اعتبر أستاذ القانون العام في الجامعة التونسية الصغير الزكراوي، أن نتائج الانتخابات التشريعية عكست ما وصفه بـ"الفشل الذريع" للرئيس قيس سعيّد على جل المستويات و"أزالت عنه الشرعية والمشروعية"، وفق تعبيره.

وأضاف الزكراوي، في تصريح إذاعي، الاثنين 19 ديسمبر 2022، أن "نسبة المشاركة في الانتخابات مخجلة جدًا"، وأكد أن "ذلك كان متوقعًا بالنظر إلى أن قيس سعيّد انتهج تمشيًا أحاديًا وأسقط علينا خارطة طريق بشكل فردي استغرقت سنة ونصف".

ويرى أستاذ القانون العام أن ما يُستشفّ من نتائج الانتخابات هو أن "مسار قيس سعيّد قد انتهى وأن عليه أن يراجع نفسه ويذهب حتى إلى الاستقالة إذا كان يحترم شعبه".

وتابع قائلًا: لم نعد نتحدّث عن "العلوّ الشاهق" وإنما بتنا نتحدث عن "السقوط المدوّي"، وأردف: "المرحلة هي مرحلة اقتصادية بالأساس لكن الرئيس لم يستوعب ذلك، وعوض أن يشرك الجميع ويتبنى مسارًا تشاركيًا لإنقاذ البلاد، ركز على مغامرته الشخصية غير محسوبة العواقب وها نحن اليوم نعيش نتائجها الكارثية".

وأضاف الزكراوي: "لسنا في حاجة إلى انتخابات تشريعية ولا إلى انتخابات رئاسية، ما نحن في حاجة إليه حقيقةً هو العودة إلى حوار وطني جدّي في ظرف 4 أو 5 أشهر، ووضع حكومة طوارئ لمدة معينة، وإعداد دستور جديد". وشدد على أن "المنظمات الوطنية مطالبة بلعب دورها".

وكانت هيئة الانتخابات أعلنت، ليل السبت 17 ديسمبر 2022، أن عدد الناخبين الذين صوتوا إلى غاية الساعة السادسة مساء (موعد غلق معظم مراكز الاقتراع) بلغ 803.638 ألفًا، أي بنسبة تقدّر بـ 8.8%، وهي نسبة ضعيفة جدًا ولم يسبق أن شهدتها انتخابات في تونس إبان ثورة 2011.