post

خلال زيارة بن سلمان لأنقرة.. الإعلان عن بدء حقبة جديدة من التعاون بين تركيا والسعودية

العالم الخميس 23 جوان 2022

غادر ولي العهد السعودي محمد سلمان، العاصمة التركية أنقرة، بعد زيارة قصيرة استمرت ساعات، عقد فيها مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، واعتبرها الجانبان فرصة لإطلاق حقبة جديدة في العلاقات الثنائية.

وكان وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى العاصمة التركية أنقرة، أمس الأربعاء، في أول زيارة رسمية، عقب ثلاثة أعوام ونصف العام من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018. وكان الرئيس التركي، في استقبال بن سلمان، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وأعلنت تركيا والسعودية، أمس الأربعاء، تعميق التعاون بينهما في كافة المجالات، وفي طليعتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. جاء ذلك في البيان المشترك الصادر عقب لقاء أردوغان وبن سلمان في العاصمة أنقرة.

وأشار البيان إلى أن الجانبين قررا تعميق التشاور والتعاون في القضايا الإقليمية من أجل تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. وأكد البلدان عزمهما إطلاق حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وأبديا رغبتهما في العمل على تطوير مشاريع في مجال الطاقة.

وقال البيان:" اتفق الجانبان بخصوص تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة".

وشدد الطرفان على أهمية التعاون بمجال السياحة وتطوير حركتها بين البلدين، واتفقا على تفعيل عمل مجلس التنسيق السعودي – التركي ورفع مستوى التعاون حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما أشار البيان إلى بحث إمكانات تطوير وتنويع التجارة المتبادلة وتسهيلها وتذليل العقبات أمامها، واستكشاف فرص الاستثمار. وأوضح أن الجانبين ناقشا تسهيل التجارة والبحث عن فرص الاستثمار وزيادة التواصل لتحويلها إلى شراكات ملموسة.

ورحبت الأوساط الاقتصادية والأسواق التركية بـ"عودة العلاقات" مع السعودية، وزيارة بن سلمان التي سبقها رفع الحظر عن سفر السعوديين إلى تركيا، متوقعين زيادة الإقبال السياحي للموسم الحالي وعودة التبادل التجاري والتدفق السلعي التركي الذي أعاقته المملكة خلال العامين الأخيرين.

وكان سبق للرئيس التركي أن قال إن خلافات بلاده مع السعودية والإمارات انتهت، وتم تجاوزها. وقال أردوغان عقب زيارته في رمضان الماضي للسعودية، وأدائه مناسك العمرة، إن لبلاده قواسم مشتركة مع السعودية والإمارات.

وقلّل من شأن خلافات تركيا مع السعودية والإمارات، وأكد أنها "خلافات داخل الأسرة الواحدة"، وأنه تم تجاوزها. وأضاف: "تجاوزنا الخلافات مع الرياض وأبو ظبي، ووضعنا خططا لتطوير سريع للعلاقات الثنائية في مجالات التجارة والصناعة والصناعات الدفاعية والثقافة والسياحة، ونتخذ خطوات لذلك".

وقال أردوغان إن العلاقات مع السعودية أيضا تسير في اتجاه أكثر إيجابية. وأعرب عن ثقته بأن المسار الذي بدأته تركيا تجاه البلدين سيقدم مساهمات مهمة للغاية، سواء على الصعيدين التجاري أو السياسي. وأكد مشاركة تركيا خبراتها في مجال الصناعات الدفاعية مع كل من السعودية والإمارات. وكان أردوغان زار خلال الشهرين الماضيين السعودية والإمارات، طاويا صفحة من الخلافات امتدت سنوات.

وفي حين لم تترجم كامل الاتفاقات التي وقعها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للمملكة السعودية في أفريل الماضي، تزيد الآمال بتحسن العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري، بعد تراجع واردات المملكة من تركيا في 2021 بنسبة 62.3%، إلى 3.32 مليارات ريال سعودي (886 مليون دولار) مقابل 8.82 مليارات ريال (2.35 مليار دولار) في 2020.

ويأتي ذلك قبل أن تعود العلاقات التجارية على وقع تحسن العلاقات السياسية، ونقل تركيا ملف مقتل جمال خاشجقي إلى المملكة، لتبلغ قيمة الواردات في جانفي وفيفري الماضيين 71.3 مليون ريال (19 مليون دولار) مقابل 69.4 مليون ريال (18.5 مليون دولار) في الفترة المناظرة من العام الماضي.

inbound5289853961152297006.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً