أوردت وزارة الصحة، في بلاغ لها مساء أمس الثلاثاء، أنها سجلت مؤخرًا ارتفاعًا طفيفًا في نسبة حاملي فيروس كورونا وخاصة الأفراد الذين لم يستكملوا التلقيح (27 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن).

ودعت وزارة الصحة في هذا الإطار، إلى ارتداء الكمامة في الفضاءات المغلقة، والحرص على عمليات التلقيح والتطعيم بجرعات تعزيز المناعة توقيًا من فيروس كورونا، وخاصة لكبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة، والذين تجاوز تاريخ تطعيمهم بآخر تلقيح 6 أشهر.

وشدّدت الوزارة على ضرورة تهوئة الفضاءات المغلقة، مع مواصلة العمل بالإجراءات نفسها التي أعلنت عنها سابقًا بتاريخ 10 جوان الجاري بالنسبة إلى الوافدين على تونس.

عودة انتشار الفيروس

وكان مدير معهد باستور ورئيس اللجنة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، الهاشمي الوزير، أفاد بأن هناك بداية عودة انتشار لفيروس كورونا وأن هناك موجة صغيرة بصدد الارتفاع شيئًا فشيئًا.

وذكر الوزير، في تصريح إذاعي، أمس الثلاثاء 21 جوان، أنه تم تسجيل عدد مرتفع من الإصابات بفيروس كورونا في ولايات تونس الكبرى، على حد قوله، واستطرد أن الحالات المسجلة بشكل عام بسيطة وليست ذات خطورة.

وأشار رئيس اللجنة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا إلى أن "التلقيح يبقى جزءًا من الحل للحماية من العدوى بالفيروس، خاصة بالنسبة إلى الذين لديهم نقصًا في المناعة أو يشكون من أمراض مزمنة"، وأوضح أن عدد المقبلين على التلقيح ضئيل جدًا.

أسباب ارتفاع الإصابات

وأفاد المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية وعضو اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا، رياض دغفوس، بأن تزايد انتشار فيروس كورونا وارتفاع نسب التحاليل الإيجابية إلى حدود 75ر21 بالمائة منذ أسبوعين، يعود إلى تراجع مفعول التلقيح ضد كورونا بسبب مضي فترة تتجاوز الأربعة أشهر على تلقي التلاقيح وضعف الإقبال على الجرعات التعزيزية.

وأضاف، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أن التلقيح يكسب الأشخاص مناعة محدودة بفعل الزمن، ولفت إلى أن اللجنة العلمية أوصت خلال اجتماعها الدوري المنعقد مساء أمس الثلاثاء، بضرورة الاقبال بكثافة على تلقي الجرعات التعزيزية تفاديا لتراجع مفعول التلقيح في صفوف المواطنين على المستوى الوطني.

ولاحظ ضعف الإقبال على تلقي الجرعات التعزيزية والاكتفاء بالجرعتين الأولى والثانية رغم تلقي أغلب المدعوين دعوة للتطعيم، ودعا إلى عدم التخلف عن مواعيد التطعيم بهذه الجرعات التي تساهم في تقوية المناعة المكتسبة.

ولفت، في السياق نفسه، أن المتفرّع "بي ا 2" لازال المهيمن حاليا في تونس حسب التقطيع الجيني، مشيرا إلى أنه في حال ظهرت متفرّعات أخرى لأميكرون على غرار "بي ا 4" و"بي ا5" والتي ظهرت مؤخرا في أوروبا ومعروفة بسرعة الانتشار مقارنة بسابقاتها (بي ا 2 و بي ا1) لن يكون لها تأثير ملحوظ على المؤشرات الوبائية مقارنة بالوضع الحالي.

وحول بقية المؤشرات الوبائية الحالية على غرار حالات الوفيات، بيّن أنها لا تبعث على القلق رغم ارتفاعها النسبي، وأضاف أن ظهور بعض بؤر الإصابة بالفيروس على كامل الولايات لازال محدودا ويدلّ على التحكّم في الوضع الوبائي (حاليا ولاية باجة).

ارتفاع عدد الوفيات

ويشار إلى أن وزارة الصحة سجّلت ارتفاعا في عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا وفي نسبة التحاليل الإيجابية التي بلغت 75ر21 بالمائة خلال الفترة المتراوحة بين 13 و19 جوان 2022، حسب البيانات الدورية حول الوضع الوبائي لوزارة الصحة التي نشرتها أمس الثلاثاء.

وبلغ عدد الوفيات خلال الأسبوع المذكور 14 حالة، ليرتفع مجمل الوفيات إلى 28 الف و670 حالة وفاة منذ بداية انتشار كوفيد 19 في تونس في مارس 2020.

وبلغ عدد الإصابات الجديدة المسجلة خلال الفترة نفسها 2277 حالة جديدة ليصل بذلك إجمالي الحالات الإيجابية إلى مليون و46 الف و703 حالة منذ شهر مارس 2020.

إصابات جديدة

ويذكر أن ولاية باجة سجلت، الاثنين 14 جوان 2022، أعلى نسبة للتحاليل الموجبة منذ أشهر حيث بلغت 55,55 في المائة، وذلك بتسجيل 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد من جملة 36 تحليلاً تم إجراؤها لتصل جملة الحالات الموجبة المسجلة منذ بداية الجائحة في باجة إلى 26158 إصابة من جملة 69739 تحليلاً تم القيام بها.

وصنفت الإدارة الجهوية للصحة بباجة من جديد، الاثنين، معتمدية تيبار ذات مستوى إنذار "مرتفع" للإصابة بفيروس كورونا ليصل عدد المعتمديات التي تمت إعادة تصنيفها ذات مستوى إنذار "مرتفع" إلى 4 معتمديات وهي تيبار وعمدون وتستور ومجاز الباب، حيث تراوح عدد الإصابات المجمعة لكل 100 ألف ساكن بين قرابة 120 إصابة بعمدون و51 إصابة بتيبار، كما صنفت ولاية باجة ككل في مستوى إنذار "متوسط" بوجود 33,80 حالة مجمعة لكل 100 ألف ساكن، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء.