post

بدأ بالتفشي.. هل يتحوّل مرض جدري القرود إلى وباء؟

صحة الجمعة 20 ماي 2022

أربك انتشار فيروس جدري القرود العالم بعد أن سجلت العديد من الدول إصابات بهذا الفيروس. وتواتر الحديث مؤخّرا عن ظهور حالات إصابات بمرض جدري القرود في أوروبا ودول من أمريكا الشمالية مما أثار المخاوف من أن يتحوّل هذا المرض إلى وباء.

ورغم أنّ اكتشاف أوّل إصابة بالمرض لدى الإنسان يعود إلى حوالي نصف قرن وتسجيل إصابات به في دول إفريقيا الوسطى والغربية بشكل متكرّر لم يكن الموضوع متداولا في وسائل الإعلام إلاّ بشكل محدود جدا، لكن ظهوره في أوروبا جعل منه موضوعا متداولا على نطاق واسع.

ظهور جدري القرود

وقالت المختصة في الأمراض الجرثومية الدكتورة ريم عبد الملك في تصريح إذاعي، إنّ أوّل إصابة به بين البشر ظهرت في سنة 1970 في الكونغو لدى طفل يبلغ من العمر 7 سنوات يقطن بجوار غابة. وقبل ذلك تمّ اكتشافه  لدى قرد في مختبر سنة 1958.

وينتشر المرض خاصة في جمهوريات افريقيا الوسطى والغربية، حيث يتمّ تسجيل بعض الحالات بشكل مستمر ولكن بصفة محدودة وتشهد بعض هذه البلدان أحيانا حالات وباء على غرار ما حدث في نيجيريا سنة 2017 حيث تمّ تسجيل 500 حالة.

واكتشفت أوّل حالة خارج افريقيا في سنة 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية لدى شخص اقتنى حيوانا بريا الذي نقل العدوى إلى حيوان أليف يملكه هذا الشخص وانتقلت العدوى إليه بعد ذلك.

وأشارت عبد الملك إلى أنّ العدوى بالمرض تنتقل إلى الإنسان عبر المخالطة المباشرة للحيوانات البرية حيّة كانت أو ميتة والتي تكون مصابة بالمرض، وينتقل بين البشر باللمس وعبر اللعاب.

 أعراضه

ويشبه جدري القرود في أعراضه مرض ''البوزوغار'' (la varicelle)، خاصة البثور والتي تكون أكبر حجما من البثور الناتجة عن الإصابة بـ ''البوزوغار''، ولكنه مختلف عنه في أماكن تركزه بجسم الإنسان حيث يتركّز خاصة على اليدين والوجه وحول الفم وفي منطقة الحوض.

وتدوم فترة حضانة الفيروس المسبب للمرض بين 5 أيام وأسبوعين وقد تصل إلى ثلاثة أسابيع، وتنطلق أعراضه بضهور الحمى والآلام في العضلات وتورّم الغدد اللمفاوية بالإبطين والرقبة (ما يعرف بالولسيس).

علاجه

وبخصوص العلاج، قالت عبد الملك إلى أنّ اللقاح الخاص بمرض الجدري العادي يقي من المرض. لكن تمّ إيقاف استخدام هذا اللقاح بعد القضاء على الجدري نهائيا منذ ثمانينات القرن الماضي. كما تتوفّر بعض الأدوية القادرة على علاج هذا المرض.

قاتل أكثر من كورونا

من جهته، قال الدكتور زكرياء بوقيرة في تدوينة عبر صفحته الرسمية فيسبوك اليوم الجمعة 20 ماي 2022، ''تقريبا شخص على عشرة من المصابين بجدري القرودة يموتون به يعني قاتل عشرين مرة اكثر من الكوفيد''.

مرض وليس وباء

وفي المقابل، تحدّث الدكتور ذاكر لهيذب، اليوم الجمعة 20 ماي 2022، عن مرض الجدري الذي اكتسح العالم مؤخّرا. وطمئن لهيذب التونسيين، وأكد أن الجدري هو فيروس وانه مرض وليس وباء.

وقال في تدوينة على حسابه الرسمي فايسبوك: "جدري القردة. باش ما نبداوش تخوفوا في بعضنا، ولا لنشر الفزع. المرض هذا فيروس orthopoxvirose simienne موجود منذ سنوات وخاصة في الكنغو 1958. الناس الي لقحوا في صغرهم على الجدري عندهم مناعة بـ85% ضد هذا المرض. جدري القردة بدأ في الانتشار في الايام الفارطة في اوروبا وأمريكا الشمالية بعد عودة مواطنين من مناطق المرض. أعراض المرض هي حمى وشبه انفلوانزا ثم ظهور طفح جلدي. توقف تصنيع اللقاح القديم ضدّ الجدري منذ سنوات نظرا لإختفاء المرض. حاليا وبوجود مصانع متطورة لصنع اللقاح سيكون اللقاح جاهزا في اقرب وقت. طريقة انتشار المرض ليست بسرعة فيروس كورونا وتتطلب القرب من المريض او دخول سوائل. لا يوجد حامل غير مريض للفيروس (وهو الفارق الهام مع فيروس كورونا الذي يجعل الانتشار محدود) الخلاصة هو مرض وليس وباء."

منظمة الصحة العالمية

وكشفت منظمة الصحة العالمية في بيان جديد لها، عن أن فيروس جدري القرود ينتقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن جدري القرود مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية التي تتميز بالأمطار. وأوضحت أنه لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاح عالية في الوقاية أيضاً من جدري القرود.

وبيّنت المنظمة أنه يمكن الوقاية من اتساع نطاق انتشار جدري القرود عن طريق فرض قيود على تجارة الحيوانات، وقد يسهم تقييد عمليات نقل الثديات الأفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها إسهاماً فعالاً في إبطاء وتيرة اتساع نطاق انتشار الفيروس إلى خارج أفريقيا، وينبغي ألا تُطعّم الحيوانات المحبوسة ضدّ الجدري، بل ينبغي عوضاً عن ذلك عزل تلك التي يُحتمل أن تكون مصابة منها بعدوى المرض عن الحيوانات الأخرى ووضعها قيد الحجر الصحي فوراً، وينبغي أيضاً وضع جميع الحيوانات التي قد تخالط أخرى مصابة بعدوى المرض قيد الحجر الصحي ومناولتها في إطار اتخاذ التحوطات المعيارية وملاحظتها في غضون 30 يوماً من أجل الوقوف على أعراض إصابتها بجدري القردة.

inbound6084045700558570338.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً