post

تونس تحتضن المنتدى الدولي الثاني للصحافة

صحافة الجمعة 18 مارس 2022

تحت شعار "الحاجة الماسة للصحافة"، انطلقت أمس الخميس بمدينة الثقافة في العاصمة، أشغال المنتدى الدولي الثاني للصحافة في تونس، الذي يتواصل إلى يوم 19 مارس الجاري، بحضور حوالي 700 صحفي قادمين من 30 دولة عربية وأوروبية وإفريقية.

ولدى افتتاحه فعاليات المنتدى الدولي، قال نائب رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في تونس فرانشيسكو أكوسا، إن هذا الملتقى ينعقد في ظرف دقيق يتسم بتواصل جائحة كورونا التي ألقت بظلالها وتداعياتها على جميع بلدان العالم، واندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، بما جعل من المشهد العالمي العام على غاية من التعقيد.

ولاحظ أن مجتمعات العالم اليوم، وجدت نفسها منهكة وتأمل في النهوض من جديد في كل مناحي الحياة، بما فيها المشهد الإعلامي وما يتطلبه من تعزيز لحرية التعبير واستقلال الإعلام، في اتجاه بناء مستقبل يستند إلى أخلاقيات المهنة الصحفية وحرية الرأي في كنف الحيادية والنزاهة.

وأبرز في هذا الاطار، أهمية مد المواطن بمعلومات حقيقية، باعتبارها من أسس المنظومة الديمقراطية برمتها، وقال "لا مستقبل دون إعلام حر ونزيه، لاسيما في سياق ما يسجل من انتهاكات واعتداءات تسلط باستمرار على الصحفيين، وضرب حرية التعبير بزجهم في السجون ومنعهم من ممارسة العمل الصحفي".

واعتبر أكوسا أن المساس بمصداقية الاعلام وحرية الرأي وحقوق الصحفيين، من شأنه تقويض المفهوم الجوهري للعمل الصحفي، ودعا الصحفيين إلى ضرورة الاستماتة في الدفاع عن حرية التعبير ونقل الحقيقية، إزاء هيمنة شبكات التواصل الاجتماعي على المشهد في السنوات الأخيرة، بما خلق حالة ضبابية كبيرة حول مدى صحة المعلومات المتداولة، وسمح بانتشار المغالطات التي غيّبت المعلومة وسط زحام تدافع الأخبار على الشبكة العنكبوتية.

أهمية دور الصحافة

من جهته، أكد مدير جمعية صحافة ومواطنة (فرنسا)، جيروم بوفييه، أن تونس باحتضانها للدورة الثانية للمنتدى تضرب موعدا آخر هاما مع صحافة الجودة وحرية الإعلام والتعبير في ضفة جنوب المتوسط والقارة الإفريقية، وقال "لنجعل من تونس عاصمة للصحافة".

وبيّن أن الرهان كان انطلق مع منذ الدورة الأولى، ليتعزز اليوم بحضور المئات من الصحفيين، حيث تنوعت المرجعيات والثقافات، بما يعطي ثراء كبيرا ويضفي النجاح المطلوب للمنتدى الحالي، قبل الشروع في الاعداد للنسخة الثالثة للمنتدى المرتقبة في خريف 2023.

كما لفت بوفييه في سياق متصل، إلى أهمية دور الصحافة بما تحمله من مضامين ومفاهيم ، وقال "لا يوجد مستقبل مشترك دون صحافة وخبر بعيدا عن هيمنة السلطة.. أخبار صادقة تحترم الأحداث من أجل فهم هذا العالم والعيش معا".

وفي حديثها عن المشهد الإعلامي بتونس في السنوات الأخيرة، قالت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أميرة محمد "إن حكومة يوسف الشاهد أمعنت في تفتيت قطاع الإعلام، وعملت على ضرب المؤسسات الإعلامية واستقطاب بعضها لتوظيفها"، وأكدت أنها "حكومة ضرب حقوق الصحافيين"، إذ لم تنشر الاتفاقية الاطارية للصحفيين في الرائد الرسمي.

وأضافت أن هذه الحكومة "أعدت مشاريع قوانين ترمي الى نسف حرية التعبير في تونس، لولا تصدي نقابة الصحفيين والمجتمع المدني"، على غرار مشروع قانون زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح ومشروع قانون الطوارئ.

وانتقدت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين، رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الذي قالت "إنه يعتمد سياسة اتصالية افتراضية لا تعترف بدور الصحفي وبوسائل الاعلام وتقتصر على الصفحة الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ليصبح الصحفي مجرد ناقل لما يتم نشره".

ولاحظت أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن، لم تعقد بدورها إلى اليوم أية ندوة صحفية، فضلا عن اصدارها المنشور عدد 19 لضرب حق النفاذ الى المعلومة، والمرسوم عدد 20 لضرب العمل النقابي، وإلى اليوم تماطل في نشر الاتفاقية الاطارية للصحفيين رغم صدور حكم قضائي نهائي وبات في شأنها.

وشددت على ضرورة المحافظة على مكسب حرية الصحافة الذي تحقق، وأكدت أن نقابة الصحفيين "ستتصدى لكل محاولات تركيع الاعلام للمحافظة على قداسة حرية التعبير وصحافة الجودة والتعدديةّ، باعتبارها خيارا ضروريا لحرية الرأي في كنف اخلاقيات المهنة".

أشغال المنتدى

وتتضمن أشغال المنتدى على مدى ثلاثة أيام، أكثر من 150 نشاطا من بينها جلسات حوارية حول الصحافة في مواجهة الطوارئ الصحية، والصحافة كعنصر فاعل في حالة الطوارئ الديمقراطية، والحاجة الماسة للصحافة الاستقصائية، وأخلاقيات المهنة والتنظيم الذاتي، بتأطير من صحفيين من تونس وفلسطين ونيجيريا وفرنسا ولبنان وبلجيكا والجزائر.

كما سيتم تنظيم ورشات عمل حول كيفية عمل "بودكاست" وتقييم الوضع الراهن، وعرض آفاق الصحافة البيئية في دول جنوب بحر المتوسط، وتبادل الخبرات حول الاذاعات المجتمعية، وحماية النساء الصحفيات خلال تغطية الأزمات.

ويتضمن المنتدى الدولي كذلك عديد المعارض، على غرار "اليمن، الحياة رغم الصعاب" و"ارسم لي البيئة" و"رسومات عن السلام والحرية"، بالإضافة إلى معرض "السلام والديمقراطية"، وهو معرض تعليمي يعكس تحديات وآمال الشباب التونسي في نشر ثقافة السلام والحوار.

inbound4458095142292997420.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً