post

الرئيس الجزائري يزور قطر.. هل يعكس التعاون الاقتصادي مستوى العلاقات السياسية بين البلدين؟

الشرق الأوسط السبت 19 فيفري 2022

يبدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، زيارة إلى قطر، يرى رجال أعمال وخبراء اقتصاد جزائريون أنها تمثل فرصة هامة لإجراء مراجعة لمستويات التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية التي يرون أنها لا تعكس مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.

ووفق بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية، أمس الجمعة، فإن الزيارة، جاءت بدعوة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يلتقي الرئيس الجزائري، غداً الأحد. كما سيشارك تبون في القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، التي تنعقد في الدوحة ابتداء من الأحد وحتى الثلاثاء.

ويلتقي الرئيس الجزائري، يوم الاثنين المقبل، رابطة رجال الأعمال القطريين، في لقاء يشارك فيه طيف واسع من رجال الأعمال والمستثمرين، لبحث قضايا الاستثمار في الجزائر، وتقديم صورة عن الامتيازات التي تقدمها الجزائر للمستثمرين الأجانب،  والقطاعات الحيوية المتاحة أمام الاستثمار وقدرات السوق الجزائرية.

وشهدت الفترة الأخيرة عددا من زيارات رجال الأعمال القطريين إلى الجزائر بالتنسيق مع السفارة الجزائرية في قطر، خاصة بعد إطلاق وزارة الخارجية الجزائرية ما يعرف بمبادرة الدبلوماسية الاقتصادية.

وخلال آخر ثلاث سنوات بلغت الصادرات الجزائرية إلى قطر نحو 8.49 ملايين دولار، فيما بلغت الصادرات القطرية إلى الجزائر نحو 116.7 مليون دولار.

وتؤكد الأرقام وجود تراجع كبير للصادرات الجزائرية نحو قطر بعدما كانت تقدر بنحو 16 مليون دولار عام 2018، وانخفضت إلى قرابة 4 ملايين دولار سنة 2019 ثم 2.3 مليون دولار في 2020، لتسجل انخفاضا آخر سنة 2021 محققة رقما متواضعا يقدر بحوالي 1.7 مليون دولار.

وفي المقابل، تكشف الأرقام وجود تطور لافت في الصادرات القطرية إلى الجزائر، لتصل إلى 38 مليون دولار العام الماضي، وتعد مادة البولي ايثلين التي تدخل في مختلف الصناعات البلاستيكية أبرز الصادرات القطرية إلى الجزائر، حيث تمثل سنوياً ما بين نصف إلى ثلثي الصادرات القطرية نحو الجزائر.

وقال رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، الطيب شباب، إن قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر، وتستحوذ على 74% من مجموع الاستثمارات الأجنبية بالجزائر.

وقال الطيب، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، اليوم السبت، إن هناك رغبة في توسيع حجم الاستثمارات بين البلدين، خاصة في مجال البتروكيماويات. وأضاف أن هناك تشابها كبيراً في مناخ الاستثمار بين البلدين، وهو الأمر الذي من شأنه خلق شراكات قوية متوسطة وبعيدة المدى.

وأشار إلى أن النصف الأول من العام الجاري سيشهد عددا من اللقاءات بين الجانبين القطري والجزائري، لبحث سبل تعزيز التعاون وإعطاء الشراكة القطرية الجزائرية دفعة قوية، خاصة أن قطر تُعد شريكاً اقتصادياً مهما للجزائر.

ولفت إلى وجود زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين، حيث يوجد حالياً نحو 115 شركة قطرية جزائرية مشتركة، كما شهد التعاون الاستثماري تقدما كبيراً إثر إنشاء الشركة "الجزائرية القطرية للصلب" بالجزائر، وأكد أنها تعتبر من أهم المشاريع المشتركة في المنطقة وتجاوزت تكلفتها الاستثمارية ملياري دولار.

وأضاف: "كما تستحوذ شركة "أوريدو" على حوالي 12.9 مليون مشترك جزائري، ويمكن توسيع الشراكات بين البلدين لتضم قطاعات أخرى، أبرزها الزراعة والسياحة والعقارات والرياضة".

inbound3591749992340774722.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً