post

تونس وليبيا.. غموض بشأن مغادرة باشاغا تونس وتأجيل زيارة الدبيبة

تونس السبت 23 أفريل 2022

بعد أن نشرت مواقع ليبية على منصات التواصل الاجتماعي، وثيقة رسمية تحتوي برنامج زيارة مُرتقبة لوفد عن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة إلى تونس في مهمة عمل رسمية باسم الدولة الليبية لمدة أسبوع انطلاقا من 26 أفريل 2022، ويتضمن الوفد وزراء الداخلية والمالية والاقتصاد والثروة البحرية ورئيس الأركان العامة للجيش وآمر قوة مكافحة الإرهاب ورئيس جهاز المخابرات ورئيس جهاز الأمن الداخلي ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمار بالإضافة لبعض وزراء الدولة والمستشارين، أكدت بعص المصادر الإعلامية تأجيل زيارة الدبيبة إلى تونس بطلب تونسي، وأوضحت أن تونس لا تريد أن تُحسب على أي طرف في الصراع بعد أن أحدث موضوع باشاغا جدلا كبيرا عند قيامه بمهامه انطلاقا من تونس.

وتأتي هذه الزيارة المرتقبة للدبيبة إلى تونس بعد زيارة سابقة أجراها الدبيبة يوم الإثنين الماضي للجزائر والتقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون، وتناولا موضوع الانتخابات، والتنسيق حول مؤتمر وزاري داعم للانتخابات الليبية ستعد له الجزائر ويضم دول الجوار والدول المعنية بالملف الليبي.

حكومة باشاغا تنفي

من جهتها، نفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول اعتراض الجمهورية التونسية على تواجد الحكومة الليبية بالعاصمة التونسية ومطالبتها رئيس الحكومة فتحي باشاغا بمغادرة أراضيها.

وقالت الوزارة في بيان ليل الجمعة- السبت، إن "هذه الأخبار الزائفة لا تعد أن تكون إشاعات مغرضة تستهدف العالقات الثنائية المتميزة بين الحكومة ونظريتها التونسية، وتحاول تشويه الدور المتميز والمواقف التاريخية لتونس تجاه الشعب الليبي".

وأكدت الحكومة بأنها على "تنسيق وتشاور مستمر مع الحكومة التونسية"، مثمنة جهودها، لما تقدمه من تسهيلات لوجستية وأمنية للحكومة أثناء تواجدها في تونس، مبدية تطلعها لتوطيد هذه العلاقات الأخوية المتميزة، لما فيها من صالح البلدين.

اضطرار باشاغا لمغادرة تونس

وكان تقرير لموقع "أفريكا أنتتلجنس" (Africa Intelligence) الفرنسي كشف، أمس الجمعة، عن مطالبة الرئيس التونسي، قيس سعيد، باشاغا بـ"عدم استخدام تونس قاعدة خلفية لطموحاته السياسية، ومغادرتها". وقال الموقع إن باشاغا اضطر لمغادرة العاصمة تونس بعد تحذيره من أنه لا يمكنه ممارسة أنشطته السياسية هناك.

وأشار الموقع الاستخباراتي إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين باشاغا وتونس شهدت منعطفا نحو الأسوأ، وأوضح أنه منذ عدة أشهر يقوم برحلات متكررة إلى تونس (كان آخر وصول له في 17 أفريل)، ومع ذلك طلب منه عدم استخدام تونس قاعدة خلفية لطموحاته السياسية، وفق قوله.

وأوضح "أفريكا إنتليجنس" أن باشاغا عاد إلى بنغازي يوم 19 أفريل قادما من تونس، ولفت إلى أنه بعد انتخابه في فيفري الماضي بالتحالف مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخليفة حفتر، يبحث الآن عن طريقة للعودة إلى طرابلس ليحل محل الدبيبة، لكن الوصول إلى العاصمة لا يزال ممنوعا.

وأكد الموقع الفرنسي أن شائعة مفادها أن باشاغا وأنصاره كانوا على وشك محاولة الوصول إلى العاصمة من نقطة الحدود في معبر الذهيبة وازن، أثارت انزعاج أجهزة الأمن التونسية والدبيبة، ونتيجة لذلك استدعى الدبيبة في 16 أفريل السفير التونسي لدى طرابلس "لسعد العجيلي" لمناقشة قضايا أمن الحدود.

وتعتبر تونس أقرب الدول للعاصمة الليبية طرابلس التي تبعد عن حدودها 175 كيلومترا، وقام باشاغا بعدة زيارات لتونس منذ أداء حكومته اليمين الدستورية مطلع مارس الماضي، وكان آخرها الزيارة التي تمت يوم 17 من أفريل الحالي واستمرت يومين.

وأجرى باشاغا في تونس عدة لقاءات مع شخصيات سياسية وأمنية ليبية، منها لقاءه بقيادات مجموعات مسلحة من مصراته وطرابلس الأسبوع الماضي، في إطار سعيه لتوطيد حكومته وإدخالها طرابلس وتمكينها من استلام مهامها من حكومة الوحدة الوطنية التي تسيطر بدورها على العاصمة وتدير شؤون البلاد، وترفض تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة.

ويأتي هذا الخبر في وقت تشهد فيه العاصمة الليبية طرابلس استنفارا أمنيا وانتشارا مسلحا الاثنين، إثر أنباء عن "تعثر دخول باشاغا لطرابلس من تونس عبر معبر ذهيبة/ وزان بعد يوم من اجتماعه في تونس مع قادة كتائب مسلحة من غرب ليبيا". وبالتزامن أصدرت حكومة باشاغا بيانا نفت فيه "الأنباء المتداولة"، بخصوص عزم رئيسها على دخول العاصمة طرابلس باستخدام القوة.

اجتماع حكومة باشاغا في سبها

وعقدت الحكومة المكلفة من البرلمان الخميس، اجتماعها الأول في مدينة سبها جنوب البلاد لمناقشة برنامجها الحكومي، وقالت في بيان إنه "يأتي قبيل مباشرة عملها من مقرها في العاصمة طرابلس".

وأثارت خطوة عقد باشاغا لأول اجتماع وزاري كامل لحكومته في الجنوب الليبي تساؤلات عن دلالة الخطوة، وما إذا كان سيتحول الجنوب مقرا للحكومة، بعد فشلها في دخول العاصمة طرابلس.

وقال باشاغا خلال افتتاح الاجتماع الوزاري الأول إن "الحكومة اختارت مدينة سبها لاستضافة اجتماعها الأول لتوصل رسالة تؤكد أنها حكومة لكل الليبيين، واليوم نجد في الحكومة لفيفا من كل الليبيين من الشرق والوسط والغرب والجنوب بعد اختلاف واحتراب لعشر سنوات".

وفي تعليقه على أن الخطوة جاءت بعد فشل دخول العاصمة، قال المتحدث باسم حكومة باشاغا، عثمان عبد الجليل إن "دخول طرابلس ليس هدفا عاجلا في الوقت الراهن وأن حكومته تتفادى الصدام وتعمل على دخول آمن وسلمي للعاصمة، كما أن الحكومة لا تركز على مكان عملها"، وفق تصريحاته.

محاولة فاشلة

من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "لجوء حكومة باشاغا إلى المنطقة الجنوبية هو مجرد محاولة فاشلة من حكومته كونها لن تجد من يساندها حال قررت اتخاذ الجنوب مقرا، وأعتقد أنها جاءت بعد فشل عقد الاجتماع في مدينة بنغازي ناهيك طبعا عن فشل دخولها طرابلس".

وأوضح البرغثي في تصريح صحفي، أن "أي حكومة تعمل من خارج العاصمة لن يعترف بها والدولة لا تدار إلا من طرابلس باعتبارها العاصمة وبها كل مؤسسات الدولة السيادية وموظفيها، لذا لن تجد حكومة باشاغا حاضنة في الجنوب كون حتى أعيان المدينة المنعقد فيها الاجتماع (سبها) ذهبوا للعاصمة والتقوا الدبيبة وأكدوا عدم اعترافهم بحكومة باشاغا"، وفق معلوماته.

inbound3509245456251507811.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً