post

اتحاد الشغل بقابس يرفض الوالي الجديد

تونس الخميس 09 جوان 2022

عبر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس، عن رفضه ما وصفها بـ"التعيينات غير المدروسة على رأس هرم السلطة الجهوية بولاية قابس"، وذلك على خلفية التعيين الأخير على رأس الولاية بقرار من الرئيس قيس سعيّد.

وسجل الاتحاد، في مراسلة وجهها إلى رئيسة الوزراء نجلاء بودن ونشر نسخة منها على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، أمس الأربعاء، ما اعتبره "انعدام التجربة في التسيير الإداري في حجم المسؤول الأول بالجهة"، محملًا إياها المسؤولية عن كل ما ينجر من تداعيات لهذه التسميات "غير المدروسة"، وفق توصيفه.

وشدد على أن "جهة قابس تعاني من تراكم الملفات على المستوى البيئي والصحي وتفاقم نسبة البطالة وتردي البنية التحتية، على الرغم مما تمثله من ثقل اقتصادي واجتماعي"، حسب ما ورد في نص المراسلة.

ويذكر أن رئاسة الجمهورية أعلنت، الاثنين 6 جوان 2022، عن تعيينات جديدة في صفوف ولاة بـ13 ولاية بقرار من قيس سعيّد، من بينها قابس. وعيّن سعيّد على رأس ولاية قابس مصباح كردمين.

وأعلنت الرئاسة أن 12 من الولّاة الجدد أدوا، أمس الأربعاء، اليمين أمام الرئيس قيس سعيّد بقصر قرطاج، ما عاد والي سوسة الجديد.

ويشار إلى أن ولاية قابس بلا والٍ منذ 8 أشهر، إذ كان سعيّد أصدر، في 8 أكتوبر 2021، أمرًا رئاسيًا يقضي بإقالة والي قابس السابق المنجي ثامر، دون توضيح أسباب ذلك.

"شيخ المعطّلين" واليا لسيدي بوزيد

وفي سياق متصل، ضجّ موقع فايسبوك بتناقل صورة "سيلفي" للوالي الجديد على سيدي بوزيد، عبد الحليم حمدي، الذي كان التقطها لنفسه سابقا، قبل أن تشمله الحركة التي أجراها الرئيس قيس سعيّد في سلك الولاة.

واحتفى عدد من رواد فيسبوك بقرار تعيين حمدي واليا لسيدي بوزيد، لأنه ينحدر من وضعية اجتماعية متواضعة وقريبة من أبناء الشعب البسطاء ويحمل همّ قضية المعطلين عن العمل، في حين أبدى آخرون تحفّظهم على هذا التعيين كون حمدي يفتقر إلى الخبرة الإدارية التي يتطلبها منصب الوالي.

ويشارك حمدي -منذ تخرجه عام 2000- في الاختبار السنوي الوطني "الكاباس" للانتداب في الوظيفة العمومية، من دون أن يحالفه الحظ، حتى عُرف بـ"شيخ المعطّلين" كما يلقبه أبناء منطقته، وهو ما جعله يلجأ إلى العمل منذ سنوات في ورشات البناء.

دولة عاجزة

وانتقد العديد تعيين حمدي على رأس ولاية سيدي بوزيد لافتقاره إلى التجربة والخبرة في العمل الإداري، إذ يرون أن اختياره تم على أساس "الولاءات"، لا غير.

وقالت الناشطة الحقوقية والمنسقة المحلية لوزارة حقوق الإنسان، آمنة زويدي، إن حمدي وقف مع المعطلين عن العمل، كونه واحدا منهم، عندما كان في التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية، "لكن تم تعيينه في أكبر ولاية مليئة بالفساد والدولة عاجزة عن تشغيل أي أحد أو إحداث أي مشروع تنمية فيها".

وأكدت زويدي في تصريح صحفي، أن كثيرين في سيدي بوزيد ضد قرار تعيينه، وأن المستبشرين به هم من أقاربه بمنطقتي منزل بوزيان والمكناسي التي ينحدر منها، ولكنها حذّرت من إنه "قادم على لوبيات كبيرة".

وشددت الناشطة على أن حمدي "وقف إلى جانبها في مسيرتها النضالية"، غير أنها تساءلت "ماذا سيضيف في وضع متأزم وبلاد مفلسة، هل في تهدئة أهالي المكناسي وبوزيان الذين يحبونه؟".

وأشارت إلى أن حمدي كان يندد بممارسات الحكومات السابقة، غير أنه رأى البديل والتغيير في حكومة سعيّد "وهو الآن اختار السلطة"، لذلك صار "مطالَبا بالعمل وبتطبيق ما كان ينادي بها".

ولفتت زويدي إلى حجم المسؤولية الكبيرة التي تنتظره، وقالت "هو اختار السلطة وسيكون الطرف الذي سيحصل معه الصدام والمطالبة بحقوقنا المنهوبة منذ 60 سنة"، حسب قولها.

من جهتها، علّقت الصحفية أسماء البكوش على قرار تعيين حمدي وكتبت "بعد 22 سنة بطالة أول عمل يحصل عليه والي، هنيئا له، وإن شاء الله المعتصمين والذين يحرقون الإطارات ويغلقون الطرقات، ومن كان يقودهم، لا يتحولون إلى ملثمين وعدد من العابثين بأمن الوطن". وقالت "إن شاء الله، نراه يجد حلولا لكل العاطلين والعطشانين والفقراء والمحرومين".

inbound1863660518063049680.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً