post

تركيا.. حزب العدالة والتنمية يقدّم للبرلمان تعديلات دستورية تضمن حق النساء في ارتداء الحجاب وتحمي العائلة من الشذوذ

سياسة السبت 10 ديسمبر 2022

قدّم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أمس الجمعة، تعديلات دستورية إلى البرلمان تتعلق بمسألة حماية حق الحجاب، وحماية العائلة من الشذوذ، واضعا المعارضة أمام تحد جديد، في وقت يحتدم فيه النقاش على هذه القضية قبل نحو 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وأعلن الحزب في مؤتمر صحفي، أنه قدم المقترحات إلى البرلمان ووقع عليها نواب التحالف الجمهوري الحاكم، المكون من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الوطنية بتوقيع 336 نائبا.

وحملت التعديلات توقيع قيادات من حزب العدالة والتنمية، منهم رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، ورئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، ورئيس حزب الوحدة القومية مصطفى دستجي، وبقية النواب.

وشملت التعديلات المادة 24 المتعلقة بالحجاب، حيث أضيف إليها أن "من ضمن الحقوق والحريات الأساسية لن يكون هناك أي شرط يتعلق بالاستفادة من الخدمات العامة والخاصة بمسألة غطاء الرأس أو عدم تغطيته".

كما تشمل أنه "لا يمكن لأي فتاة بسبب خياراتها ومعتقداتها الدينية سواء بغطاء الرأس أو اللباس الذي ترتديه أن تُحرم من التعليم أو العمل أو الانتخاب أو الترشح أو ممارسة النشاطات السياسية، أو الدخول في الخدمات العامة، وبسبب خياراتها لن تتعرّض للإدانة أو الاتهام أو التمييز".

أما التعديل المتعلق بالعائلة وحمايتها من الشذوذ، فإنه كان ضمن المادة 41 التي تشمل حماية العائلة وحقوق الأطفال، حيث سيجري تغيير العنوان إلى "حماية العائلة ووحدة العائلة وحقوق الأطفال".

وتشير هذه التعديلات إلى أن "رجلا وامرأة فقط هما من يشكلان العائلة من جنسين مختلفين، وبخلاف ذلك لا يقبل أن يكون هناك وحدة عائلة، ويتم قبول أساس المساواة بين الرجل والمرأة في العائلة، وبذلك تجري حماية الزواج من كل المخاطر والتهديدات والهجمات والممارسات الشاذة".

وطرحت مسألة التعديلات الدستورية من قبل التحالف الحاكم، بعد أن أثار زعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو الأمر قبل أشهر، عندما قدم حزب الشعب الجمهوري مشروع قانون للبرلمان يتعلق بالمحجبات، الأمر الذي استغله التحالف الحاكم لطرح تعديلات دستورية، على اعتبار أنها أقوى من القوانين.

ويتطلب مرور التعديلات الدستورية من البرلمان بشكل مباشر موافقة 400 عضو من أصل 600 يشكلون أعضاء البرلمان، فيما التعديلات بحاجة إلى موافقة 360 عضوا على الأقل للذهاب إلى الاستفتاء الشعبي، فيما يمتلك التحالف الحاكم 336 عضوا فقط.

وسبق أن كشف حزب الشعب الجمهوري عدم موافقته على التعديلات الدستورية، فيما لم تعرف مواقف بقية أحزاب المعارضة، وهي: الحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ويتوقع أن يجري تحويل التعديلات إلى اللجان المختصة، وأن يبدأ البرلمان بمناقشة التعديلات الدستورية الشهر المقبل وصولا إلى فيفري المقبل.

وبحسب الأوساط المتابعة، فإن المعارضة لا ترغب في أن تذهب البلاد إلى استفتاء قد يقود إلى صندوق ثالث بجانب صندوقي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العام المقبل، وهناك توجه للموافقة في حال تمكن التحالف الحاكم من تجاوز حاجز 360 عضوا.

وينتظر أن تسيطر مسألة التعديلات الدستورية على الأجندة المحلية لتركيا، خاصة أنها تهم أكبر كتلة ناخبة في البلاد، وهي الكتلة المحافظة التي يحاول كل طرف سياسي استمالتها لتحقيق التفوق بالانتخابات المقبلة.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قال الشهر الماضي إن حزب العدالة قد يطرح للاستفتاء تعديلا دستوريا يكفل حق النساء في ارتداء الحجاب.

واجتمع حزب العدالة -الذي يترأسه أردوغان- مع المعارضة بشأن هذه القضية، في الوقت الذي تتنافس فيه الأحزاب للحصول على الدعم قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

ويحتدم النقاش -حول ارتداء الحجاب في تركيا- قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في جوان المقبل.

وتركيا التي كرّست العلمانية في دستورها، حظرت لفترة طويلة ارتداء الحجاب بمؤسسات الدولة والمدارس والجامعات، وكذلك أماكن مثل البرلمان ومباني الجيش. ورفعت حكومة أردوغان القيود المفروضة على ارتداء الحجاب عام 2013.

تركا.jpeg

من الممكن أن يعجبك أيضاً