post

بعد اعتزال شقيقه.. بهاء الحريري يدخل المعترك السياسي في لبنان

الشرق الأوسط السبت 29 جانفي 2022

أكد بهاء الحريري رجل الأعمال وشقيق رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، أنه سيواصل مسيرة والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فيفري 2005.

وأضاف بهاء (55 عاما)، وهو الشقيق الأكبر لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، أمس الجمعة "سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها. سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وأشار إلى أنه سيكون في لبنان قريبا.

وتابع: "أي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني لا يخدم سوى أعداء الوطن، فما بالكم بالتخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء إليها".

ومضى قائلا: "مستمرون في ما تعلمناه من والدي الشهيد رفيق الحريري.. نحن أهل الاعتدال لا التطرف، نحن أهل الإعمار لا الانهيار، نحن أهل المواطنة لا التفرقة، نحن أهل السيادة لا الارتهان، نحن أهل العمق العربي".

وكان شقيقه سعد الحريري، الزعيم السني الذي تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات، أعلن في وقت سابق من الأسبوع اعتزاله وتعليقه عمله السياسي، ما يعني بدء مرحلة جديدة في النظام السياسي الطائفي في لبنان.

ومهّد بهاء الحريري لخطوته هذه بتعيين صافي كالو ممثلاً سياسياً له في لبنان، الأمر الذي طرح تساؤلات حول السبب وراء إقدامه على هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات واختيار شخصية وازنة مثل كالو، الذي تربطه به علاقة وطيدة منذ عقود، وفتح المجال أمام سيناريوهات عدة، حول ما إذا كان سيهيئ كالو الأرضية السياسية لبهاء ويحضر جدول لقاءاته واجتماعاته، وذلك قبيل مجيئه المحتمل إلى بيروت.

ونقلت وكالة رويترز عن جيري ماهر المستشار الإعلامي لبهاء الحريري قوله إنه لن يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم 15 ماي المقبل، وإنه، عوضا عن ذلك، سيساند قوائم انتخابية في أنحاء لبنان تحت شعار "سوا للبنان"، وهي حركة أسسها وموّلها بهاء الحريري.

ولبهاء الحريري مواقف مناهضة لحزب الله وسلاحه، وسبق أن اتهمه بالإرهاب وأنه "يأخذ لبنان رهينة لمصلحته الخاصة"، ودعا إلى سحب سلاح الحزب -المدعوم من إيران- "الذي يشكل تهديدا لأمن كل اللبنانيين"، كما انتقد رجل الأعمال اللبناني التسويات التي قام بها شقيقه سعد في السنوات الماضية مع حزب الله وحلفائه.

ويحمل بهاء، حسب موقعه على الإنترنت، الجنسية السعودية إلى جانب جنسيته اللبنانية، وتشمل مصالحه استثمارات عقارية في لبنان والأردن.

وقال مهند حاج علي من مركز كارنيغي ميدل إيست، "إنها (كلمة بهاء) إشارة إلى أنه لن يسمح بفراغ في السياسة السنية، وأنه يدخل ليرتدي العباءة". وأضاف حاج علي "من الصعب في الوقت نفسه أن تراه يملأ الفراغ، ما لم تكن هناك مساندة إقليمية وتمويل قوي وراءه. إذا كان مستعدا لإنفاق المال على المشهد السني ربما تكون أمامه فرصة".

وفي سياق متصل، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الجمعة، إنه لن يدعو إلى مقاطعة سنية للانتخابات النيابية المقبلة، وذلك ردا على سؤال صحفي عقب اجتماع ميقاتي مع مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان بشأن تداعيات اعتزال سعد الحريري العمل السياسي.

ومن المتوقع أن تحتدم المنافسة في الانتخابات النيابية المقررة في 15 ماي المقبل في ظل الانهيار الاقتصادي الذي أفقد العملة أكثر من 90% من قيمتها منذ 2019 وفاقم أوضاع الفقر بدرجة كبيرة.

ويشار إلى أن لبنان يعاني منذ أكثر من عامين أزمة سياسية واقتصادية حادة، فاقم من تداعياتها الانفجار المدمر لمرفأ بيروت في الرابع من أوت 2020، وذلك في ظل عزوف المانحين الدوليين والإقليميين عن تقديم الدعم للسلطات اللبنانية لتجاوز الأزمة الحالية بالنظر إلى عدم تنفيذ عدد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة.

inbound1276022151083990134.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً