post

تقرير أممي يوثق انتهاكات روسيا في أوكرانيا وموسكو تحذر من زيادة تسليح كييف

أخبار الأربعاء 05 أكتوبر 2022

حذّر مكتب المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان من أنّ إعلان روسيا ضمّ مناطق أوكرانية لن يؤدّي إلا إلى مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان. فيما حذرت موسكو من أن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا يزيد خطر اندلاع صدام عسكري بين روسيا والغرب.

حذّر مكتب المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان من أنّ إعلان روسيا ضمّ مناطق أوكرانية لن يؤدّي إلا إلى مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان.

جاء ذلك في تقرير سلّط الضوء على معاناة "تفوق الوصف" يعيشها أوكرانيون. فيما حذرت موسكو من أن قرار واشنطن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا يهدد مصالحها ويزيد خطر اندلاع صدام عسكري بين روسيا والغرب.

وقال مدير قسم العمليات الميدانية والتعاون التقني في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان كريستيان سالازار فولكمان في معرض تقديمه تقريراً حول أوكرانيا إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن خبراء الأمم المتحدة وثّقوا "مجموعة من الانتهاكات للحق في الحياة والحرية والأمن".

وأشار سالازار فولكمان إلى أن "الهجوم المسلّح الواسع النطاق لروسيا الاتحادية أدى إلى تردي أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا".

وقال: "الشعب في أوكرانيا تعرّض لمعاناة وتدمير يفوقان الوصف".

وكشف أن بعثة رصد أوضاع حقوق الإنسان التابعة لمكتب المفوض السامي في أوكرانيا منذ العام 2014، وثّقت مقتل 6114 مدنياً منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، مرجّحاً أن تكون "الأرقام الحقيقية أعلى بكثير".

وقال إن "الهجوم المسلّح لروسيا الاتحادية أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص وتسبب في دمار كبير لكيانات وبنى تحتية مدنية".

وحذّر من أن الأوضاع ستزداد سوءاً مع مضي روسيا قدماً في إنجاز عملية ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا، على إثر استفتاءات نُظّمت على عجل ووصفها الغرب بأنها "زائفة".

وأشار إلى أن روسيا بإعلانها ضم المناطق الأوكرانية الأربع "اتّخذت خطوات تعمّق النزاع بدلاً من حلّه وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان المرافقة له".

ويغطي التقرير الـ34 لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا الفترة الممتدة بين 1 فبراير/شباط و31 يوليو/تموز من العام الحالي.

المدنيون يتحملون العبء الأكبر

وقال سالازار فولكمان أمام المجلس إن المدنيين يتحمّلون العبء الأكبر للأعمال العدائية، مشيراً إلى أن الغالبية الكبرى من الضحايا المدنيين قُتلوا بأسلحة متفجرة استخدمت في مناطق مأهولة "أطلقتها بغالبيتها قوات روسية ومجموعات مسلحة تابعة لها".

وقال إن "الحجم الهائل للأضرار والدمار يشكّل مؤشراً قوياً يدل على وقوع انتهاكات".

وأشار في كلمته إلى أن أشخاصاً "اضطروا للعيش في ظروف مزرية" وحُرموا حقهم في السكن والتعليم والصحة والطعام والمياه.

وقال إن تقارير مثيرة للقلق الشديد تفيد بارتكاب انتهاكات في مراكز اعتقال سواء بحق مدنيين أو أسرى حرب، مع "تفشي" الإخفاءات القسرية والاعتقالات التعسفية في الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا والمجموعات التابعة لها.

وتحدّث عن "تقارير مروّعة عن تعذيب وسوء معاملة" لا يزالان يمارسان ضد مدنيين وأسرى حرب، مشيراً إلى واقعتين موثقتين تعرّض فيهما جنديان أوكرانيان "للتعذيب حتى الموت".

ردود فعل غاضبة ونفي روسي

وأثار التقرير عاصفة من ردود الفعل، إذ سارع الغرب إلى الترحيب بمضمونه، في حين ندّدت موسكو وحلفاؤها بـ"تحيّزه".

وقالت السفيرة الأمريكية لدى مجلس حقوق الإنسان ميشيل تايلور إنّ الحرب تسبّبت بـ"موتى وإساءات ومعاناة لا طائل منها"، مشدّدة على أنّ بلادها "مصدومة" بالمعلومات المتعلّقة بإساءة معاملة أسرى حرب.

بدوره، رأى المندوب البريطاني في المجلس أنّ التقرير يلخّص سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقوامها "عدوان في الخارج، وقمع في الداخل"، مطالباً موسكو بإعادة جنودها إلى ديارهم وإنهاء الحرب.

من جهتها، استنكرت سفيرة الاتّحاد الأوروبي في المجلس لوتي كنودسن "الفظائع والدمار والمعاناة" في أوكرانيا وتداعيات هذه الحرب التي تسبّبت "بأزمة اقتصادية وغذائية وأزمة طاقة عالمية".

بالمقابل، ندّدت بمضمون التقرير المندوبة الروسية في مجلس حقوق الإنسان، مؤكّدة أنّه "منحاز وغير متوازن ويعكس وجهة النظر الغربية من الأزمة الأوكرانية".

وأعربت الدبلوماسية الروسية عن أسفها لأنّ المجلس "يقدّم هذه المعلومات بطريقة غامضة وضبابية مما يطلق العنان لنظام كييف ويعزّز إفلاته من العقاب".

ولقي الموقف الروسي دعماً من فنزويلا وسوريا وبيلاروس.

وفي حين أعربت فنزويلا عن أسفها لما تضمّنه التقرير من "معلومات انتقائية ومعايير مزدوجة"، قالت سوريا إنّه "تقرير غير متوازن يعكس وجهة نظر" الجانب الأوكراني فقط، وكذلك فعلت بيلاروس

صدام عسكري بين روسيا والغرب

في سياق متصل قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إن قرار واشنطن إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا يشكل تهديداً لمصالح موسكو ويزيد خطر اندلاع صدام عسكري بين روسيا والغرب.

وأضاف أنتونوف على تطبيق التراسل تليغرام الأربعاء: "نرى أن هذا يمثل تهديداً مباشراً لمصالح بلدنا الاستراتيجية".

وأردف: "توريد الولايات المتحدة وحلفائها المنتجات العسكرية إلى أوكرانيا لا يؤدي فقط إلى إراقة دماء مطولة وخسائر جديدة، وإنما يزيد خطر حدوث صدام عسكري مباشر بين روسيا والدول الغربية.

*وكالات 

من الممكن أن يعجبك أيضاً