post

تجدّد الاشتباكات في ليبيا بعد سقوط قتلى وجرحى.. الدبيبة يتوعّد وباشاغا يتّهم

أخبار الإثنين 29 أوت 2022

تجدّدت الاشتباكات، فجر اليوم الاثنين، بمنطقة عين زارة في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس، وفق ما أوردته "العربية" نقلا عن وسائل إعلام محلية.

وأضاف المصدر نفسه أن المواجهات اندلعت بين قوات تابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، و"الكتيبة 777"، الداعمة لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان.

وأتى هذا التصعيد مجدداً بعد هدوء حذر شهدته طرابلس أمس الأحد، حيث حصدت المعارك التي تفجرت ليل الجمعة السبت 32 قتيلاً وعشرات الجرحى، فضلًا عن إلحاق أضرار مادية وخسائر كبيرة في ممتلكات عامة وخاصة.

وأثار القتال مخاوف من اندلاع صراع أوسع في ليبيا بسبب المواجهة السياسية بين رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس وفتحي باشاغا الذي يسعى لتنصيب حكومة جديدة في العاصمة. وهذه هي ثاني محاولة من جانب باشاغا للسيطرة على طرابلس منذ ماي الماضي.

وشهدت طرابلس طيلة يوم السبت اشتباكات دامية بدأت فجرا بين كتيبة 77 وقوة دعم الاستقرار وسط المدينة. وسرعان ما أخذت الاشتباكات إطارا سياسيا بعد محاولة توغل قوات تابعة لحكومة باشاغا إلى طرابلس من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، إلا أن القوات المؤيدة للدبيبة تمكنت من صدها وإعادتها من حيث جاءت.

أوامر بالقبض على قيادات ليبية 

وأصدر المدعي العام العسكري التابع لحكومة الوحدة الوطنية، مسعود رحومة، أمس الأحد، أوامر بالقبض على كل من آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، ووزير الصحة والناطق باسم الحكومة عثمان عبدالجليل، ورئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان ومنعهم من السفر ووضعهم في منظومة الترقب والوصول.

وطالب مكتب المدعي العام العسكري، مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب بوضع أسماء كل من أسامة عبدالسلام محمد الجويلي وفتحي عبدالسلام باشاغا وعثمان عبدالجليل محمد أحمد ومحمد حسن محمد صوان، بقوائم الممنوعين من السفر ومنظومة الترقب والوصول، على خلفية التحقيقات الجارية لديه في القضية «رهن التحقيق» بأحداث العدوان على مدينة طرابلس وترويع الآمنين بتاريخ 27 أوت الجاري.

كما طالب مكتب المدعي العام العسكري كلًا من إدارة الشرطة العسكرية وإدارة الاستخبارات العسكرية وجهاز دعم الاستقرار وجهاز المخابرات العامة وجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب وجهاز الأمن الداخلي وجهاز المباحث الجنائية بالبحث والتحري والقبض على باشاغا وصوان والجويلي وعبدالجليل وتسليمهم إلى مكتب المدعي العام العسكري.

ويأتي ذلك على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس، يومي الجمعة والسبت، جراء الاشتباكات التي وقعت بين كل من قوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة وقوات موالية لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا.

الدبيبة يتوعّد

وتوعّد رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مساء الأحد، المتورطين بما أسماه "العدوان على طرابلس"، الذي وقع السبت. وقال في خطاب تلفزيوني: "سنلاحق كل من تورط في العدوان الأخير على طرابلس، من عسكريين ومدنيين، ساهموا بالعمل المباشر أو الدعم، وسنسعى لعدم إفلاتهم من العقاب". وترحم على القتلى الذين سقطوا جراء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية السبت، وأكد أنها "لن تتكرر".

واعتبر الدبيبة أن "الديمقراطية لم تتحقق في ليبيا حتى اليوم"، وقال: "الديمقراطية ليست يوم الانتخابات، ولكنها يوم التجديد لمن أحسن والعزل لمن أخطأ"، وعقب بالقول "لنرحل جميعًا ولكن عبر الانتخابات"، في إشارة إلى كل الأجسام السياسية الحالية.

وكشف الدبيبة أنه "تمّ تكليف وزارة الدفاع بإخراج المعسكرات من وسط المدينة"، وأكد أن "العدوان لن يتكرر داخل طرابلس مجددا". وأضاف: "أعطينا أوامر مباشرة بإزالة المقرات الأمنية من مصيف طرابلس، وتحويلها إلى شواطئ عمومية، وإعادة مبنى الإذاعة إلى قطاع الإعلام".

رسائل لعقيلة والمشري

ووجه الدبيبة رسائل إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وقال: "فشل مشروع الحكومة الموازية". وشدد على أن الانتخابات هو الطريق الوحيد أمام الليبيين، وأنه لا يريد إعادة ليبيا إلى الحرب.

وحمل آلية الطعون مسؤولية إفشال عقد الانتخابات، مؤكدا أن "الشعب يرفض التمديد" للأجسام الليبية "التي فقدت الشرعية والمشروعية". وقال لعقيلة والمشري: "فلنرحل جميعا، ولكن عبر الانتخابات".

باشاغا يتّهم

من جانبه، حمّل فتحي باشاغا الدبيبة مسؤولية اشتباكات، السبت، في العاصمة طرابلس. وقال باشاغا، في بيان صدر مساء أمس الأحد، إن "الدبيبة ومستشاريه الخواص من أفراد عائلته ومن معه من عصابات مسلحة مسؤولون عن الدماء التي سفكت والأموال التي نهبت، ومسؤولون عما سيحدث جراء هوسهم بالمال والسلطة، وتشبثهم بها وعدم قبولهم بإرادة الليبيين ومبدأ التداول السلمي على السلطة"، وفق تعبيره.

وعبّر باشاغا عن أسفه حيال حالة الفوضى الأمنية وترويع المدنيين في طرابلس التي أحدثتها من وصفهم بـ"المجموعات الإجرامية الخارجة عن القانون"، و"التي تأتمر بأمر الدبيبة".

وترحم باشاغا على روح من قضى في الاشتباكات، وأكد نبذه الدائم للعنف وتمسكه المطلق بممارسة الحقوق السياسية بالطرق السلمية، واتهم الدبيبة بأنه "استغل وما زال يستغل موارد الدولة الليبية ومقدراتها لتشكيل ودعم مجموعات مسلحة ترسخ تحت حكمه وسلطانه بمنطق القوة والأمر الواقع، وأنه يؤسس لدولة دكتاتورية مستبدة تستهدف كل من يعارضها بالقبض والسجن والقتل دون أي رادع من أخلاق أو قانون".

كما أكد باشاغا أن "غايته ليست الوصول إلى السلطة، وإنما إقامة دولة مدنية ديمقراطية يسودها القانون لا الفساد والدكتاتورية والقمع والإرهاب الذي يمارس حاليا من العصابة المسؤولة عن العاصمة".

اشتباكات-1.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً