توجّه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الطبوبي، خلال اجتماع للإطارات النقابية لقطاع النقل انعقد اليوم الجمعة 3 جوان 2022، إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد بالقول إنّ "كلّ تقاريره غير صحيحة".

وقال الطبوبي لسعيّد: "ليست كلّ التقارير التي تقدّم إليك صحيحة، هناك تقارير تُريد توريطك". ودعا الطبوبي رئيس الدولة إلى "عدم الانسياق وراء تصفية الحسابات". وأضاف: "هناك من يتحدّثون عن الجلسات الخمرية، لكنّهم يقومون بابتزاز رجال الأعمال باسمك أنت بهتانا وزورا".

وحذّر الأمين العام لاتحاد الشغل، من المساس والعبث بالدولة ومؤسساتها ومصلحة الشعب". وقال: "حَذارِ ثمّ حَذارِ البلاد موش لعبة والوطن قبل الأشخاص". وأضاف الطبوبي أن الاتحاد سيتحمّل مسؤوليته كاملة من أجل الإصلاح والوقوف إلى جانب الشعب وتحمّل الأمانة.

محاولة لاختراق الاتحاد

وقال الطبوبي، إن المشرفين على لجان الحوار الوطني اتصلوا بالأمين العام السابق حسين العباسي والمولدي الجندوبي وكاتب عام نقابة الأطباء الجامعيين في محاولة لاختراق الاتحاد، وفق تقديره.

وأضاف الطبوبي "قد نختلف في بعض وجهات النظر ولكن عندما يتعلق الأمر بالوطن فكلنا موحدون في قراراتنا". وشدد أمين عام المنظمة الشغيلة على أن مواقفهم واضحة فيما يتعلق برفض المشاركة في الحوار الوطني.

وشدّد الطبوبي على أنّ "الاتحاد لا يخترق وأنّ أبناءه تربّوا على قيم الاتحاد ونضالاته ووحدته ولا يقبلون بمثل هذه الأشياء"، على حدّ قوله. وجاء كلام الطبوبي خلال حديثه عن مجريات الحوار الوطني الذي تنطلق أولى اجتماعاته غدا السبت بقصر دار الضيافة بقرطاج.

المحطات الانتخابية قد تشهد نفورا وعزوفا

ووصف الأمين العام لاتحاد الشغل الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية "بلمّة ما يسمى الحوار الاقتصادي والاجتماعي''، وتساءل "هل انه سيتم إدراج اصلاح المؤسسات العمومية والدعم وكتلة الاجور في هذا الحوار؟".

وقال الطبوبي: "يكفينا من الضحك على الذقون للدستور اطاره''، وتساءل إن كان سيتم عرض القانون الانتخابي الآن بالتوازي مع صياغة الدستور من عدمه''، وشدد على أن هذه التساؤلات هي حقيقة تساؤلات الاتحاد. وتابع الطبوبي بأن الاتحاد ليس ضد الحوار وليس ضد اي شخص، وأضاف أن تونس اليوم في امسّ الحاجة الى مصالحة وطنية.

وأضاف الطبوبي: ''علينا جميعا ان نقرأ قراءة موضوعية نقدية وآن الاوان لنتعلم من اخطائنا ونبني بعقلانية''، وتابع: "يا ناس يزي مالعنتريات رانا بقينا في جزيرة معزولة ولا يمكن المزايدة على الاتحاد في السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني لكن العقل والحكمة السياسية يجب ان يتوفرا لإنقاذ البلاد''.

ورجّح الطبوبي أن تشهد المحطات الانتخابية المقبلة نفورا وعزوفا، وأشار  إلى أن هذا الوضع لا يخدم المسار الديمقراطي، ودعا إلى الوحدة وطنية والكف عن الشتائم المتبادلة والمناكفات.

حملة ترهيب وتخويف

وأكّد الطبوبي أنّ القضاء يتعرّض إلى حملة ترهيب وتخويف، بالإضافة إلى الضغط من قبل وزيرة العدل للتدخّل في عدّة قضايا وذلك نقلا عن قضاة وصفهم بالشرفاء وقال إنّ لديهم روايات يندى لها الجبين.

وأضاف الطبوبي أنّ "من يُريد قضاء مستقلا ودولة القانون والمؤسسات ومن له ملفات قضائية فليس من حقّه التهديد بهذه الملفات وعليه نشر العدل والإنصاف، وفق تعبيره. وقال: "أنا تربّيْت في منظمة عريقة تعلّمت منها المسؤولية وواجب التحفّظ  وهناك مواضيع تهم البلاد ستدفن معي".

المطالبة بمناقشة علنية للإصلاحات

من جهة أخرى، شدّد الطبوبي، على أن الاتحاد لم يطالب بالزيادة في الأجور وإنما بتحسين المقدرة الشرائية للمواطنين، وقال "أعطونا حقوق الشعب"، على حد تعبيره. وأكد أن المنظمة الشغيلة اختارت توقيتا للإضراب يكون بعيدا عن تاريخ إجراء الامتحانات الوطنية.

وطالب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بتخصيص منابر إعلامية مباشرة يحصرها الاتحاد والحكومة حول الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية حتّى يكون الشعب هو الحكم بعيدا عن التشويه والاتهامات المتبادلة، وفق قوله.

وقال الطبوبي إنّ الهيئة الإدارية صادقت على رؤية الاتحاد للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أنّه إن دعت الحكومة إلى جلسة في هذا الخصوص فإنّ الاتحاد سيرحب بذلك. وجاء كلام الطبوبي تعليقا على تأخّر انطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وموقف الاتحاد من البرنامج الذي وجهته الحكومة التونسية للصندوق.

تأكيد المشاركة في الإضراب

من جهته، دعا كاتب عام الجامعة العامة للنقل وجيه الزيدي، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة 3 جوان 2022، بقصر المؤتمرات بالعاصمة إثر اجتماع عام للهياكل النقابية لقطاع النقل، منظوري القطاع إلى المشاركة بكثافة في اضراب القطاع العام والوظيفة العمومية المزمع تنظيمه في 16 من جوان الجاري. وشدد الزيدي على أنه لا مجال للتراجع عن مكاسب القطاع أو التفريط في المؤسسات العمومية، وقال "لا مجال للتراجع إلى الوراء".

ويشار إلى أن اجتماعا عاما لكافة الهياكل النقابية لقطاع النقل، انطلق، اليوم، بقصر المؤتمرات بالعاصمة بإشراف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وبمشاركة عدد مهم من الشغالين في قطاع النقل.