post

خطيرة على الاستقرار.. موريتانيا تواجه موجة جفاف هي الأشد منذ نحو نصف قرن

اقتصاد وأعمال الثلاثاء 17 ماي 2022

تشهد موريتانيا خلال 2022 موجة جفاف وصفت بأنها الأشد منذ نحو نصف قرن، حيث تسبب شح الأمطار هذا العام بنقص شديد بالمساحات الرعوية، وتضرر النشاط الزراعي واتساع دائرة التصحر في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا والذي تشكل الثروة الحيوانية أساس اقتصاده.

وأثرت موجة الجفاف هذه بشكل كبير على غالبية سكان البلد، فيما أعدت الحكومة الموريتانية خطة لمواجهة آثاره وتداعياته.

ثروة مهدّدة

وقال عدد من القائمين على تربية المواشي في موريتانيا، إن الثروة الحيوانية في البلد باتت مهددة بشكل كبير جراء موجة الجفاف وضعف خطط الحكومة لإنقاذها.

وأوضحوا أن الحكومة قدمت منذ نحو شهر كميات من الأعلاف للمساهمة في إنقاذ هذه الثروة، لكن هذه الكميات قليلة بالمقارنة مع حجم هذه الثروة التي تشكل أساس اقتصاد البلد.

وتمتلك موريتانيا إحدى أكبر الثروات الحيوانية في المنطقة العربية، حيث تقدر بأكثر من 24 مليون رأس، منها 1.4 مليون رأس من الإبل، و1.8 مليون رأس من الأبقار، ونحو 21 مليون رأس من الماعز والضأن.

وحسب معطيات وزارة الشؤون الاقتصادية الموريتانية تتزايد هذه الثروة بشكل مستمر بنسبة تفوق 3.5 في المئة سنويا.

نزوح نحو المدن

ويرى متابعون أن موجة الجفاف الحالية ستدفع الكثير من سكان القرى إلى النزوح إلى المدن، بحثا عن فرص عمل.

وقال مدير "منتدى آوكار للتنمية والثقافة والإعلام" سيد أحمد ولد محمدو، في تصريح صحفي، إن انعدام فرص العمل وضعف حجم المساعدات الحكومية في القرى والمناطق الريفية سيدفع الكثير من السكان إلى النزوح إلى العاصمة نواكشوط والمدن الكبيرة.

وأوضح ولد محمدو، أن معاناة سكان القرى التي تعتمد على تربية المواشي، تفاقمت بسبب الأزمة الأمنية التي تعرفها دولة مالي المجاورة، والتي منعت سكان هذه المناطق من الاتجاه إلى هذا البلد بحثا عن المراعي كما اعتاد السكان في مواسم الجفاف.

وأضاف: "هذا الوضع يجعل من الحكومة مطالبة بمضاعفة جهودها لدعم سكان هذه المناطق والعمل من أجل إنقاذ مواشيهم التي تشكل أساس اقتصاد البلد".

ويساهم قطاع الثروة الحيوانية بـ22% من الناتج الداخلي الخام الوطني وفق معطيات وزارة الشؤون الاقتصادية.

خطة حكومية

وأعلنت الحكومة الموريتانية عن خطة قالت إنها تهدف للحد من تأثير موجة الجفاف في البلد.

ووفق وزارة التنمية الحيوانية ستمكن هذه الخطة من اقتناء 90 ألف طن من الأعلاف المتنوعة مخصصة للبيع بأسعار مدعومة لصالح المنمين (مربو المواشي) في العديد من نقاط البيع موزعة على امتداد التراب الوطني، بالإضافة إلى حفر آبار في المناطق التي توجد فيها مراع.

وبدورها، أعلنت وزارة التجارة عن خطة لتموين السوق بالمواد الغذائية والحد من ارتفاع أسعارها، وتقديم مساعدات غذائية ونقدية للأسر الأكثر فقرا.

خطورة الجفاف على الاستقرار

وأوضح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قبل أيام، أن بلاده عانت من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أدى إلى تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين.

وأكد في كلمة أمام الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر التي احتضنتها مدينة أبيدجان في ساحل العاج يوم 9 ماي الجاري، ضرورة تعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر في المنطقة.

وقال الرئيس الموريتاني إن الجفاف بتبعاته يعتبر عاملا في تحطيم المجتمعات ومضاعفة ظاهرة الهجرة غير النظامية، كما يؤدي إلى تفاقم النزاعات والتوترات من أجل النفاذ إلى المياه والأراضي الخصبة.

وأضاف أنه «مهما كانت خطورة الوضعية، فهي بالتأكيد ليست قدرا محتوما»، ولفت إلى أنه "ما زال بإمكاننا دائما أن نتحكم في مصيرنا ونقلب الوضعية من خلال العمل على تأهيل التربة المتدهورة وحوكمة الموارد الطبيعية والتركيز على التكوين والإعلام ومحاربة الجفاف وتعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر".

3 ملايين دولار لتوفير الغذاء 

من جهة أخرى، أعلنت السفارة الأمريكية في نواكشوط، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قدمت مبلغًا إضافيًا قدره 3 ملايين دولار لمساعدة أكثر من 40 ألف موريتاني في شراء المواد الغذائية خلال موسم الجفاف الزراعي الحالي.

وحسب ما نشرت السفارة أمس الاثنين، فإن هذا المبلغ يضاف إلى 4.5 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، مقدمة لأكثر من 66000 لاجئ في مخيم مبيرا للاجئين في العام الماضي. وأشارت السفارة في منشور لها، إلى أن البعض يواجه مشاكل بسبب قلة هطول الأمطار الموسم الماضي، وزيادة تكاليف الغذاء.

inbound227586022234983493.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً