قدّم وزير التربية فتحي السلاوتي اعتذاره إلى الأطباء، واعتبر ما صرح به مؤخرا بشأن تورط بعض الأطباء في عمليات وضع أجهزة سمْع لتلاميذ البكالوريا قصد الغش في الامتحان، كان بناء على معلومة حينية وصلته واتضح أنها خاطئة.

وتابع "أعتذر عن ما بدر منّي وأدعو التلاميذ إلى التخلّي عن هذه الأساليب"، وجاء ذلك خلال زيارته اليوم الثلاثاء، إلى معاهد معتمديتي تستور وتبرسق من ولاية باجة للاطلاع على سير العمل. وأكد السلاوتي أن وزارة التربية ستقدم غدا الأربعاء تقريرا تفصيليا حسب الجهات يتعلق بحالات الغش في امتحان البكالوريا، وقال "ستكتشفون أشياء خطيرة جدا".

وكانت النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص أصدرت بلاغا للرد على تصريحات وزير التربية في إحدى وسائل الإعلام بشأن تورط بعض الأطباء في عمليات وضع أجهزة سمع لبعض تلاميذ الباكالوريا قصد الغش في الامتحان والضجة الإعلامية التي صاحبتها.

وأكدت النقابة أنها بادرت إلى تقصي الأمر عبر الاتصال بفروعها وبعمادة الأطباء ولم تقف إلى حد الآن على حقيقة ذلك. وعبّرت النقابة عن أسفها لنشر مثل هذه الأخبار بهذه الطريقة المسيئة لسمعة الأطباء بصفة عامة ودون إعلام العمادة والنقابة بالأمر.

كما طالبت الوزير بتوضيح سريع بخصوص هذه الاتهامات الخطيرة وبالكشف عن ملابسات هذه القضية إن صحت أو بتقديم اعتذاراته للسلك الطبي إن لم يكن لهذه الاتهامات أساس.

وجددت النقابة التزامها بالدفاع عن كل منظوريها في حدود القانون وعبرت عن استعدادها للتفاعل الايجابي مع العمادة ووزارة الإشراف في ما يخص كل تجاوز وخروج عن أخلاقيات المهنة.

وأكد رئيس نقابة أطباء القطاع الخاص سمير شطورو في تصريح إذاعي، اليوم الثلاثاء 14 جوان 2022، أنه لم يقع اجراء أيّ عملية جراحية لزرع سماعات تسمح بالتواصل مع الخارج خلال اجراء امتحان البكالوريا.

وقال إن وضع هذه السماعات لا يتطلب إجراء تدخل جراحي "وكل ما في الأمر أنه وبعد وضع هذا الجهاز تحدث لدى التلميذ التهابات وتعفّن في الأذن وقد يعجز بعضهم عن استخراجها لهذا يلجؤون إلى الطبيب".

وقال وزير التربية فتحي السلاوتي، مساء الجمعة 10 جوان الجاري، إنه تبين للوزارة تورّط بعض الأطباء في وضع سمّاعات (ما يعرف بالحُمصة) في آذان مترشحين لامتحانات البكالوريا.

وشدد السلاوتي، خلال حديث تلفزي، على أنه "من المستحيل القضاء على ظاهرة الغش باعتبار اتخاذها أساليبًا متطورة". وقال "لقد خضع عدد من المترشحين لامتحانات البكالوريا إلى عمليات جراحية بسيطة لوضع هذه الآلات المعتمدة في الغش والوضع صار حرجًا وليس هينًا"، وفق توصيفه. وأكد السلاوتي أن وزارة التربية تتابع هذه الظاهرة الخطيرة التي تمس من مصداقية شهادة البكالوريا، وتكرس عدم تكافؤ الفرص بين المترشحين"، وفق تعبيره.

ويذكر أن وزارة التربية كانت أعلنت، أنّه تمّ خلال اليوم الرّابع من امتحان البكالوريا- دورة 2022، تسجيل 267 حالة غشّ، وفق الإحصائيّات الأوليّة. كما اكدت الوزارة أنها تواصل اتّخاذ الإجراءات القانونية ضدّ كل من يثبت تورّطه في عمليات الغشّ مهما كان مصدرها، وذلك بالتّنسيق مع الهياكل الأمنيّة والمعنيّة. وتولّت الوزارة، إلى حدّ اليوم الرابع من الامتحانات، تسجيل عدد 25 قضيّة ضدّ الضّالعين في شبكات إجراميّة متورّطة في عمليات الغشّ الإلكتروني.

ويشار إلى أنّ الدورة الرئيسية للاختبارات الكتابية لامتحان البكالوريا دورة 2022، انطلقت يوم الأربعاء 8 جوان 2022، لتتواصل خلال أيام 9 و10 و13 و14 و15 من نفس الشهر، بينما تنتظم دورة المراقبة أيام 28 و29 و30 جوان و1 جويلية 2022.