كشفت بعثة الاتحاد الإفريقي عن ملاحظاتها بخصوص عملية مراقبتها للانتخابات التشريعية في تونس يوم 17 ديسمبر 2022، وقالت البعثة إن الجو العام ليوم الانتخابات اتسم بالهدوء في جميع مراكز الاقتراع التي تمت زيارتها، ولم يبلغ المراقبون عن أي حادث.

وبحسب بلاغ البعثة، افتتحت جميع مراكز الاقتراع التي تمت زيارتها تقريبًا في الوقت القانوني (8 صباحًا) وحضرها أعضاء من مراكز الاقتراع ومشرفي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وكانت المواد متوفرة وبكميات كافية في جميع مراكز الاقتراع التي تمت زيارتها وتم احترام إجراءات الافتتاح. وفي جميع مراكز الاقتراع، تم عرض قوائم الناخبين بشكل واضح عند المدخل.

ولاحظت البعثة وجود ارتياح للحضور الكبير للنساء والشباب بين أعضاء مراكز الاقتراع "لكن تمثيل النساء والشباب لا يزال يمثل تحديا يجب مواجهته في العملية الانتخابية". ولاحظت البعثة المشاركة القوية للنساء والشباب في المراقبة المحلية، مثل المركز التونسي المتوسطي (TUMED) الذي نشر 180 مراقبا متنقلا في ما يقرب من 600 مركز اقتراع.

وفيما يتعلق بالشباب، كشفت التبادلات بين البعثة وبعض الجمعيات الشبابية عن انعدام الثقة في النظام الانتخابي "هم لا يشعرون بالمشاركة في المنافسات الانتخابية، لقلة الإشراف السياسي والموارد المالية". وبخصوص عملية التصويت تم احترام إجراءات التصويت (التحقق من أسماء الناخبين في القوائم، الحبر الذي لا يمحى، إلخ...).

ومع ذلك، لاحظت البعثة أن مختلف أصحاب المصلحة في مركز الاقتراع (عضو لجنة الاقتراع، مشرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات) لم يكن لديهم دائمًا علامات مميزة، مما خلق بعض الارتباك.

وأشار مراقبون إلى أن الناخبين تم تمييزهم بحبر لا يمحى قبل استلام ورقة الاقتراع، الذي قد يؤدي إلى إبطال أوراق الاقتراع التي تم تلطيخها عن غير قصد.

وأشارت البعثة الإفريقية إلى عدم وجود توافق سياسي في الآراء بشأن إجراء الانتخابات، وقالت "إن وجود إجماع سياسي هو جانب حاسم في توطيد الديمقراطية والتنمية".

وبحسب بعثة الاتحاد الافريقي تدفع  نسبة المشاركة المنخفضة التي أعلنتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الطبقة السياسية التونسية بأكملها لإجراء حوار شامل وتوافقي من أجل العمل على مواصلة ترسيخ الديمقراطية والتنمية والاستقرار في البلاد.

سعيّد يلتقي بعثة الاتّحاد الإفريقي

واستقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الثلاثاء 20 ديسمبر 2022 بقصر قرطاج، رئيس بعثة الملاحظين للانتخابات التشريعية التابعة للاتّحاد الإفريقي، آسان ماياكي، ورئيس دائرة الديمقراطية والانتخابات والدستور بالاتحاد الإفريقي كاليكست أرستيد مباري.

وتناول اللقاء نتائج الدورة الأولى لانتخابات أعضاء مجلس نواب الشعب بتونس، كما تمّ التطرّق إلى التجارب الدستورية والانتخابية على وجه الخصوص في تونس وفي افريقيا وفي عديد الدول الأخرى، وفق بلاغ إعلامي لرئاسة الجمهوريّة.

وفي تصريح له عقب اللقاء حسب ما ورد في مقطع فيديو على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، قال رئيس بعثة الملاحظين للانتخابات التشريعية التابعة للاتحاد الافريقي "آسان ماياكي"، "قدّمنا لرئيس الجمهورية قيس سعيد تقريرا حول مهمة بعثة ملاحظة الانتخابات التشريعية التي نظمها الاتحاد الافريقي بطلب من تونس".

وأشار إلى أنّ البعثة أصدرت بيانا حول عملية ملاحظة هذه الانتخابات التي قال إنّها جرت بطريقة "ممتازة تقنيًا ومنظمة بشكل جيد"، وأكّد أنّ مهمة بعثة الملاحظين تمت "بكلّ حيادية وشفافية تامة وفي إطار قيم الميثاق الأفريقي حول الديمقراطية والانتخابات والحوكمة". وتابع: "تمّ منحنا جميع التسهيلات حتّى تتم مهمة المراقبة ميدانيا في أفضل الظروف، وسنقدم جملة من التوصيات بناء على ما تمت مراقبته".