post

الإطار التربوي يستنكر قرارات اللجنة العلمية

تونس الأربعاء 19 جانفي 2022

مرآة تونس - إشراق بن حمودة

أثار قرار اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا، مساء أمس الثلاثاء 18 جانفي 2022، في اجتماعها الدوري، غضب الإطار التربوي، فعدم المواصلة في سياسة غلق المؤسسات التربوية والأقسام بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا والاكتفاء بحجر صحي يحيلنا إلى مخاطر أكبر على صحَة التلميذ. فإذا كان متحوَر أوميكرون "غير خطير" على التلاميذ والإطار التربوي، لماذا يقع إجبار المواطن على التعامل مع الإدارات من النوافذ الخارجية وإن وقع السماح بالدخول فيكون فرادى؟؟؟

حيث قرَرت لجنتنا المُوقَرة عدم غلق المؤسسات التربوية أو الفصول، كما يتعين على التلميذ الذي تضمن تحليله المخبري نتيجة ايجابية المكوث في فترة حجر صحي لخمسة أيام فقط واستئناف الدراسة بعد انقضاء المدة دون الاستظهار بتحليل سلبي.

هذا ما أكَدته السيدة ألفة نصري أستاذة تعليم ابتدائي، حيث اعتبرت أنَ الوضع الوبائي خطير جدا في غياب التباعد الجسدي بين التلاميذ نظرا إلى أن قاعات التدريس مكتظة (أكثر من 35 تلميذ) كما أنه من غير الممكن إجبار التلاميذ على ارتداء الكمامة طيلة الحصَة.

طاولات متلاصقة وأطفال يُقضَون ساعات مع بعضهم في قاعات ضيَقة..تلاميذ يسعلون ويعانون من آلام في البطن..وجوه صفراء..تلاميذ فاقدون للتركيز وكل يوم تزداد الغيابات في صفوفهم.

بالإضافة إلى ذلك قالت نصري أن المربي مضطر لإكمال دروسه بنسق عادي، بالرغم من هذه الغيابات المتزايدة يوما بعد يوم.

وفي هذا السياق طالبت اللجنة العلمية التي أصدرت "قرارات لا علمية" إعطاء حلَ للمربي عند امتحان التلاميذ مع مراعاة تكافؤ الفرص وعند حماية نفسه مع باقي التلاميذ عند دخول تلميذ مصاب بالوباء. مشدَدة على أن الوزارة هي المسؤول الأول وعليها تحمل مسؤوليتها والبحث عن حل ناجع لإنجاح السنة الدراسية مع ضمان تكافؤ الفرص في صفوف التلاميذ وهذا لا يكون إلاَ بالإغلاق الفوري على حد تعبيرها.

ألفة

من جهتها، قامت السيدة سمية العبيدي أستاذة تعليم أساسي بمقارنة بين السنة الدراسية الحالية والسنة الدراسية سنة 2011، حيث بيَنت أن الغلق كان على شهرين خلال الثورة، وعند العودة تضافرت الجهود ووقع إنقاذ السنة الدراسية بفضل تضحيات الأستاذ والتلميذ. لكن الآن الوضع الدراسي اليوم غير مفهوم بسبب عدم وضوح رؤية الوزارة. فروزنامة الامتحانات على سبيل المثال تقول أن هذا الأسبوع هو أسبوع امتحانات المراقبة وأغلب التلاميذ بسبب إصابتهم بالوباء.

ومع غياب الرؤية وجدت العبيدي نفسها مضطرة إلى التدريس في قاعة موبوءة، حيث قالت أن تلاميذ الباكالوريا حاضرون رغم إصابتهم بالوباء تحضيرا لاجتياز امتحانات الباكالوريا. وهذا ما وضع الأستاذة في حيرة من مواصلة الدروس من عدمه.

أمَا بخصوص القرارات، حيَت العبيدي مقترحات نقابة التعليم الأساسي القاضية بالاستغناء عن العطلة والغلق فترة ذروة الفيروس ثم العودة للتدريس بكل أريحية ولكن تم رفض هذا المقترح دون تقديم أيَة توضيحات.

سمية

من جهة أخرى، اعتبرت السيدة هاجر عبان مديرة مدرسة حي هلال أنَ المناطق الشعبيَة لها خصوصيتها في التعامل مع الوباء، وباعتبارها مديرة مدرسة في منطقة شعبية لديها خصوصياتها فانتشار الوباء هو بصفة غريبة حاليا . فالحالات الموبوءة في تضاعف كل يوم وهذا يحيلنا الى عديد التساؤلات فجل الأولياء يقومون بعلاج أطفالهم بطريقة رعوانية لعدم توفر دفتر العلاج المجاني لديهم للمداواة في المستوصف. كما حمَلت المسؤولية للجنة العلمية التي عليها مراعاة جميع أطياف المجتمع التونسي وطبقاته، مضيفة: "صحيح أَن هناك أولياء قادرون على التداوي في المصحات الخاصة ولكن هناك آخرين غير قادرين حتى على التداوي في المستشفيات."

ولكونها مديرة مدرسة اتصلت هاجر عبَان لإرسال فريق طبي للمدرسة ولكن لا من مجيب، ولذلك فإنَها تسعى من موقعها إلى مراعاة الظروف المادية الصعبة للأولياء. مع تأكيدها وجود عدوى كبيرة باحتساب المدارس التي تم غلقها ونظرا إلى أنَ الإجراءات ليست في صالح التلميذ.

وبيَنت أن كل ما يحدث يحيلنا إلى عدم حرص الوزارة على التعليم واستكمال السنة الدراسية. واقترحت غلق المدارس لأسبوع على الأقل قصد كسر حلقة العدوى ثم العودة للنسق العادي وإضافة أسبوع دراسي آخر السنة وتمنت تراجع اللجنة العلمية عن قراراتها  وختمت قائلة: "أوجه نداء من قلبي من المناطق الشعبية..بلاهي كلجنة علمية فكرو فيهم وتلفتو للمناطق الشعبية والمهمشة".

هاجر عبان


 

 

من الممكن أن يعجبك أيضاً