنّه سيتم نشر قائمة وكالات الأسفار المتعاقدة خلال الأيام المقبلة.

وبخصوص تحديد الأسعار، كشف عطوش أنّ العمرة هذا الموسم ستكون مختلفة نظرا للبروتوكولات الصحية المفروضة في النزل بالسعودية ولم يعد هناك حديث عن غرف جماعية وإنما اصبحت ثنائية أو فردية ما يجعل تسعيرة الاقامة ترتفع، إضافة الى ارتفاع تسعيرة النقل البري الذي يشتغل بنسبة 50 بالمائة من طاقة استيعابه، وضرورة القيام بـ4 تحاليل كورونا ''بي سي آر''. وتابع: ''كل ما سبق يجعل تسعيرة العمرة هذا الموسم تفوق الـ4 الاف دينار والأمر عادي جدا".

وفي علاقة بالمعتمرين الذين دفعوا أموالهم قبل تأجيل العمرة بسبب كورونا، أوضح عطوش، أنّ اجراءات استرجاع الأموال من الطرف السعودي معقدة وتتطلب وقتا. وأكد في هذا الاطار أن اغلب الوكالات استرجعت اموالها وان اغلب المعتمرين استرجعوا اموالهم ما عدا قلة قليلة، رغم ان العملية مكلفة لوكلاء  الاسفار، الذين يسعون إلى ايجاد حل مع البنك المركزي.

ويذكر أن موسم العمرة انطلق بالنسبة إلى كل البلدان باستثناء تونس التي لم ينطلق فيها الموسم إلى حد اللحظة. وقررت السعودية وضع شروط جديدة على أداء مناسك العمرة.

وبيّن عطوش أنه بالنسبة إلى التونسيين الراغبين في الذهاب إلى العمرة يقتضي عليهم الخلاص المسبق لتكاليف العمرة من خلال فتح حساب مالي في السعودية عن طريق الوكيل السعودي وتحويل المبالغ المالية مسبقا قبل أداء العمرة خلافا لما كان معمول به.

وأضاف عطوش أن هذه الإجراءات السعودية جديدة على تونس فقط لأنها معمول بها من قبل عدة بلدان وهي تندرج في إطار سعي السعودية للإنخراط في المنظومة الإلكترونية وخلاص عمليات أداء العمرة عن طريق تحويلات بنكية من بلد المنشأ إلى دولة الخدمات. وأكد أن المعتمر أصبح مطالبا بالخلاص المسبق لكافة متطلبات ومصاريف رحلته.

ويذكر أيضا أن المتطوع في الحملة التفسيرية للرئيس سعيّد، قيس القروي طالب بمنع الحج والعمرة لمدة عامين، وبرر ذلك بتوفير العملة الصعبة. فهل يمكن القول إن سعيد استجاب للقروي بطريقة غير مباشرة بما أن المواطن العادي لن يقدر عن توفير هذه المبالغ؟