جدّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، رفض المنظّمة الشغيلة المشاركة في ''الحوار الوطني'' بالصيغة المُعلن عنها، وأكد أنّ ورود اسمه في الأمر الرئاسي عدد 505 لسنة 2022 المتعلق بضبط تركيبة كل من اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية واللجنة الاستشارية القانونية، لن يغيّر موقفه.

وأفاد أمين عام اتحاد الشغل على هامش انعقاد هيئة إدارية وطنية للاتحاد العام التونسي للشغل بالحمامات، اليوم الجمعة 27 ماي 2022، لعرض مشروع قانون اقتصادي واجتماعي والردّ على مقترحات رئاسة الحكومة حول الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، بأنّه اطّلع على مرسوم رئاسة الجمهورية الصادر منتصف ليلة أمس، وعبّر عن استغرابه إدراج اسمه ضمن المدعوين للحضور ضمن اللجنة الاستشارية للشؤون القانونية والاجتماعية.

وقال الطبوبي: "موقفنا عبرنا عنه عبر هياكلنا الرسمية، ورغم صدور المرسوم طالما لن تكون هناك مراجعات في اتجاه بلورة مشروع وطني جامع نحن غير معنيين بالحضور".

وأضاف الطبوبي: "نحن لن نحضر، ولسنا معنيين بالمرسوم الصادر عن رئاسة الجمهورية، لكن وإن نسجّل اختلافنا مع رئيس الجمهورية فإنّنا نحيي فيه وضوحه.. الرجل واضح ماض في طريق سيارة نحو تحقيق مشروعه دون الاستماع لأيّ كان.. لذلك نبادله نفس الوضوح وموقفنا واضح لن نزجّ بالاتحاد في طريق مجهول". وتابع: "هذا المرسوم الصادر في الرائد الرسمي لا يلزم إلاّ من أمضى عليه.. لا يلزمنا نحن".

وفي سياق متصل، استغرب الطبوبي، قول الرئيس المنسّق للهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة، الصادق بلعيد رفض الحضور في أشغال الهيئة الاستشارية لصياغة الدستور "الذي حضر يزّزي".

واعتبر الطبوبي أنّه يتعيّن على من يترأس مثل هذه الهيئة لتسيير مجموعة في ظرف دقيق، أن يتبنى خطابا جامعا لا مفرّقا وعليه أن ينتقي ألفاظه. وقال الطبوبي: "فقط نقول كان الكلام من فضّة يكون السّكات ذهب".

وقال أمين عام اتحاد الشغل إن من المفارقات العجيبة ازدواجية عمل الحكومة بالتوازي مع مشروع رئاسة الجمهورية، رغم انبثاق الأولى عن مؤسسة الرئاسة.

وأضاف الطبوبي: "هذه الحكومة تقول لدينا برنامج اصلاحات اقتصادية واجتماعية للتفاوض مع صندوق النقد الدولي والحكومة تعلن أنها تقدمت أشواطا في نقاش هذه الاصلاحات مع النقد الدولي، ثم تعلن رئاسة الجمهورية عن انبثاق لجنة استشارية للحديث عن الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية".

وتابع الطبوبي: "العقل لم يعد يقبل هذا القول والتمشي المزدوج، حكومة معينة من رئيس الجمهورية تقول إن لديها برنامج وتقدمت أشواطا ورئيس جمهورية يقول إنه يريد برنامج اقتصادي واجتماعي ويدعونا للمشاركة، الواحد يقول ربي يقدرنا باش انجموا نفهمو".

وطمأن الأمين العام لاتحاد الشغل، التونسيين، وأكد أن "الاتحاد سيقف دائما إلى جانبهم". وقال: "يا توانسة ما تخافوش.. الاتحاد موجود كلّفنا ذلك ما كلفنا.. في كل الازمات والمحطات الفارقة يبقى الاتحاد مكسبا من المكاسب الوطنية.. وإن شاء الله نخرّجو بلادنا من أزمتها وحتى حد ما يُفرض علينا سياسات ومنهجيات لا تتماشى مع المجتمع التونسي".

وأوضح الطبوبي أنه سيكون له بداية من يوم 2 جوان المقبل جولة في الجهات واتصالات مباشرة مع كل الاطارات النقابية القاعدية، إضافة إلى تنظيم تجمعات عُمّالية لعرض وجهات نظر الاتحاد".