نجت طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات بمعجزة إلهية من مذبحة وقعت الأسبوع الماضي في دار رعاية في شمال شرق تايلاند بنومها تحت غطاء في زاوية أحد الفصول.

والطفلة بافينوت سوبولونج، وتعرف باسم "آمي"، عادة ما يكون نومها خفيفا، لكن في وقت القيلولة يوم الخميس الماضي، عندما اقتحم القاتل دار الرعاية وبدأ في قتل 22 طفلا، غفت بسرعة والغطاء على وجهها، حسب ما قال والداها. وهذا الغطاء على الأرجح أنقذ حياتها، وفق ما نقلته "رويترز".

وكان الصف الدراسي بالحضانة يضم 11 طفلاً، أعمارهم جميعا لا تتجاوز الأعوام الثلاثة، حيث انشغل الجميع بالرسم والكتابة. وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، أرسل المعلمون صوراً إلى جميع آباء الأطفال لطمأنتهم على أحوال الأبناء الذين كانوا مبتسمين وسعداء في الفصل.

ولكن الوضع تغير تماماً بعد ساعتين فقط وتحديداً في وقت القيلولة، عندما اقتحم ضابط الشرطة السابق بانيا كامراب، المبنى ليطلق النار على الجميع، ويقتل 37 شخصًا بينهم 24 طفلاً، من بينهم زوجة المهاجم وطفلها، ويجرح 12 آخرين في إقليم نونغ بوا لامفو، شمال شرقي تايلاند.

وقال شهود إنه بدأ إطلاق النار على موظفين، بينهم معلمة في شهرها الثامن، قبل أن يشق طريقه إلى الفصول الدراسية الثلاثة في الحضانة.

وكانت "آمي" الطفلة الوحيدة في دار الرعاية التي نجت بدون أن تصاب بأذى بعد أن قتل ضابط الشرطة السابق بانيا خمراب أكثر من 30 شخصا، معظمهم من الأطفال، في هجوم وقع في بلدة أوتاي ساوان.

ومن جانبها، قالت والدة آمي، بانومباي سيتونج، 35 عاماً، "أنا في حالة صدمة. أشعر بالأسى على العائلات الأخرى. أنا سعيدة لأن ابنتي نجت. إنه شعور مختلط بين الحزن والامتنان".

كما أوضح والدا آمي أنها لا تتذكر المأساة على ما يبدو. وبعد أن غادر القاتل وجدها شخص ما تتقلب في زاوية بعيدة بالفصل ثم حملها والغطاء على رأسها فلم تر جثث زملائها.

وقال جدها سومساك سريثونغ، 59 عاماً لبي بي سي من منزل العائلة: «لم تكن لديها أدنى فكرة عما كان يحدث عندما استيقظت». وأضاف، «ظنت أن صديقاتها نائمات، غطى ضابط شرطة وجهها بقطعة قماش وحملها بعيداً عن الدماء».

ومن بين 22 طفلا قُتلوا طعنا حتى الموت، توفي 11 طفلا في الفصل الدراسي حيث كانت تغفو، وفقا للشرطة. ونقل طفلان آخران للمستشفى بعد إصابتهما بجروح خطيرة في الرأس.

وقال متحدث باسم الشرطة التايلاندية إن 35 شخصا على الأقل قتلوا الخميس في إطلاق نار جماعي في مركز للرعاية النهارية للأطفال في أحد أقاليم شمال شرق البلاد.

وذكرت الشرطة في بيان أن من بين الضحايا أطفالا وبالغين، وأضافت أن المسلح ضابط شرطة سابق وأن عملية البحث عنه جارية. وقال متحدث باسم الحكومة إن رئيس الوزراء طلب من جميع الأجهزة اتخاذ الإجراءات اللازمة والقبض على الجاني.

ويعتبر معدل حيازة الأسلحة في تايلاند مرتفعا مقارنة ببعض البلدان الأخرى في المنطقة. وحوادث إطلاق النار الجماعي نادرة في تايلاند، لكن في عام 2020 قتل جندي ما لا يقل عن 29 شخصا وأصاب 57 في أربعة مواقع مختلفة.