أفاد الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة، بأنه تمت السيطرة على نسبة كبيرة من حريق اندلع عشية أمس الثلاثاء بسفح جبل برج السدرية وبوقرنين، وأكد أنه تمت السيطرة على أكثر من 80% من الحريق.

وأضاف، في تصريح إذاعي، اليوم الأربعاء 20 جويلية، أن الجيش التونسي سيقوم بطلعات جوية في أعلى قمة جبل برج السدرية للقيام بعمليات الإخماد والدعم الجوي، كما ستقوم بقية وحدات الإطفاء التابعة للحماية المدنية وإدارة الغابات وكل الهياكل المتدخلة في الأثناء بمواصلة الجهود للقيام بعملية الإخماد والحيلولة دون عودة اندلاع الحريق من جديد، حسب تصريحه.

وتابع تريعة: "لا نزال في مراقبة متواصلة للوضع عن كثب لمنع اندلاع الحريق مجددًا"، واستدرك القول إن الحريق لم يعد يشكل أي خطورة على المناطق السكنية، على حد قوله. كما لفت إلى أنه لم يقع تسجيل أي خسائر بشرية، لكن هناك خسائر مادية تتعلق بالنسيج الغابي، وأشار إلى أنه سيتم لاحقًا تحديد المساحة المتضررة. وختم الناطق باسم الحماية المدنية حديثه بتأكيد أنه ستتم خلال الساعات القليلة القادمة السيطرة نهائيًا على الحريق، حسب تصوره.

وكانت الحماية المدنية أفادت، في بلاغ لها، بأن "حريقًا اندلع ظهر الثلاثاء على الساعة 14:20 بجبل برج السدرية التابع لسلسة جبال بوقرنين والمتاخم لحي الكعبي السكني التابع لمعتمدية برج السدرية.

وذكرت أن "اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة في حالة انعقاد دائم ووفرت جميع الإمكانيات اللازمة من معدات ثقيلة وآلات كاسحة تابعة لوزارة التجهيز للحد من انتشار النيران كما سعت إلى إعطاء الأولوية لحماية المناطق السكنية المجاورة وتطبيق المخطط العملياتي المعد لمجابهة مثل هذه الحرائق"، وفق ما جاء في نص البلاغ.

تحذيرات لمستعملي الطريق

وكان المرصد الوطني لسلامة المرور نبّه، في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء 19 جويلية، مستعملي الطريق السيارةأ1 إلى مضاعفة الحذر والانتباه خاصة من النقطة الكيلومترية 7 إلى النقطة الكيلومترية 15 تحسبًا لنفور الحيوانات من غابة بوقرنين المجاورة للطريق. ودعاهم إلى التخفيض من السرعة واستعمال أضواء التقاطع مع أضواء الطريق وكذلك الأضواء الرفافة.

مؤاخذات

وفي المقابل، انتقدت الجمعية التونسية لإدارة الأزمات، في بيان أصدرته في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء 20 جويلية 2022، الجهود المكرسة لإخماد الحريق، واعتبرت أنها "منقوصة"، وفق تقديرها.

وقالت الجمعية: "بعد المعاينة الأولية لنتائج التصوير الجوي عبر drone على امتداد 24 ساعة لحريق أول نشب بجبل بوقرنين وعملية إطفائه مساء الاثنين والتي تواصلت حتى صباح الثلاثاء، تبين أن عملية تأمين مواقع الحريق الأول بعد إخماده كانت منقوصة مما سهل إعادة تشكل ألسنة اللهب متأثرة بالتفاعلات الكيميائية وبمساهمة درجة الحرارة المرتفعة ظهر الثلاثاء حيث نشب الحريق الثاني بمختلف بؤره في أطراف المحور المكاني للحريق الأول".

وتابعت الجمعية، في ذات الصدد: "لم يكن في الإمكان احتواء الحريق الثاني في مراحله الأولى نظرًا لتباعد بؤره مكانيًا واتجاهات انتشاره المختلفة من جهة واعتبارًا لانسحاب جماعي كامل كان من المفترض أن يكون على مراحل لوسائل الإطفاء من جبل بوقرنين من جهة أخرى"، على حد تأكيدها.

دعم جزائري

وفي الأثناء، أعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية، في بلاغ أصدرته في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء 20 جويلية، أنه عقب طلب من الجمهورية التونسية، أذن رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون بالإرسال الفوري لحوامتين كبيرتين تابعتين للقوات الجوية و20 شاحنة للحماية المدنية من النوع الكبير، إلى تونس، للمساعدة في إخماد الحرائق المندلعة في الغابات، على أن تصل هذه الإمدادات خلال الساعات القليلة القادمة، وفق ما جاء في نص البلاغ.وقال رئيس بلدية حمام الشط نزار مقري، في تصريح صحفي، إن "الجهود متواصلة للسيطرة على الحريق والحد من انتشاره، إذ يعمل ديوان الحماية المدنية بالتنسيق مع الإدارة الجهوية للتجهيز وبلديات حمام الشط وحمام الأنف وبومهل ومرناق على السيطرة عليه".

كما أشار رئيس البلدية إلى أن مروحيات تابعة للجيش الوطني تدخلت لمعاضدة المجهودات المسّخرة لإطفاء الحريق بالنظر للتضاريس الصعبة للمنطقة ولإضفاء نجاعة أكبر على المجهودات الرامية للسيطرة على الحريق والحد من انتشاره".

وكان اندلع، الثلاثاء 19 جويلية 2022، حريق بالغطاء الغابي في جبل بوقرنين، وسط محاولات من وحدات الحماية المدنية بولاية بن عروس لإخماده. وجبل بوقرنين هو جبل يقع في الشمال الشرقي التونسي قرب مدينة حمام الأنف. يبلغ ارتفاعه 576 م. ويحتوي على محمية وطنية "الحديقة الوطنية ببوقرنين".